البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية /أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية /أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية

كتبها أخوكم الفقير إلى عفو ربه :

أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

عدد صفحات المقال 106


كاتب الموضوع
أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

Re: البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية /أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

البَرَاهِينُ الْجَلِيَّة عَلَى أَخْطَاء هَانِي بِن بُرِيِك الْعَقَدِيَّة وَ الْمَنْهَجِيَّة

(الجزء الأول)

كَتَبَهُ :

أَبُوْ قَتَادَة حُسَام بِن أَحْمَد الْعَدَنِي
- غَفَرَ اللهُ لَهُ وَ لِوَالِدَيْهِ -
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ، والصلاة والسلام عَلَى رسولِ اللهِ ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاه.
أمَّا بعدُ ....

فهذهِ جملة من الأخطاء العقدية ، والمنهجية ، والسلوكية التي وقعَ فيها الأخ أبو علي هاني بن بريك العدني - رده الله إلى الحق - وانتشرت واشتهرت وذاعت ، وقد نبههُ كثيرٌ من الإخوة الفضلاء على معظمها ، وطالبوهُ بالتراجع عنها ، ولكنه أبى ، وعاند ، وشَنَّعَ عليهم ، فأحببنا أن ننتصرَ لأخينا هاني بن بريك - هداهُ الله ُ- ونأخذ على يديهِ ، من باب قول نبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) قال رجل : " يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره " قال : (تحجزه أو تمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره) ، وأيضًا من باب قول نبينا محمدٍ - عليه الصلاة والسلام - : (ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصرة وإن كان مظلوما فلينصره).
وعن أبي رقية تميم بن أوس الداري - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : (الدين النصيحة) قلنا : لمن ؟ قال : (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
فيا أبا علي - وفقك الله - نحنُ أنصح لك من الذين يتعصبونَ لك ، ويدافعون عنك بالباطل ، فهؤلاء مضرتهم لك أكثر من نفعهم.

وإليك يا أخانا أبا علي - أصلحكَ الله وهداك - ، وإليكم يا معشر القراء هذهِ المآخذ بالبراهين ، وبيان بطلانها بالأدلة عسى أن يتراجع عنها أخونا أبو علي - ردهُ الله إلى جادة الصواب - ، ونسألُ اللهَ الإخلاص في القول والعمل.

المخالفة الأولى قال الأخ هاني بن بريك - هداه الله - : (علمتنا عدن بكل أهلها في الحرب أننا نستطيع أن نصنع المستحيل وصنعناه ، وأمامنا الآن أن نثبت للعالم أن عدن غير).
المصدر : منشورٌ له كتبهُ في صفحته بموقع الفايس بوك ، وبصفحته بموقع تويتر.


التعليق :

يا أبا علي - ألهمكَ اللهُ رشدك - كانَ عليك أنْ تقول علمتنا أدلة القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة أننا لو توكلنا على الله حق توكله ، وعملنا بالأسباب الشرعية ، وأخلصنا جهادنا لله - سبحانه وتعالى - و تابعنا نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في عملنا هذا ، وتضرعنا لله - سبحانه وتعالى - وأكثرنا من دعاء الله -جلَّ وعلا - بأن ينصرنا على الحوثة الرافضة ، وأنصارهم العفاشيين المجرمين لحصلَ النصر بإذن الله - سبحانهُ وتعالى - لأنَّ اللهَ - عزَّ وجلَّ - قالَ في كتابهِ الكريم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
وقدْ تحصل الهزيمة بسبب معاصينا ، وذنوبا ، ووجود أهل المعاصي في أوساطنا.
ولنْ يحصل النصر إلا بإذن الله - سبحانهُ وتعالى - كما قال الله - تباركَ وتعالى - : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
أمَّا أن تأتي بهذهِ العبارة السيئة القبيحة المنكرة ، وهذهِ الزلة العقدية النكراء ، وتنشرها بين عامة الناس في وسائل التواصل الاجتماعي ، وفي مواقع الإنترنت فهذا يدل على أنَّكَ - وللأسف الشديد - بحاجة ماسة لدراسة كتب التوحيد ، والعقيدة جيدًا.
يا أبا علي إنَّ الناس بحاجة إلى مَن يعلمهم أمرَ دينهم ، لا لغرس مثل هذهِ الأفكار الخبيثة في عقولهم !.
فبدلاً من أن تُعَلِّمَ الناسَ العقيدة الصحيحة ، تَعَلَّمْتَ منهم هذهِ العقيدة الفاسدة وهي : (أنَّكَ تستطيع أنْ تصنعَ المستحيل ، وصنعته) !!!
ولعلَ هذا نتيجة لابتعادك عن أهل العلم ، ومجالسهم العلمية ، وكثرة جلوسك مع العوام الذينَ يجهلون أمور دينهم ، فعلموكَ هذهِ العقيدة الفاسدة.
يا أبا علي - أصلحكَ اللهُ - هلْ تَعْلَم معنى كلمة : (مستحيل) ؟!
فإنْ كُنْتَ لا تعلم ! فإليكَ تعريف الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمهُ اللهُ - لها كما في شرحهِ للعقيدة السفارينية ، قال : (المستحيل : ما لا يمكن وجوده).
فكيف ستصنع وتحقق ما لا يمكن وجوده يا أبا علي - ألهمكَ اللهُ رشدكَ - ؟!

