البَرَاهِينُ الْجَلِيَّة عَلَى أَخْطَاء هَانِي بِن بُرِيِك الْعَقَدِيَّة وَ الْمَنْهَجِيَّة
(الجزء الأول)
كَتَبَهُ :
أَبُوْ قَتَادَة حُسَام بِن أَحْمَد الْعَدَنِي
- غَفَرَ اللهُ لَهُ وَ لِوَالِدَيْهِ -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ، والصلاة والسلام عَلَى رسولِ اللهِ ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاه.
أمَّا بعدُ ....
فهذهِ جملة من الأخطاء العقدية ، والمنهجية ، والسلوكية التي وقعَ فيها الأخ أبو علي هاني بن بريك العدني - رده الله إلى الحق - وانتشرت واشتهرت وذاعت ، وقد نبههُ كثيرٌ من الإخوة الفضلاء على معظمها ، وطالبوهُ بالتراجع عنها ، ولكنه أبى ، وعاند ، وشَنَّعَ عليهم ، فأحببنا أن ننتصرَ لأخينا هاني بن بريك - هداهُ الله ُ- ونأخذ على يديهِ ، من باب قول نبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) قال رجل : " يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره " قال : (تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره) ، وأيضًا من باب قول نبينا محمدٍ - عليه الصلاة والسلام - : (ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصرة وإن كان مظلوما فلينصره).
وعن أبي رقية تميم بن أوس الداري - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : (الدين النصيحة) قلنا : لمن ؟ قال : (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
فيا أبا علي - وفقك الله - نحنُ أنصح لك من الذين يتعصبونَ لك ، ويدافعون عنك بالباطل ، فهؤلاء مضرتهم لك أكثر من نفعهم.
وإليك يا أخانا أبا علي - أصلحكَ الله وهداك - ، وإليكم يا معشر القراء هذهِ المآخذ بالبراهين ، وبيان بطلانها بالأدلة عسى أن يتراجع عنها أخونا أبو علي - ردهُ الله إلى جادة الصواب - ، ونسألُ اللهَ الإخلاص في القول والعمل.
المخالفة الأولى قال الأخ هاني بن بريك - هداه الله -
: (علمتنا عدن بكل أهلها في الحرب أننا نستطيع أن نصنع المستحيل وصنعناه ، وأمامنا الآن أن نثبت للعالم أن عدن غير).
المصدر : منشورٌ له كتبهُ في صفحته بموقع الفايس بوك ، وبصفحته بموقع تويتر.
التعليق :
يا أبا علي - ألهمكَ اللهُ رشدك - كانَ عليك أنْ تقول علمتنا أدلة القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة أننا لو توكلنا على الله حق توكله ، وعملنا بالأسباب الشرعية ، وأخلصنا جهادنا لله - سبحانه وتعالى - و تابعنا نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في عملنا هذا ، وتضرعنا لله - سبحانه وتعالى - وأكثرنا من دعاء الله -جلَّ وعلا - بأن ينصرنا على الحوثة الرافضة ، وأنصارهم العفاشيين المجرمين لحصلَ النصر بإذن الله - سبحانهُ وتعالى - لأنَّ اللهَ - عزَّ وجلَّ - قالَ في كتابهِ الكريم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
وقدْ تحصل الهزيمة بسبب معاصينا ، وذنوبا ، ووجود أهل المعاصي في أوساطنا.
ولنْ يحصل النصر إلا بإذن الله - سبحانهُ وتعالى - كما قال الله - تباركَ وتعالى - : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
أمَّا أن تأتي بهذهِ العبارة السيئة القبيحة المنكرة ، وهذهِ الزلة العقدية النكراء ، وتنشرها بين عامة الناس في وسائل التواصل الاجتماعي ، وفي مواقع الإنترنت فهذا يدل على أنَّكَ - وللأسف الشديد - بحاجة ماسة لدراسة كتب التوحيد ، والعقيدة جيدًا.
يا أبا علي إنَّ الناس بحاجة إلى مَن يعلمهم أمرَ دينهم ، لا لغرس مثل هذهِ الأفكار الخبيثة في عقولهم !.
