إتحاف الأنام بالجواب المختصر على رسالة كشف اللثام لكنتوش = الشيخ نور الدين السدعي

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

إتحاف الأنام بالجواب المختصر على رسالة كشف اللثام لكنتوش = الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

بسم الله الرحمن الرحيم

إتحاف الأنام بالجواب المختصر على رسالة كشف اللثام

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما بعد:

فقد سألني بعض الأفاضل عن مقال: (كشف اللثام عن الإخوانية عند محمد الإمام) لصلاح بن كنتوش.

والجواب باختصار: مررت سريعا على بعض هذه الرسالة، فوجدت صاحبها بناها على شيء مكذوب في حقيقة الأمر، حيث قرر صاحبها: أن مراده من هذه الرسالة هو إثبات أن من حكم على الشيخ الإمام بأنه إخواني لم يكن ذلك لأجل الوثيقة فحسب، بل لأجل أشياء عندهم تدل على إخوانية الشيخ الإمام غير الوثيقة.

وهذا من الكذب والتلبيس الذي بنيت عليه هذه الرسالة، فالشيخ عبيد الذي صرح بأن الشيخ الإمام إخواني بين أن ذلك بسبب الوثيقة لا غير، حيث قال عن الشيخ الإمام: إخواني حتى يتراجع عن الوثيقة.
فقد علق الحكم بالإخوانية على الشيخ الإمام سدده الله على الوثيقة لا غير، وأنه إن تراجع عنها فليس إخوانيا. وهذا تكذيب صريح لكنتوش ولكل من زعم أن الشيخ عبيد حكم على الشيخ الإمام أنه إخواني لأشياء عنده تدل على إخوانيته غير الوثيقة.

مع العلم أن جمهور العلماء المعاصرين، كالعباد والفوزان والسحيمي ومحمد بن هادي ووصي الله عباس ومحيي الدين ومحمد بن آدم الأثيوبي وعلماء اليمن قاطبة لا يوافقون على هذا الحكم، ويرون أن الشيخ الإمام معذور.
بل قال الشيخ محيي الدين: نعم ما صنع الشيخ الإمام.

ومن آخر هؤلاء العلماء معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله حيث سأل عن الشيخ الإمام في اجتماعه الأخير بالشيخ عبد الله بن مرعي والشيخ تركي الوادعي ومن معهما ثم قال: أبلغوه سلامي هو معذور هو معذور.

وقد جاء الواقع وأثبت صحة كلام من عذر الشيخ الإمام حتى صار كالشمس في رائعة النهار، ولله الحمد والمنة.

وقول الجمهور أقرب إلى الصواب غالبا ممن خالفهم، قال الإمام الذهبي رحمه الله في إمام الجرح والتعديل يحي بن معين: «إذا انفرد بتوثيق من لينه الجمهور أو بتضعيف من وثقه الجمهور وقبلوه فالحكم لعموم أقوال الأئمة لا لمن شذ». (الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم) (ص: 29-30).

وأما بقية ما في الرسالة فصلاح في الحقيقة لم يأت بجديد سوى أنه قام بترتيب بعض ما ذكره الحجاورة وملأوا به شبكتهم (شبكة العلوم السلفية) ثم الحذيفي بعدهم، وأضاف عليه بعض الأشياء اليسيرة وهوَّل من شأنها (حجورة جديدة) و (شنشنة أعرفها من أخزم) وكل من أقام فتنة أعاد علينا نحو هذه الأشياء التي يمل الإنسان من تكرارها!

وقد بينت زيف أكثر ذلك ولله الحمد في رسالتي: (كف السفهاء عن الطعن في أعراض العلماء حوار مع الطاعنين في علماء أهل السنة في اليمن).

وحتى لا يكون الكلام عاريا عن الدليل فهاك مثالين على تهويل صاحب هذه الرسالة:

الأول: جعل كنتوش من الأدلة على إخوانية الشيخ الإمام أنه وصف الزنداني بالوالد!
مع العلم أن الشيخ الإمام قالها على لسان الخصم.
وأن الكتاب الذي وردت فيه هذه الكلمة قدم له الإمام الوادعي وأثنى عليه ثناء عظيما.

ونقل منه الشيخ ربيع عدة مواضع في بعض ردوده على أبي الحسن، وأحال الشيخ عبيد عليه في بيان حال جامعة الإيمان.
وأن الشيخ مقبل في ”المخرج من الفتنة“ (ص167) وصف الفسيل المحسوب على الإخوان وصفه بالقاضي الوالد. ووصف الشيخ ابن باز القرضاوي الضليل بفضيلة الشيخ، كما هو بصوته، ووصف الشيخ ربيع عبد الرحمن بن عبد الخالق بالشيخ في عدة مواضع من رده عليه.
فهل هذا دليل على إخوانية هؤلاء العلماء؟! أم أن هذه الأحكام خاصة بالشيخ الإمام؟!

الثاني: جعل صلاح من الأدلة على إخوانية الشيخ الإمام استقباله للعامري.
وأقول: قال الشيخ ربيع -حفظه الله- عن العالمين الجليلين ابن باز والقرعاوي رحمهما الله: «وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحدا حسب علمي، ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي، فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة، الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة».

وفي مرض موت شيخنا الوادعي في (مستشفى الثورة) زاره أعداد كبيرة من الحزبيين وعلى رأسهم الزنداني وصعتر والمهدي والريمي والمقطري وغيرهم.