هذهِ العبارة الشنيعة القبيحة المنكرة التي صدرت من أخينا هاني - هداه الله - عليها جملة من المآخذ نذكر منها :

المأخذ الأول : قوله : [علمتنا عدن بكل أهلها]

قوله : [بكل أهلها] يشمل البر الطائع التقي ، والفاجر العاصي الفاسق ، والموحد المؤمن ، والكافر الذي يسب الله - عزَّ وجلَّ - ، ويسب دينه ، ويسب نبيه محمدًا - عليهِ الصلاة والسلام - ، ويشمل كذلك أهل الصلاة المحافظين عليها ، وقاطعي الصلاة التاركين لها.
فهل يعي الأخ هاني ما يخرج من رأسهِ ؟!
ألمْ يقرأ أخونا هاني - وفقه الله للرجوع إلى الحق - قولَ اللهِ - تباركَ وتعالىَ - :
(أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ؟!
وكذلك قوله - سبحانهُ وتعالى - : (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ) ؟!
وكذلكَ قوله - جلَّ وعلا - : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ).
وأنا أسألك سؤالًا يا أبا علي ، وأجبْ عليهِ بصدقٍ : لوْ أنَّ شيخنا عبد الرحمن العدني - حفظه الله - هو من قالَ هذهِ العبارة بِمَ كنتَ ستحكم عليه أنتَ ، ورهطك ؟!

المأخذ الثاني : قوله : [أننا نستطيع أن نصنع المستحيل وصنعناه]

فهذهِ العبارة الخبيثة القبيحة الشنيعة تَدُلُّ على جهل صاحبها بالمعتقد الصحيح في هذهِ المسألة ، وأنَّ عليه أن يدرس معتقد أهل السنة والجماعة جيدًا على يد أهل العلم الموثوقين.

ومما يدل على فساد هذه المقولة الخبيثة ، وبطلانها ما يلي :

1- أنَّ نبينا محمدًا - عليه الصلاة والسلام - ما استطاع أنْ يصنعَ المستحيلَ ، وهوَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخيُر البشر ، وأمَّا ما حصلت لهُ من معجزات فهي من الله - سبحانهُ وتعالى - حتى تكونَ دليلًا عند الناس على صدق نبوتهِ ، وصحة رسالته.
فهذهِ المقولة الفاسدة بدعةٌ ضلالة أتى بها الأخ هاني بن بريك - أصلحهُ الله - ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان ، ولم يعتقدها رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ولا صحابته الكرام - رضوان الله عليهم - بل كان نبينا - عليهِ الصلاة والسلام - يدعو ربهُ قائلًا : (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس).
وفي غزوة أُحُد حصل ما حصل بسبب مخالفة بعض الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - لأمر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حينما أمرهم بعدم النزول من الجبل.
فنزلَ قولُ اللهِ - تباركَ وتعالى - : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ) إلى آخر الآيات.
قال الإمام الحافظ ابن كثير - رحمهُ الله - في تفسيره : (يقول تعالى : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} وهي ما أصيب منهم يوم أُحد من قتل السبعين منهم {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} يعني : يوم بَدْر، فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلا وأسروا سبعين أسيرا {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} أي : من أين جرى علينا هذا ؟ {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}).
وقال - رحمهُ الله - : (ثم قال تعالى : {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} أي : فراركم بين يدي عدوكم وقتلهم لجماعة منكم وجراحتهم لآخرين ، كان بقضاء الله وقدره ، وله الحكمة في ذلك).
فما استطاع رسول الله - صلى اللهُ عليهِ وسلم - أنْ يمنعَ وقوع المصيبة التي نَزَلَت بأصحابهِ - رضي الله عنهم - في غزوةِ أُحُد ، وما استطاع أنْ يصنعَ المستحيلَ ، لكن استطاع ! هاني بن بريك صناعة المستحيل ! في معركة تحرير عَدَن كما زَعَمَ.
فيا أبا علي - ألهمكَ اللهُ رشدكَ - أنتَ مطالبٌ بالتوبة إلى اللهِ من هذهِ المقولة الفاسدة البائرة الكاسدة الخبيثة المنكرة التي أسأتَ فيها الأدبَ مع الله - تباركَ وتعالى - فتبْ إلى الله قبلَ فوات الأوان ، ونسأل الله - سبحانهُ وتعالى - أنْ يمن عليك بالتوبة الصادقة.