فبدلاً من أن تُعَلِّمَ الناسَ العقيدة الصحيحة ، تَعَلَّمْتَ منهم هذهِ العقيدة الفاسدة وهي : (أنَّكَ تستطيع أنْ تصنعَ المستحيل ، وصنعته) !!!
ولعلَ هذا نتيجة لابتعادك عن أهل العلم ، ومجالسهم العلمية ، وكثرة جلوسك مع العوام الذينَ يجهلون أمور دينهم ، فعلموكَ هذهِ العقيدة الفاسدة.
يا أبا علي - أصلحكَ اللهُ - هلْ تَعْلَم معنى كلمة : (مستحيل) ؟!
فإنْ كُنْتَ لا تعلم ! فإليكَ تعريف الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمهُ اللهُ - لها كما في شرحهِ للعقيدة السفارينية ، قال : (المستحيل : ما لا يمكن وجوده).
فكيف ستصنع وتحقق ما لا يمكن وجوده يا أبا علي - ألهمكَ اللهُ رشدكَ - ؟!
هذهِ العبارة الشنيعة القبيحة المنكرة التي صدرت من أخينا هاني - هداه الله - عليها جملة من المآخذ نذكر منها :
المأخذ الأول : قوله : [علمتنا عدن بكل أهلها]
قوله : [بكل أهلها] يشمل البر الطائع التقي ، والفاجر العاصي الفاسق ، والموحد المؤمن ، والكافر الذي يسب الله - عزَّ وجلَّ - ، ويسب دينه ، ويسب نبيه محمدًا - عليهِ الصلاة والسلام - ، ويشمل كذلك أهل الصلاة المحافظين عليها ، وقاطعي الصلاة التاركين لها.
فهل يعي الأخ هاني ما يخرج من رأسهِ ؟!
ألمْ يقرأ أخونا هاني - وفقه الله للرجوع إلى الحق - قولَ اللهِ - تباركَ وتعالىَ - :
(أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ؟!
وكذلك قوله - سبحانهُ وتعالى - : (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ) ؟!
وكذلكَ قوله - جلَّ وعلا - : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ).
وأنا أسألك سؤالًا يا أبا علي ، وأجبْ عليهِ بصدقٍ : لوْ أنَّ شيخنا عبد الرحمن العدني - حفظه الله - هو من قالَ هذهِ العبارة بِمَ كنتَ ستحكم عليه أنتَ ، ورهطك ؟!
المأخذ الثاني : قوله : [أننا نستطيع أن نصنع المستحيل وصنعناه]
فهذهِ العبارة الخبيثة القبيحة الشنيعة تَدُلُّ على جهل صاحبها بالمعتقد الصحيح في هذهِ المسألة ، وأنَّ عليه أن يدرس معتقد أهل السنة والجماعة جيدًا على يد أهل العلم الموثوقين.
ومما يدل على فساد هذه المقولة الخبيثة ، وبطلانها ما يلي :
1- أنَّ نبينا محمدًا - عليه الصلاة والسلام - ما استطاع أنْ يصنعَ المستحيلَ ، وهوَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخيُر البشر ، وأمَّا ما حصلت لهُ من معجزات فهي من الله - سبحانهُ وتعالى - حتى تكونَ دليلًا عند الناس على صدق نبوتهِ ، وصحة رسالته.
فهذهِ المقولة الفاسدة بدعةٌ ضلالة أتى بها الأخ هاني بن بريك - أصلحهُ الله - ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان ، ولم يعتقدها رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ولا صحابته الكرام - رضوان الله عليهم - بل كان نبينا - عليهِ الصلاة والسلام - يدعو ربهُ قائلًا : (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس).
وفي غزوة أُحُد حصل ما حصل بسبب مخالفة بعض الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - لأمر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حينما أمرهم بعدم النزول من الجبل.
فنزلَ قولُ اللهِ - تباركَ وتعالى - : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ) إلى آخر الآيات.
قال الإمام الحافظ ابن كثير - رحمهُ الله - في تفسيره : (يقول تعالى : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} وهي ما أصيب منهم يوم أُحد من قتل السبعين منهم {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} يعني : يوم بَدْر، فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلا وأسروا سبعين أسيرا {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} أي : من أين جرى علينا هذا ؟ {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}).
