رداً عن سؤال صلاح كنتوش : كشف القناع عن من لا يستحق الإتباع (طلاب العلم نيل المرام بالتقوى قبل الفهم)

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

رداً عن سؤال صلاح كنتوش : كشف القناع عن من لا يستحق الإتباع (طلاب العلم نيل المرام بالتقوى قبل الفهم)

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

كشف القناع عن من لا يستحق الإتباع
طلاب العلم نيل المرام بالتقوى قبل الفهم
كتبه / محمد بن محسن


بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد أن لا اله إلا الله و اشهد أن محمد رسول الله ، إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
أمّا بعد :
فإن الهدى والفضل ، والمعرفة والعلم ، والخير والحلم ، يأخذ من أئمة المسلمين ، أعلام الدنيا والدين ، الذين بينوا للناس ما نزل اليهم ، وشرحوا لهم ما اشكل عليهم ، وانقادوا لما ثبت من السنن لديهم ، واعتبرا باستنباطهم ، وصحيح اجتهادهم ، وحكم ما لم ينص على عينه ، وقاسوا بما فهموا حكمه في غيره ، ولم يزيغوا عن سنن التحقيق ، ولا أخذوا بُنيات الطريق ، ولا تنطعوا تنطع المعتدين ، بل اتبعوا آثار من مضى من قبلهم ، فالموفق من اقتفى آثارهم ، وغاير شرود من شرد واتباعهم ، ولم يعرج على ناعق نعق وإن اختدع العقول بلهجة صداه ، جعلنا الله ممن اتبع فعَلم ، واقتفى ما مر عليه السواد الأعظم.
فالعلم لا يأخذ بأن تسأل العوام ، وطرح ما أشكل على غير النبهاء ، بتحدي غيرك فيما توقف فيه بعض العلماء ، فإن اجابك الجاهل بجهل فأنت تأثم ، وتوقعه في التكلم في الدين بغير علم ، فمن طرح السؤال من غير نية أفادت العلم فهو المغرور ، والجاهل المخذول ، فقد كان علماء السلف إذا ناظروا احبوا ان يظهر الحق وإن كان من خصمهم ، وربما حزنوا أذا غلبوا خصمهم بعلة .

فقد وقع نظري على قول بعض من سماه اصحاب الفيس بوك الشيخ صلاح كنتوش ، وهو يطرح سؤال ، فيه ظاهره العلم ، ولكن باطنه الجهل ، يقول : "عندي سؤال لمن ينتسب للسنة في المحافظات الشمالية في اليمن وكنت قد سألت هذا السؤال من قبل.
من هو ولي أمر البلاد ؟
هل تقرون بأنه عبدربه منصور أو ...........