2- قال اللهُ - سبحانهُ وتعالى - : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ).
قال الإمام الحافظ ابن كثير - رحمهُ الله - : (يذكر تعالى للمؤمنين فضله عليهم وإحسانه لديهم في نصره إياهم في مواطن كثيرة من غزواتهم مع رسوله وأن ذلك من عنده تعالى ، وبتأييده وتقديره ، لا بعَددهم ولا بعُددهم ونبههم على أن النصر من عنده ، سواء قل الجمع أو كثر ، فإن يوم حُنين أعجبتهم كثرتهم ، ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئا فولوا مدبرين إلا القليل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم أنزل الله نصره وتأييده على رسوله وعلى المؤمنين الذين معه ، كما سنبينه إن شاء الله تعالى مفصلا ليعلمهم أن النصر من عنده تعالى وحده وبإمداده وإن قل الجمع ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، والله مع الصابرين).
فيا أخانا أبا علي - هداكَ الله - هذا نبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام - رضوان الله عليهم - ما استطاعوا أن يحققوا النصرَ في بداية المعركة ، فكيفَ حققتَ بزعمكَ الفاسد المستحيلَ أنتَ ، ومَنْ معك ؟! (وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ).

3- قالَ اللهُ - سبحانهُ وتعالى - : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ).
فيا أخانا أبا علي - هداكَ الله - تَمَعَّن جيدًا في هذهِ الآية الكريمة ، فكما أخبرَ ربنا - سبحانهُ وتعالى - بعدم الاستطاعة في العدل بين النساء ، وهذا أهون من أمور الحرب ، فكيف ستستطيع أن تحققَ المستحيل في الحرب ؟!.

4- قالَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - : (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا).
فهذا الصبر على ما لم يحط به خُبْرًا ما استطاعهُ نبي الله موسى - عليه السلام - وأنتَ يا أبا علي ، ومن معكَ استطعتم أنْ تصنعوا المستحيل ! بزعمك الفاسد.
والأدلة من القرآن والسنة على بطلان هذهِ المقولة الخبيثة كثيرة جدًا ، ولكن نكتفي بهذهِ الأدلة.

المأخذ الثالث : منازعة الله - سبحانه وتعالى - في صفة من صفاتهِ ألا وهي القدرة.
قالَ اللهُ - تباركَ وتعالىَ - : (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فالذي يزعم أنَّه يستطيع أنْ يصنعَ المستحيل فهو يزعم - بقصدٍ أوْ بدون قصدٍ - أنهُ على كل شيءٍ قدير ، وأنهُ لا يعجزهُ شيء.
فَعَلَى أخينا هاني - وفقهُ اللهُ للتوبة - أن يتوب إلى اللهِ - عزَّ وجلَّ - مِن هذهِ المقولة الخبيثة القبيحة المنكرة.
آخر تعديل بواسطة أبوعبدالله الحضرمي في الأربعاء 13 صفر 1437هـ (25-11-2015م) 8:20 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.


كاتب الموضوع
أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

Re: البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية /أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

(الجزء الثاني)

المخالفة الثانية قال الأخ هاني بن بريك - مَنَّ اللهُ عليهِ بالتوبة - :

(كل مشيخة السنة في اليمن هم دعاة خير ، وهم ناصحون لإخوانهم ، ومشفقون ، وحريصون على الخير ، فينبغي أنْ نحسن الظن بكلامهم ، وإذا بلغنا شيئًا من الكلام الذي لا يتماشى مع عقيدتهم ولا مع منهجهم لابد أن نحسن الظن ونقول أن كلامهم يتوجه على الوجه الصحيح).
المصدر : ‘‘ مادة صوتية لهُ منشورةٌ في الشبكة السلفية ‘‘


التعليق :