وقال - رحمهُ الله - : (ثم قال تعالى : {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} أي : فراركم بين يدي عدوكم وقتلهم لجماعة منكم وجراحتهم لآخرين ، كان بقضاء الله وقدره ، وله الحكمة في ذلك).
فما استطاع رسول الله - صلى اللهُ عليهِ وسلم - أنْ يمنعَ وقوع المصيبة التي نَزَلَت بأصحابهِ - رضي الله عنهم - في غزوةِ أُحُد ، وما استطاع أنْ يصنعَ المستحيلَ ، لكن استطاع ! هاني بن بريك صناعة المستحيل ! في معركة تحرير عَدَن كما زَعَمَ.
فيا أبا علي - ألهمكَ اللهُ رشدكَ - أنتَ مطالبٌ بالتوبة إلى اللهِ من هذهِ المقولة الفاسدة البائرة الكاسدة الخبيثة المنكرة التي أسأتَ فيها الأدبَ مع الله - تباركَ وتعالى - فتبْ إلى الله قبلَ فوات الأوان ، ونسأل الله - سبحانهُ وتعالى - أنْ يمن عليك بالتوبة الصادقة.
2- قال اللهُ - سبحانهُ وتعالى - : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ).
قال الإمام الحافظ ابن كثير - رحمهُ الله - : (يذكر تعالى للمؤمنين فضله عليهم وإحسانه لديهم في نصره إياهم في مواطن كثيرة من غزواتهم مع رسوله وأن ذلك من عنده تعالى ، وبتأييده وتقديره ، لا بعَددهم ولا بعُددهم ونبههم على أن النصر من عنده ، سواء قل الجمع أو كثر ، فإن يوم حُنين أعجبتهم كثرتهم ، ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئا فولوا مدبرين إلا القليل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم أنزل الله نصره وتأييده على رسوله وعلى المؤمنين الذين معه ، كما سنبينه إن شاء الله تعالى مفصلا ليعلمهم أن النصر من عنده تعالى وحده وبإمداده وإن قل الجمع ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، والله مع الصابرين).
فيا أخانا أبا علي - هداكَ الله - هذا نبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام - رضوان الله عليهم - ما استطاعوا أن يحققوا النصرَ في بداية المعركة ، فكيفَ حققتَ بزعمكَ الفاسد المستحيلَ أنتَ ، ومَنْ معك ؟! (وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ).
3- قالَ اللهُ - سبحانهُ وتعالى - : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ).
فيا أخانا أبا علي - هداكَ الله - تَمَعَّن جيدًا في هذهِ الآية الكريمة ، فكما أخبرَ ربنا - سبحانهُ وتعالى - بعدم الاستطاعة في العدل بين النساء ، وهذا أهون من أمور الحرب ، فكيف ستستطيع أن تحققَ المستحيل في الحرب ؟!.
4- قالَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا).
فهذا الصبر على ما لم يحط به خُبْرًا ما استطاعهُ نبي الله موسى - عليه السلام - وأنتَ يا أبا علي ، ومن معكَ استطعتم أنْ تصنعوا المستحيل ! بزعمك الفاسد.
والأدلة من القرآن والسنة على بطلان هذهِ المقولة الخبيثة كثيرة جدًا ، ولكن نكتفي بهذهِ الأدلة.
المأخذ الثالث : منازعة الله - سبحانه وتعالى - في صفة من صفاتهِ ألا وهي القدرة.
قالَ اللهُ - تباركَ وتعالىَ - : (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فالذي يزعم أنَّه يستطيع أنْ يصنعَ المستحيل فهو يزعم - بقصدٍ أوْ بدون قصدٍ - أنهُ على كل شيءٍ قدير ، وأنهُ لا يعجزهُ شيء.
فَعَلَى أخينا هاني - وفقهُ اللهُ للتوبة - أن يتوب إلى اللهِ - عزَّ وجلَّ - مِن هذهِ المقولة الخبيثة القبيحة المنكرة.