أقول : الله المستعان على من ينتسب لأهل السنة و يتشفى- ويشمت- بنا ، لآننا تحت من لا يعرف للسنة حقها ، فبدل أن يكون رحيم بنا ، يأتي الامتحان مِن مَنْ كنا نظنهم أنهم سند لنا ، يأتي الطعن المبطن وكأنه يجهل حالنا .
فإن كان هذا السؤال من اصحاب السنة في عدن من من لا يحفلون الا بمن وافق منهجهم وطريقهم ، فإني سائله سؤال قبل ان اشفي غليله ، وإن كنت لا أعرف إن كان على السّنة في وقت السؤال ، فقد عاصر أهل السنة هذا الحال الذي نحن فيه في حرب الانفصال عام 1994م ، كانت المناطق الشمالية تحت حكم ولي الامر ، وكانت المناطق الجنوبية تحت حكم الاشتراكيين الماركسيين .
فمن كان ولي الامر؟
هل هو الحزب الاشتراكي ؟
ام كان ولي الامر من كنتم خارج سيطرته ؟
هل كان أحد من الشباب السلفي يستطيع أن يقول : ولي أمري فلان.
أم ان الشباب السلفي كان يتجنب حتى الصلاة في المساجد !!!!!!
ولقد نزلت الى عدن بعد انتهاء حرب الأنفصال بأسبوع لأزور امي حفظها الله وابي عليه رحمة الله ، فوجدت بعض الشباب السلفي ، في مناطق القلوعة والمعلا و التواهي ، قد حلق لحيته ، واخبروني بقصص عن ما وجدوه من المضايقات ، وان احدهم كان يخاف ان يصلي في المسجد ، ولقد صعدت الى سطح منزل احد الاخوة وشرح لي كيف اعد سلم في سطح منزلهم ، استعداداً للفرار اذا جاء جنود الحزب الاشتراكي.
فأن كنت موجود في تلك الفترة من الزمان فما هو الحكم لديك ؟
ومن هو ولي أمرك ؟
وهل كان على اهل السنة في المناطق الشمالية ان يسألوا ، عن ولي امرك ، وحين لا تجيب يعيدون السؤال عليك ؟
وإن لم تكن قد عرفت السّنة ، فسأل أخانا علي الحذيفي ومن عاصر تلك المحنة ، عن ما وجده الشباب السلفي من البلاء الذي رفعه الله عنا وعنكم ، ونسأل من الله أن يرفع هذا البلاء أيضاً.
وإني سائل كل من هو على شاكلتك من أهل السّنة في المناطق الجنوبية ، حين كان الحزب الاشتراكي الماركسي في السبعينات والثمانينات والتسعينات يحكم ، هل هو ولي أمر تجب طاعته ؟
وإذا كان حكمه كافر فهل كانت تجب الهجرة مع عدم وجود المِنعة منه ؟
اجيبوا يا اصحاب التحديات وقلة الفقه
.
أما ما سألت عنه : من هو ولي أمرنا ؟
و يا من سالت من قبل ولم يجب عليك أحد !!!!
أما من قبل فإني لم أرى سؤالك ولقد تركت النظر في الشبكات منذ أربع عشرة سنة بعد انتهاء فتنة أبي الحسن. ولقد كنت سيف أهل السنة المسلط في تعز في الرد على أبي الحسن في الشبكات ناقلاً و كاتباً ، وكان لي لقب - درة عمر- أرد به على من حمل فكره الهدام ، لأصول أهل السنة تم لما فضح تركنا النظر في هذه الشبكات ، ثم أن أحد أخواني أهداني قريباً جوال حديث ، فلما أدخلت فيه البرامج رأيت ما تمنيت أني لم أره.
وكان سؤالك في تاريخ 2/12/2016 م

أما المسألة من ولي الأمر ، فإني أقول أنك أوقعت الشباب الصغار في أم حبوكر(1) ، فمن قلة علم تكلمت ، وبقلة فهم تساءلت ، و أوقعت الشباب الصغار في أن يردوا و يقولوا عناداً لكم ولي أمرنا الحوثي .
وطريقتك هذه ليس من فعل الربانيين ولا هذا دأب المعلمين ، فإن السؤال هذا من مداخل الخوارج فإن الرضى عندهم بالكفر كفر ، وهو أحد عللهم في الطاعة للمتغلب كما في بعض مسائلهم ، التي اطلعت عليها في التبرير لحكم الدولة الإسلامية في العراق والشام ، وإيجاب طاعة أبو بكر البغدادي.
والمعلم الذي ينصح طلابه الصغار يحذرهم بما يعرفون به علة الفرق الضالة ، كما صنع وهب بن منبه مع ابو شمر ذو خولان ، وفيها أن طالب العلم يعرف مداخل أهل الضلال ، ذكره الذهبي في السير ( 5/438-440).
ولكن إذا وجب الواجب ، فإني أم الديسم (ابن الدب) إذا بحثت لصغارها عن الغذاء ، بعد رحيل الشتاء ، و أنا المضبب وليس فيها ثلمة ، فما ترك علماؤنا مسألةً إلا ولهم قول أو تلميح يرجع إليه.
أما ولي أمر المسلمين فله شروط معتبرة ، وجبت له بها الطاعة (2)، وهناك من خالف في شرط(3) ، وقد أُسقط في هذه الازمان ، بل قد أُسقطت أكثر هذه الشروط. (4)
لكن لما كان الناس في حاجة لمن يمنعهم من التظالم ، ويفصل بينهم في التنازع والتخاصم ، أجاز الشارع الحكيم الطاعة لهم مع وجود غيره التام الشروط .
فعن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون بعدي أئمة ، لا يهتدون بهديي ، ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم فيهم رجال ، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس .
قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟
قال : تسمع وتطع للأمير ، وإن ضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فاسمع وأطع. (5)
قال شيخ الإسلام : يجب أن يعرف أن ولاية أمور الناس من أعظم واجبات الدين ، بل لا قيام للدين و الدنيا إلا بها ، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع ؛ لحاجة بعضهم إلى بعض و لا بد لهم من رأس. (6)
هذا إذا كان الناس مجتمعين ، فإذا تفرقوا كان الأمر أشد ما يكون ، ذلك لان السلطان يمنع الضعيف من أن يبطش به القوي.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لا يصلح الناس إلا أمير ، بر أو فاجر . قالوا : يا أمير المؤمنين هذا البر ، فكيف الفاجر ؟! قال : إن الفاجر يؤمن الله به السبل ، ويجاهد به العدو ، ويجيء به الفيء ، وتقام به الحدود ، ويحج به البيت ، ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله. (7)
ولقد قيل : من لم ينزع بالقرآن ، نزع بالسلطان.