هذهِ هي عينها بدعةُ حمل المجمل على المفصل في غير كتاب الله وسنة نبيه التي أتى بها أبو الحسن المأربي ، ومن بعده يحيى بن علي الحجوري ، والآن يعيدها الأخ هاني بن بريك ولكن بصيغة أخرى ، وبقالبٍ آخر.
ولقد رَدَّ الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظهُ الله - على أبي الحسن المأربي حينما أتى بهذهِ البدعة ، وقَدَّمَ الشيخ العلامة عبيد الجابري - حفظهُ اللهُ -لكتاب [البيان الفوري] للدكتور عرفات المحمدي - وفقهُ الله للحق - ، وأثنى على الرد ، ومن ضمن الأصول الفاسدة التي أُخِذَت على الحجوري هذا الأصل الفاسد : (حمل المجمل على المفصل في غير كتاب الله وسنة نبيه) ، وكلام أخينا هاني مثل كلام الحجوري مع اختلاف بسيط في بعض الكلمات.
ونقول لأخينا هاني - ردهُ اللهُ إلى الحق - بل الواجب على مُتَّبِع الحق أنه إن وَجَدَ لمشايخ السنة كلامًا لهم يخالف معتقدهم الصحيح ، ومنهجهم السليم أن يجري هذا الكلام على ظاهرهِ ، وينصح لهم ، و يبين لهم بالأدلة بطلان هذا الكلام المخالف للمعتقد الصحيح ، والمنهج السليم لا أن يوجههُ على الوجه الصحيح ، فهذا شأن أهل البدع ، والأهواء كما فعل الإخوان المسلمون مع أخطاء حسن البنا ، وسيد قطب ، وغيرهما من أهل البدع ، والضلالات.
ولا يُحْمَل المجمل على المفصل إلا في كلامِ اللهِ - عزَّ وجلَّ - ، وفي كلامِ نبيهِ محمدٍ - صلى اللهُ عليهِ وسلم - فقط لعدم وجود الخطأ فيهما.

قال شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظهُ اللهُ - :

(فلقد دار جدال حول أصل نبت في هذا العصر سمي بالمجمل والمفصل لا يعرفه السلف ولا يعرفه الأصوليون لأنه أسس لحماية البدع وأهلها ، وكان أهله يرددونه ويحاربون به ولا يدري القراء ما هو هذا المجمل ولا ما هي شروطه ولما اضطروا إلى تعريفه بعد سنين طويلة عرفه أحدهم بتعريف غريب وغير علمي ناقشته في " إبطال مزاعم أبي الحسن في المجمل والمفصل".
واليوم نقدم من القواعد والتطبيقات السلفية ما يزيد طلاب الحق المنصفين بصيرة وقناعة ببطلان هذا الأصل المخترع "حمل المجمل على المفصل".
ويزيد المنصفين قناعة وبصيرة بأحقية منهج السلف وأصوله وتطبيقات أئمته في السابق واللاحق وأنهم هم القوم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل.
ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.
ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالو : إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل".
أقول :
في هذا النص بيان أمور عظيمة ومهمة يسلكها السلف الصالح للحفاظ على دينهم الحق وحمايته من غوائل البدع والأخطاء منها :
1- شدة حذرهم من البدع ومراعاتهم للألفاظ والمعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل ، فلا يعبرون - قدر الإمكان - إلا بالألفاظ الشرعية ولا يطلقونها إلا على المعاني الشرعية الصحيحة الثابتة بالشرع المحمدي.
2- أنهم حراس الدين وحماته ، فمن تكلم بكلام فيه معنى باطل يخالف الكتاب و السنة ردوا عليه.
ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة ولو كان يرد على أهل الباطل، وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة أخرى، ورد باطلا بباطل ، ولو كان هذا الراد من أفاضل أهل السنة والجماعة ، ولا يقولون ولن يقولوا يحمل مجمله على مفصله لأنا نعرف أنه من أهل السنة.
قال شيخ الإسلام بعد حكاية هذه الطريقة عن السلف والأئمة : "ومن هذا القصص المعروفة التي ذكرها الخلال في كتاب " السنة " هو وغيره في مسألة اللفظ والجبر".
أقول :
يشير - رحمه الله تعالى- إلى تبديع أئمة السنة من يقول : "لفظي بالقرآن مخلوق" لأنه يحتمل حقاً وباطلاً ، وكذلك لفظ "الجبر" يحتمل حقاً وباطلاً ، وذكر شيخ الإسلام أن الأئمة كالأوزاعي وأحمد بن حنبل ونحوهما قد أنكروه على الطائفتين التي تنفيه والتي تثبته.
وقال رحمه الله : " ويروى إنكار إطلاق "الجبر" عن الزبيدي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم.
وقال الأوزاعي وأحمد وغيرهما : من قال جبر فقد أخطأ ومن قال لم يجبر فقد أخطأ بل يقال إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحو ذلك.
وقالوا ليس للجبر أصل في الكتاب والسنة وإنما الذي في السنة لفظ - الجبل- لا لفظ الجبر ؛ فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأشج عبد القيس : " إن فيك لخلقين يحبهما الله : الحلم والأناة " ، فقال : "أخلقين تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما ؟" ، فقال : "بل جبلت عليهما" ، فقال : "الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله".
وقالوا إن لفظ "الجبر" لفظ مجمل.
ثم بين أنه قد يكون باعتبار حقاً وباعتبار باطلاً ، وضرب لكل منهما مثالاً.
ثم قال : " فالأئمة منعت من إطلاق القول بإثبات لفظ الجبر أو نفيه ، لأنه بدعة يتناول حقاً وباطلاً ".
أقول :
ولم يقل أحد من أئمة السنة - ومنهم من ذكرت أسماؤهم - إن كان إطلاقه من سني حمل على المعنى الحسن ، وإن أطلقه مبتدع حمل على المعنى القبيح كما يقول ذلك أبو الحسن المصري المأربي.
وكم لأئمة الإسلام من الأقوال المختلفة في مسائل لا تحصى وفيها المجملات فيأتي أتباعهم فيرجحون ما يؤيده الدليل ويحكمون على ما يقابله بأنه خطأ.
ولا يقولون بحمل مجملات هذه الأقوال على مفصلاتها وكتب الفقه مليئة بذلك ، وقد ألف أبو يعلى الحنبلي كتاب "الروايتين والوجهين" ضمنه مسائل عقدية ومسائل علمية ويبدي وجهة نظره في كل مسألة ولا يقول فيها بحمل المجمل على المفصل.
2- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى :
" فإن من خاطب بلفظ العام يتناول حقاً وباطلا ولم يبين مراده توجه الاعتراض عليه".
أقول :
هذه قاعدة مهمة ينبغي مراعاتها والاستفادة منها وهي تبطل ما يقوله أهل الأهواء "بحمل المجمل على المفصل ، والمفصل هو حال الشخص الذي يتكلم بالمجمل".
والسلف الصالح على أن العام والمطلق من المجملات ، وبيانها يكون بتخصيص العام وتقييد المطلق ، وعليه شيخ الإسلام ابن تيمية.
فمن نطق بالعام ولم يخصصه بكلام أو بلفظ مطلق ولم يقيده بكلام يرفع الإشكال توجه عليه الاعتراض، وقد يُخَطَّأُ إذا كان من أهل الاجتهاد في مواضع الاجتهاد ، وقد يبدع إذا كان في الأصول والعقائد لا سيما إذا أصر وعاند).