مع العلم أن الشيخين الوادعي والإمام في خلال هذه الزيارات يناصحان الزائر، كما صرح الشيخ الإمام بذلك عن نفسه.

فهل هذا دليل على أن هؤلاء العلماء ابن باز والقرعاوي والوادعي والمدخلي من الإخوان المسلمين! أو مميعين مع المبتدعة، أو فيهم لوثة بدعية أو إخوانية، أم أن المقصود هو الشيخ الإمام دون غيره؟!

على أن الشيخ الإمام سدده الله أخرج بيانا في اليوم الثاني ردا على تشبع العامري بهذه الزيارة، وقد نقله صلاح في رسالته! (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

ثم نقول لصلاح ومن معه: هذا كبيركم لم يستقبل الحزبيين فقط! بل قام بزيارة بعضهم إلى جمعياتهم وأثنى عليهم! وأخذ جوائزهم! ويتصور بملء فيه ضاحكا معهم جنبا إلى جنب!

فمالكم لا تجعلون هذه الأعمال دليلا على أنه إخواني؟!
مع أنها أعظم بكثير جدا من استقبال الشيخ الإمام للعامري!
أم أن هذه الأحكام خاصة بالشيخ الإمام؟ وأنكم في الحقيقة تحكمون بالهوى وتكيلون الناس بمكيالين؟!

ثم نقول لهؤلاء القوم: إن كنتم غيورين حقا على الدعوة السلفية فما الذي يغيظكم من بقاء دور الحديث سليمة من الدمار والفتن؟!

ما الذي يغيظكم من استمرار خروج أكثر من ثلاثمائة داعية كل أسبوع من (دار الحديث بمعبر) وهكذا الأعداد الكبيرة من بقية دور الحديث يجوبون البلاد للدعوة إلى الله ونشر التوحيد والسنة والمحافظة على الناس من العقائد المنحرفة التي تموج في الناس؟!

أيغيظكم استمرار الترضي على الصحابة والخلفاء وأمهات المؤمنين كل جمعة من فوق مئات المنابر؟

أيغيظكم بيان مناقب الخلفاء الراشدين من فوق المنابر، ومن ذلك آخر خطبة للشيخ الإمام قبل أسبوعين بعنوان: (المناقب المشتركة بين الخلفاء الأربعة).
يسمعها نحو عشرة آلاف وتصول وتجول في عشرات وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات العنكبوتية هنا وهناك.

أيغيظكم استمرار التحذير من دعاء غير الله والتمسح بأتربة الموتى والذهاب إلى السحرة كل جمعة من فوق مئات المنابر؟

أيغيظكم استمرار الإشادة بالصحيحين وأئمة السنة في القديم والحديث كل جمعة من فوق مئات المنابر؟!

أيغيظكم استمرار تدريس كتب العقيدة والتوحيد في دور الحديث التي تكشف حال العقائد المخالفة لعقيدة أهل السنة؟!

أيغيظكم استمرار تدريس كتاب التوحيد والأصول الثلاثة وكشف الشبهات والقواعد الأربع وفتح المجيد والقول المفيد واللمعة والواسطية والطحاوية في دور الحديث؟!

أيغيظكم استمرار تدريس الصحيحين وتفسير ابن كثير والسعدي في دور الحديث؟!

أليس تدريس كتب العقيدة والدعوة إلى التوحيد والتحذير من العقائد المنحرفة من أعظم الجهاد في سبيل الله؟! قال تعالى: (وجاهدهم به جهادا كبيرا)

أم أن الحقد والحسد بلغ بكم أنكم تريدون لهذا الخير -الذي حفظه الله لأهل السنة في اليمن وأكرمهم بدوامه- الدمار والانهيار، وأن يتشرد العلماء والدعاة، وتنتهي دور الحديث ومئات المساجد التابعة لها في عموم المحافظات، ويخلو الجو للفجار، ويعتلي المنابر الأشرار الذي يفسدون في الأرض ولا يصلحون؟!
أجيبوني بعلم وعدل وإنصاف إن كنتم صادقين؟

أليست هذه الجهود الجبارة من الجهاد بالحجة والبيان الذي هو من أعظم الجهاد في سبيل الله، حتى قال الإمام ابن القيم رحمه الله في (جلاء الأفهام) (ص 415): وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه. اهـ

وقال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله: «وكلام العلماء العاملين بعلمهم أضر على الأعداء من المدافع والرشاشات، لأن الناس يقبلون منهم ويلتفون حولهم» (إجابة السائل) (ص382).

وبحمد الله فالدعوة السلفية في اليمن متلاحمة سائرة إلى الأمام على خير كبير، وفتنة هؤلاء القوم شبه ميته ومحصورة في بعض مساجد عدن، وما أشبهها بقول البيحاني: (زوبعة في قارورة).
وهي كل يوم في انحسار وتلاشي وضعف فكثير ممن اغتر بهم ابتداء في تراجع كل يوم، فذاك يمنعهم من الزيارة بعد أن كان يستقبلهم، وذاك يمنعهم من مسجده بعد أن كان يأذن لهم، وذاك، وذاك، ولله الحمد والمنة.

نسأل الله لنا ولمن وقع فيها السداد والرشاد، وأن يثبتنا وإياهم على دينه حتى نلقاه، وأن يصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نور الدين السدعي (١٤٣٨/٤/٢٦).

أضف رد جديد