وهناك صورة لما حدث ويحدث في اليمن ، ذكرها ابو يعلى الفراء قال :
فإن صار ( ولي الأمر ) مأسوراً في يد عدو قاهر ، لا يقدر على الخلاص منه ، منع ذلك من عقد الإمامة له ، لعجزه عن النظر في أمور المسلمين ، سواء كان " العدو مسلماً باغياً أو كافراً " ، وللامة فسحة في اختيار من عداه من ذوي القدرة ، وقد أوما أحمد إلى إبطال الإمامة بذلك في رواية أبي الحرث : في الإمام يخرج عليه من يطلب الملك فيفتتن الناس ، فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم مع من تكون الجمعة ؟ قال : مع من غلب .
وظاهر هذا أن الثاني إذا قهر الأول وغلبه زالت إمامة الأول ، لانه قال : الجمعة مع من غلب . فاعتبر الغلبة .
وقد روي عنه ما يدل على بقاء إمامته لأنه قال في رواية المروزي ، وقد سئل أى شيء الحجة في أن الجمعة تجب في الفتنة ؟ فقال : أمر عثمان لهم أن يصلوا ؟ قيل له : فيقولون إن عثمان أمر بذلك. فقال : إنما سألوه بعد أن صلوا.(8) انتهى كلامه

فإذا أنزلنا هذه المسألة على ما حدث ويحدث في بلادنا .
ففيها أربع مسائل
:
أولها : أسر ولي الأمر.
ثانيها : لمن كانت الولاية عند أسره.
ثالثها : هل تم للخارج التغلب.
رابعها : إذا غلب الخارج على بعض البلاد.

أول المسائل:
عند أسر ولي الأمر كانت الولاية لنائبه حتى يعلم هل ينفك من أسره وتبقى البيعة في أعناق الأمة ويجب عليهم فك أسره لما أوجبته الإمامة من نصرته إلا إذا تنازل وتم بيعة غيره أو يرجع لولي أمر يختاره أهل الاختيار إذ يأس من فك أسره. (9)

ثاني المسائل :
لمن كانت البيعة عند أسره ففيها مسألتان :
إذا كان عند البغاة :
كانت البيعة في أعناق من خرجوا عليه إذا كانوا بايعوه ولم ينصبوا إمام ، فالإمام المأسور في أيديهم على إمامته ، لان بيعته لازمة لهم ، و طاعته عليهم واجبة ، فصار كونه معهم مثل كونه مع أهل العدل ، إذا صار تحت الحجر وهو من باب أولى بيعته في عنق من لم يخرج عليه ، ما لم ينصبوا أهل البغي لهم إمام . (10)
إذا كان أسره عند العدو الكافر :
إن رجي فك أسره فهو الإمام ، وإن وقع الإياس من فك أسره ، خرج من الإمامة ، واستأنف أهل الاختيار بيعة غيره.