المصدر : مقال للشيخ ربيع المدخلي بعنوان : ‘‘ملحق بإبطال مزاعم أبي الحسن في المجمل والمفصل ‘‘
آخر تعديل بواسطة أبوعبدالله الحضرمي في الأربعاء 13 صفر 1437هـ (25-11-2015م) 8:21 pm، تم التعديل مرة واحدة.


كاتب الموضوع
أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

Re: البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية /أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

(الجزء الثالث)
المخالفة الثالثة قال الأخ هاني بن بريك - هداهُ اللهُ - :

(هذهِ البلدة التي أعلنتها إحدى المنظمات الدولية منطقة منكوبة سارع الغرب لإعلان دماج منطقة منكوبة ، وساستنا - لا باركَ اللهُ فيهم - يقولون حربٌ طائفية ، أي طائفية يا مسكين ؟!).
المصدر : (خطبة جمعة في مسجد الأنصار بعدن) والمقطع الصوتي منشورٌ في الشبكة السلفية.


التعليق :

إنَّ الدعاء على ولاة الأمور من على المنابر هذا ليس من أصول أهل السنة والجماعة ، بل من أصول الخوارج ، فكيف خَفِيَ هذا على أخينا هاني - وفقهُ اللهُ - وهو الذي ينادي بالغيرة على المنهج السلفي ، وأصوله !

قال الإمام الطحاوي - رحمهُ اللهُ - : (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعو عليهم).

