(39) الأحاديث والآثار التي علق عليها والدي الشيخ مقبل رحمه الله
تفسير لفظة: « أَنْ
تُزَانِيَ»
عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ
أَكْبَرُ، قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ» قُلْتُ: ثُمَّ
أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ» قُلْتُ:
ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ
جَارِكَ» قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا
آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلا
يَزْنُونَ﴾ [الفرقان: 68]. رواه البخاري (4761)، ومسلم (86).
لم يقل النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: تزني.
وقد
علق والدي رَحِمَهُ الله على هذه اللفظة في درسٍ لنا، وقال: أتى بلفظة «تُزَانِيَ»، وهذا معناه أن فيه اتفاقًا
بين الطرفين، أو نحو كلامه
هذا.
قلت: ونحوه ما ذكر الصنعاني في «سبل السلام» (2 / 634)، قال رَحِمَهُ الله: قَوْلُهُ: « أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِك»
أَيْ: بِزَوْجَتِهِ الَّتِي تَحِلُّ لَهُ.
وَعَبَّرَ «بِتُزَانِيَ»؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ
تَزْنِي بِهَا بِرِضَاهَا.
وقال الشيخ ابن عثيمين في «شرح بلوغ المرام»(6/ 289): فلماذا قال: «تزاني»؟
لأن «تزاني» فيه نوع معالجة، وهذه المعالجة يحتمل أن تكون معالجة على الفعل أو
معالجة على الترك، أما المعالجة على الفعل فيعني أن الحليلة توافق على هذا وتنقاد،
وأما المعالجة على الترك فيعني: أن الحليلة - حليلة الجار - تأبى، ولكن يكرهها أو
يخدعها أو غير ذلك، وعلى كل حال فالمفاعلة تدل على اشتراك اثنين فأكثر فيها.
المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/08/39.html