ثالث المسائل :
هل تم للخارج التغلب
لا يقال من ولي أمركم ، يا أصحاب المناطق الشمالية ، حتى يغلب الخارج على ولي الأمر لما قدمنا.
وهذا منهج أهل السنة ، وهو فعل ابن عمر ، وانظر معاملة الحكام ، القاعدة الثانية ، حيث قال الشيخ عبدالكريم بن برجس بن عبدالسلام :
من غلب" فتولى الحكم واستتب له "،
فهو إمام تجب بيعته وطاعته ، وتحرم منازعته ومعصيته .
فهذه القاعدة لها شرطان :
1- تولى الحكم.
2- استتب له.
فعلى هذا كل من خرج على ولي الأمر ، لا يكون إمام تجب طاعته حتى يستوفي الشرطين .
تم كرر الشروط في القاعدة الثالثة فقال :
إذا لم يستجمع المتغلب شروط الإمامة ،
"وتم له التمكين و استتب الأمر "،
وجبت طاعته ، وحرمت معصيته.

رابع المسائل :
إذا غلب الخارج على بعض البلاد
ففيها مسألتان :
الأولى :
إذا كان الغالب من البغاة :
ولا أعلم إن كنتم تنكرون وجود البغاة في حالة بلادنا أم تقولون بكفر الجميع ، فالمهم القول ما قد علمتم سابقاً. (11)
الثانية :
إذا كان الغالب من الكفار :
فإذا تسلط كافر على المسلمين فلا بد أن يكون له حالتان وصورتان ، فإذا جُمعت اصبحت أربع مسائل وسأذكر الحالتين وأشرح صورتين :

الحالة الأولى : كافر أصلي فهذا لا يقال له ولي أمر المسلمين .
قال ابن حزم : واتفقوا أن الإمامة لا تجوز لامرأة ولا كافر و لا لصبي.(12)
وقد نقل ابن المنذر ايضا الاجماع.(13)

الحالة الثانية : من طرأ عليه الكفر لم يجز إقراره ويقبض عليه ويزال تغلبه. (14)
نقل النووي عن القاضي عياض قوله :
أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر ، وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل ، وكذا لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها.( 15)
ولكن عزله له قيد ذكره العلماء .

قال ابن باز رحمه الله :
ولا يجوز الخروج على ولاة الأمور ، وشق العصا إلا إذا وجد منهم كفر بواح عند الخارجين عليه من الله برهان ؛ ويستطيعون بخروجهم أن ينفعوا المسلمين ، وأن يزيلوا الظلم ، وأن يقيموا دولة صالحة.
أما إذا كانوا لا يستطيعون ، فليس عليهم الخروج ، ولو رأوا كفر بواح ، لأن خروجهم يضر المسلمين ، ويفسد الأمة ، ويوجب الفتنة ، والقتل بغير حق.
ولكن إذا كانت عندهم القدرة و القوة على أن يزيلوا هذا الوالي الكافر فليزيلوه ؛ وليضعوا مكانه والياً صالحاً ، ينفذ أمر الله ، فعليهم ذلك إذا وجدوا كفراً بواحاً عندهم من الله برهان ، وعندهم القدرة على نصر الحق ، و إيجاد البديل الصالح وتنفيذ الحق. (16)
ولا يدخل في ذلك التأويل الباطل كما حدث للإمام أحمد مع المأمون والواثق وانظر فتنة الإمام أحمد.