قال العلامة صالح الفوزان - حفظهُ اللهُ - عند شرحه لجملة : (ولا ندعو عليهم) :
(لا يجوز الدعاء عليهم : لأن هذا خروج معنوي ، مثل الخروج عليهم بالسلاح ، وكونه دعا عليهم ؛ لأنه لا يرى ولايتهم ، فالواجب الدعاء لهم بالهدى والصلاح ، لا الدعاء عليهم ، فهذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة ، فإذا رأيت أحدًا يدعو على ولاة الأمور ، فاعلم أنه ضال في عقيدته ، وليس على منهج السلف ، وبعض الناس قد يتخذ هذا من باب الغيرة والغضب لله عز وجل ، لكنها غيرة وغضب في غير محلهما ؛ لأنهم إذا زالوا حصلت المفاسد.
قال الإمام الفضيل بن عياض - رحمه الله - ويروي ذلك عن الإمام أحمد يقول : (لو أني أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان).
والإمام أحمد صبر في المحنة ، ولم يثبت عنه أنه دعا عليهم أو تكلم فيهم ، بل صبر وكانت العاقبة له ، هذا مذهب أهل السنة والجماعة.
فالذين يدعون على ولاة أمور المسلمين ليسوا على مذهب أهل السنة والجماعة ، وكذلك الذين لا يدعون لهم ، وهذا علامة أن عندهم انحرافاً عن عقيدة أهل السنة والجماعة.
وبعضهم ينكر على الذين يدعون في خطبة الجمعة لولاة الأمور ، ويقولون : هذه مداهنة ، هذا نفاق ، هذا تزلف.
سبحان الله ! هذا مذهب أهل السنة والجماعة ، بل من السنة الدعاء لولاة الأمور ؛ لأنهم إذا صلحوا صلح الناس ، فأنت تدعو لهم بالصلاح والهداية والخير ، وإن كان عندهم شر ، فهم ما داموا على الإسلام فعندهم خير ، فما داموا يُحَكِّمون الشرع ، ويقيمون الحدود ، ويصونون الأمن ، ويمنعون العدوان عن المسلمين ، ويكفون الكفار عنهم ، فهذا خير عظيم ، فيدعى لهم من أجل ذلك.
وما عندهم من المعاصي والفسق ، فهذا إثمه عليهم ، ولكن عندهم خير أعظم ، ويُدعى لهم بالاستقامة والصلاح فهذا مذهب أهل السنة والجماعة ، أما مذهب أهل الضلال وأهل الجهل ، فيرون هذا من المداهنة والتزلف ، ولا يدعون لهم ، بل يدعون عليهم.
والغيرة ليست في الدعاء عليهم ، فإن كنت تريد الخير ؛ فادعُ لهم بالصلاح والخير ، فالله قادر على هدايتهم وردهم إلى الحق ، فأنت هل يئست من هدايتهم ؟ هذا قنوط من رحمة الله ، وأيضاً الدعاء لهم من النصيحة ، كما قال عليه الصلاة والسلام : "الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة" قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
فهذا أصل عظيم يجب التنبه له ، وبخاصة في هذه الأزمنة).
المصدر : كتاب : ‘‘ التعليقات الأثرية على العقيدة الطحاوية ‘‘
آخر تعديل بواسطة أبوعبدالله الحضرمي في الأربعاء 13 صفر 1437هـ (25-11-2015م) 8:24 pm، تم التعديل مرة واحدة.


كاتب الموضوع
أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

Re: البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية /أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

(الجزء الرابع)

المخالفة الرابعة تجويزه للخروج على الحاكم المسلم الفاسد مع وجود القدرة ، والقوة !

قال الأخ هاني بن بريك - هداهُ الله - :

(أٌمِرنَا بالمناصحة ، وأُمرنَا بالإصلاح بالطريق الشرعي عَرَفْت عندنا قوة وقدرة نُغَيَّر بها الحاكم الفاسد دون أن يحصل فساد أعظم نعم لكن ليست عندنا قدرة أن نغيره هذا ما يأتي بهِ الشرع.
النبي - صلى اللهُ عليهِ وسلم - يقول : " اسمع وأطع وإن تأمر عليك عبد حبشي وإن ضربك وجلدك " لماذا ؟ لأنَّ الخروجَ بدون مقدرة وبدون استطاعة يفضي إلى ما نحنُ فيهِ الآن.
سألني أحد الآباء ذيك الأيام ونحنُ في الفوضى وتأتيني الرسائل من الفيوش لا تصادم الناس.
يعني أقول لهم المظاهرات جائزة ! وهي في شرع الله غير جائزة.
علماء الأمة جميعًا يفتون بحرمتها.
أقول لك يا أخي قال لي أحد الإخوة في المسجد هنا : [وكيفَ نغير الحاكم] قلت له : حصل في تاريخ المسلمين غُيِّرَ حكام بدون أي أراقة دماء وبدون أي فتن أما أن نغيرهُ وقد أهلكنا الحرثَ والنسلَ ما يروح ظالم إلا ويأتي أظلم منه ، ولا يروح غاشم إلا ويأتي من هو أغشم منه.
نَزُج بأبنائنا في المحرقة وتحت الثورات ومساكين الله تحت شعارات جاهلية هذا كله واللهِ ما يجوز.
نقول هذا رحمة بأولادنا ، وأنت تعرف يا أبا إبراهيم أني من أحرص الناس على إخواني والشباب باركَ اللهُ فيك).