أما الصورتان :
أولها :
الكافر المقر للمسلمين على دينهم ، فهذا ما ذكرنا بعضه في تعجيل المنفعة ، وسماه شيخ الإسلام دار مركبة في مثال مدارين.
قال الشيخ الفوزان حفظه الله :
وأما التعامل مع الحاكم الكافر ، فهذا يختلف باختلاف الأحوال ، فإن كان في المسلمين قوة وفيهم استطاعة لمقاتلته وتنحيته عن الحكم و إيجاد حاكم مسلم ؛ فإنه يجب عليهم ذلك ، وهذا من الجهاد في سبيل الله ، أما من إذا كانوا لا يستطيعون إزالته فلا يجوز لهم أن يتحرشوا بالظلمة والكفرة ، لأن هذا يعود على المسلمين بالضرر و الإبادة. (17)
الثاني :
الكافر المحارب للمسلمين في عقائدهم ودينهم ، وهو مربط الفرس في الرد على أصحاب الطعن المبطن ، وقد قدمنا قبل أن الكافر ليس له ولاية على المسلمين.
وأضيف هنا حكم تولي الرافضة – الحوثي - أمور البلاد.

قال السيوطي في مقدمة تاريخ الخلفاء :
ولم أورد أحداً من الخلفاء العبييديين لأن إمامتهم غير صحيحة.
وفي نفس الصفحة والتي تليها نقل عن الذهبي قوله :
أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام ، ومنهم من أظهر سب الأنبياء ، ومنهم من أباح الخمر ، ومنهم من أمر بالسجود له ، و الخيّر منهم رافضي خبيث يأمر بسب الصحابة رضي الله عنهم ، ومثل هؤلاء لا تنعقد لهم بيعة ، ولا تصح لهم إمامة. (18)
وقال في نهاية مقدمته : فلهذه الأمور لم أذكر أحداً من العبييديين ، ولا غيرهم من الخوارج ، و إنما ذكرت الخليفة المتفق على صحة إمامته وعقد بيعته. (19)

ولقد نقل شيخ الإسلام أن حكمهم و الديار التي حكموها بدار الردة والنفاق.
فإذا كان هذه هو الحال فهل يسكن في هذه البلاد.
إذا قام بالرد والإنكار أو أبداء عدم الرضا فله أن يقيم ، وهو ما قاله خالد بن الوليد لمجاعة بن مرارة : يا مجاعة تركت اليوم ما كنت عليه أمس ، وكان رضاك بأمر هذا الكذاب (مسيلمة الكذاب) ،وسكوتك عنه ، وأنت أعز أهل اليمامة ، وقد بلغك مسيري ، إقراراً له ورضاء بما جاء به ، فهلا أبديت عذراً وتكلمت فيمن تكلم ، فقد تكلم ثمامة بن أثال فرد وأنكر وتكلم اليشكري. 20)
ونقل السيوطي عن القاضي عياض قوله :
سئل أبو محمد القيرواني الكيزاني من علماء المالكية عمن أكرهه بنو عبيد – يعني خلفاء مصر- على الدخول في دعوتهم أو القتل ؟ قال : يختار القتل ، ولا يعذر أحد في هذا الأمر ، كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم ، و أما بعد فقد وجب الفرار ، فلا يعذر أحد بالخوف بعد أقامته ، لأن المقام في موضع يطلب تعطيل الشرائع لا يجوز ، و إنما أقام من أقام من الفقهاء على المباينة لهم لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم.(21)
فالهجرة متعينة على من خاف أن يفتن وهو مستطيع ، كما نقلت في تعجيل المنفعة عن مغني المحتاج (6/56).
و يجب المقام لمن امتنع وكان في بقاءه مصلحة الدين.

قال الإمام مالك : إن العلم ليس كالتحرّش بين البهائم و الديكة.

الملخص :
هذا جواب سؤالك : العلم ليس كالتحرش بين البهائم و الديكة .
نيل المرام هو الفقه الذي يرشد الى الحق ، ومن ازداد علماً ولم يزدد تقوى لم يزدد من الله إلا بعدا.
فولي أمري عبدربه منصور هادي ، حتى يموت أو ينزع أو يغلب ، وما دام الخارج لم يغلبه - من البغاة - فهو ولي الامر ، ولو استمرت الحرب عشرين عاماً ، فاسم الإمامة باقياً عليه ، ولقد حكم قطري بن الفجاءة عشرين سنة وكان يلقب أمير المؤمنين وما قال أحد من أهل السنة بولايته ، ولو حكم الرافضة اليمن كما حكمها بني عبيد ، ما صحة ولايتهم لما قدمنا من أن الكافر لا يكون ولي أمر المسلمين .
فافهم تعلم ، ومن علم لزم ، ولقد طرقت باب أحجم عنه الاتقياء ، لما فيه من شبه الجهلاء ، فالدولة الاسلامية – كذباً وزوراً – بمثل هذه التقعيدات تبرر في العراق يقولون : من ولي أمركم يا أهل السنة ، أليس الرافضة يحكموكم ، و أنتم تحت سلطتهم ، فإن رضيتم بالكفر كفرتم ، و سكنتم ولم تهتجروا أثمتم ، نعوذ بالله من قوة الفاجر وعجز التقي.
ثم أعلم إن من الجهل امتحان أهل السنة ، لتضرب رقابهم ويقتلوا ، من أجل أن تظهر قوة علمك ، وسعة فهمك ، فمعرفة آيات الله والتدبر بها خيرٌ لك ، قال تعالى [ رحماء بينهم ] قال السعدي : أي : متحابين متراحمون متعاطفون كالجسد الواحد يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه ؛ هذا معاملتهم مع الخلق.
ولقد دخل صلى الله عليه وسلم على اليهودي وهو على فراش الموت لينقذه من النار ، وقال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : لأن يهدي الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.
وكم كتب علماؤنا في النصح للشباب بآن يتراحموا قال الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله :
دعوة يرافقها الحلم والرحمة و الأخلاق العالية – والله – تنتشر الدعوة السلفية بهذه الأساليب. (22)
واسمع شريط بعنوان (كيف تتعبد الله بعلم الجرح والتعديل) للشيخ ربيع ؛ لعلك ترفق بإخوانك.
ولا تكن مشغب يستفيد منك أهل الباطل ، انطلاقا من الهوى أو ضعف علم أو كليهما.
ولم اطلع الإمام أحمد رحمه الله على كتاب الكرابيسي قال : هذا قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به ، حذروا من هذا ، ونهى عنه. (23)
والحمد لله رب العالمين الذي هدانا الى الصراط المستقيم ، اللهم لا تفتنا فنهلك ، وتوفنا مسلمين.
وصلى الله على نبي الأمين وآله وصحبه وسلم أجمعين.


وكتبه / محمد بن محسن ضحى الأثنين 6/ ربيع الأول /1438هجرية
تعز- رفع الله عنها الظلم والحصار وحفِظ أهلها من الزيغ و الضلال
________________________
1 - في تهذيب اللغة للأزهري : أم حبوكر :الرمل الذي يضل فيه.
2- الاحكام السطانية للماوردي ص 5 والاحكام السلطانية لابي يعلى الفراء ص 20
3- وهو أن يكون قرشي المصدر السابق ص 5
4- انظر معاملة الحكام للشيخ عبدالسلام بن برجس ص 22 وقواعد الاحكام ص145
5- أخرجه مسلم بهذا اللفظ حديث 1847
6- السياسة الشرعية شرح بن عثيمين ص 333
7 - أخبار القضاة لوكيع (1/21)
8- الأحكام السلطانية ص 22
9 -المصدر السابق ص 22
10 - المصدر السابق ص 23
11- قواعد الاحكام للغز بن عبدالسلام ص 146
12- مراتب الاجماع ص 208
13-نقله ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/787)
14 - الاحكام السلطانية للماوردي ص 28 و الاحكام السلطانية لابي يعلى الفراء ص22
15 - شرح صحيح مسلم (6/314)
16 - مجموع فتاويه (7/119)
17- فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة ص 120
18- مقدمة تاريخ الخلفاء (8-9)
19- المصدر السابق ص 9
20- الإكتفا بما في سيرة المصطفى والثلاثة الخلفاء للكلاعي (2/120)
21- مقدمة تاريخ الخلفاء
22- الذريعة (3/214)
23- شرح علل الترمذي (2/807)

أضف رد جديد