وقال - في نفس السياق - وهو يرد على سؤال أحد الحاضرين :

(طاعته بدون معصية إذا أمرَ بمعصية لا.
هيَ معاصي عليه لكن نحن اللي جريناه إليها لما خرجنا عليه وما عندنا المقدرة.
المُلْك يا أخي ما أحد بيعطيك مُلْكِه تنازعه على المُلْك ! واللهِ لَيَسْفِك دَمَك ، ويسفك الحرثَ والنسل).
المصدر : ‘‘ إجابة على أسئلة ضمن محاضرة ألقاها ‘‘

ثُمَّ لما رد عليهِ الأخ الفاضل عبد الباسط بن أحمد العدني - حفظه الله - وبَيَّنَ لهُ ما أخطأ فيهِ ، وأنَّ ذلكَ من منهج الخوارج حادَ أخونا أبو علي - هداه الله - عن موضع النزاع ، ولَفَّ ودارَ ، وقال في ردهِ على أحد محبيهِ لما وجَّهَ سؤالًا حولَ هذا الكلام المنتقد عليهِ :

(أخي الحبيب تأمل كلامي ولا تأخذك تهويلات من شَغَّبَ عليهِ فكلامي كله مُنصب على منع الخروج على الحاكم حتى الكافر لا يخرج عليهِ مع عدم المقدرة وضربت أمثلة على فساد الخروج يرعاك الله ، أمَّا تغيير الحاكم الفاسد أو الذي لا يصلح لضعف وخلل فهو من مهام أهل الحل والعقد أهل الشوكة فتنبه وفقنا الله وإياك ، ومثاله الحي تغيير الملك سعود رحمه الله - على صلاحه وتقواه - لكن لاعتلاله الصحي وكثرة سفره للعلاج ما أدى إلى اختلال شؤون البلاد فاجتمعت كلمة أهل الحل والعقد على تغييره وتولية أخيه فيصل رحمه الله ، ولم يعتبر هذا الفعل مطلقًا خارجًا عن الإجماع بل هو من اختصاص أهل الحل والعقد ، وكذلك فعل الجيش المصري من تنحية مرسي وقبله مبارك كان جواب علمائنا أنَّ هذا ليس خروجًا بل هو من مهام أهل الحل والعقد أصحاب الشوكة.
فلا يختلط الأمر بين الخروج ، وبين تغيير أهل الحل والعقد له.
وراجع الأحكام السلطانية وكتب الفقه في مهام أهل الحل والعقد.
وشكر الله لك حرصك على أخيك ومحبك.
أخوك المود لك والمحب : هاني بن بريك).

ثُمَّ أخرجَ أبو علي هاني بن بريك - ألهمهُ اللهُ رشدهُ - ردًا على أخينا عبد الباسط حشاهُ بعدة تلبيسات ، ومغالطات ليخرج نفسهُ من المأزق والورطة فقال - أصلحهُ اللهُ وهداه ووفقهُ للتوبةِ - :

(فقدْ نُقِلَت عني كلمةً مُجْتَزأه وهي [عندنا قوة وقدرة نغير بها الحاكم الفاسد دونَ أنْ يحصل فساد أعظم نعم] هكذا اجتزؤوها.
وهذا الإطلاق لا يجوز أبدًا ولا يحل وأنه من الخطأ الفاحش وأعوذ بالله أن يكون هذا الإطلاق مذهبي ولم أعتقده يومًا من الدهر ، وكان لا بد أن يُذْكَر معها أن التغيير لا يكون إلا من أهل الحل والعقد الذين بيدهم الشوكة والغلبة والذين بتغييرهم لا يحدث أي فساد مطلقًا كما ذكرته في الإجابة عن الأسئلة في نفس المحاضرة ، لا يكون بالمظاهرات أي كان نوعها ولا الإعتصامات أو الخروج المسلح أو إثارة القلاقل والفتن على ولاة أمور المسلمين.
وأشكر كل إخواني المشايخ الفضلاء وطلاب العلم النجباء على توجيههم لي وتقويمهم لعبارتي حتى لا تستغل ، حتى الذين طاروا بها فرحًا بزلتي واجتزؤوها أشكرهم وأدعو لهم ؛ لأنهم لفتوا انتباهي لخير.
هذا وقد بينت في درس البارحة يوم السبت ليلة الأحد 14/2/1436 هجرية بتسجيل صوتي الأمر.
والله من وراء القصد.
كتبه هاني بن علي بن بريك
15/2/1436 هجرية).

ثُمَّ أخرجَ اللأخ هاني بن بريك - أصلحهُ الله - ردًا ثانيًا بعنوان : ‘‘ مرة أخرى مع عبد الباسط العدني ‘‘ وكان من ضمن رده الفقرة رقم [11] والتي قال فيها :

(أما قوله " وأقوالي في مسألة الخروج على الحاكم المسلم " فقد بينت كذب هذا علي وأني لم أقل بهذا أبدًا.
وإنما كان كلامي عن تغيير أهل الحل والعقد من بيدهم الغلبة والشوكة لمن لا يصلح للولاية ، أو من في بقائه ضياع لمصالح المسلمين ، ودللت على ذلك من كلام العلماء في بيان مهام أهل الحل والعقد ، وأن هذا من مهامهم مستشهدا بكلام مشايخي ومنهم محمد أمان بن علي الجامي وشيخنا حسن بن عبد الوهاب البنا وغيرهم في تخريج تغيير أهل الحل والعقد لبعض الحكام ، وأن هناك فرق بين هذا وبين الخروج ، إذ الخروج يكون من صنيع أناس ليس بيدهم حل ولا عقد ، ولا لهم غلبة وشوكة فيكون الفساد العظيم.
أما تغيير أهل الحل والعقد لا يحصل معه شيء من ذلك.
ولما كان كثير من الناس لا يعلمون ذلك استنكروه فلما بينت ووضحت شكروا لي البيان والتوضيح.
وبقي أن طلب مني البعض أن أتراجع عن الإطلاق الذي اقتطع من كلامي فلبيت طلبهم احتراما لرأيهم.
لكن عبد الباسط على طريقة أهل العناد والزيغ " عنز وإن طارت ").

وقال الأخ هاني - بصره الله بعيوبه - في الفقرة رقم رقم [12] من نفس الرد :

(أما ما ذكرت من أني قلت " إن فعل الجيش المصري من تنحية مبارك ومرسي أنه ليس خروجا بل هو من مهام أهل الحل والعقد " فهذا حق أعتقده وألتزم به وعندي عليه أقوال علماء قد أشرت لبعضهم فيما سبق.
وعلى من يرى خلافه أن يثبت لي ذلك).
وقد صدر رد أخينا هاني بن بريك - وفقهُ الله لمرضاته - بتأريخ 23/3/1436 هـ ، ونُشِرَ في شبكة سحاب .

التعليق :

بعد أن سردتُ لكم جميع ما هو منشور من كلام أخينا أبي علي - أصلحهُ اللهُ -في مسألة الخروج على الحاكم المسلم الفاسد ، أو تغييره أذكر لكم جملةً من التلبيسات ، والمغالطات التي صدرت من أخينا هاني - وفقهُ الله للتوبة - وقبل ذلك أنقل لكم بعض عباراته من كلامهِ السابق مرتبة زمنيًا حتى تتضح لكم هذهِ التلبيسات ، والمغالطات ، وتمعنوا في هذه العبارات جيدًا ، وركزوا عليها ودققوا.

أولًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(عندنا قوة وقدرة نُغَيَّر بها الحاكم الفاسد دون أن يحصل فساد أعظم نعم لكن ليست عندنا قدرة أن نغيره هذا ما يأتي بهِ الشرع).
ثانيًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(لأنَّ الخروجَ بدون مقدرة وبدون استطاعة يفضي إلى ما نحنُ فيهِ الآن).
ثالثًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(هيَ معاصي عليه لكن نحن اللي جريناه إليها لما خرجنا عليه وما عندنا المقدرة).
رابعًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(فكلامي كله مُنصب على منع الخروج على الحاكم حتى الكافر لا يخرج عليهِ مع عدم المقدرة).
خامسًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(أمَّا تغيير الحاكم الفاسد أو الذي لا يصلح لضعف وخلل فهو من مهام أهل الحل والعقد أهل الشوكة).
سادسًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(فلا يختلط الأمر بين الخروج ، وبين تغيير أهل الحل والعقد له).
سابعًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(فقدْ نُقِلَت عني كلمةً مُجْتَزأه وهي [عندنا قوة وقدرة نغير بها الحاكم الفاسد دونَ أنْ يحصل فساد أعظم نعم] هكذا اجتزؤوها.
وهذا الإطلاق لا يجوز أبدًا ولا يحل وأنه من الخطأ الفاحش وأعوذ بالله أن يكون هذا الإطلاق مذهبي ولم أعتقده يومًا من الدهر ، وكان لا بد أن يُذْكَر معها أن التغيير لا يكون إلا من أهل الحل والعقد الذين بيدهم الشوكة والغلبة والذين بتغييرهم لا يحدث أي فساد مطلقًا).
ثامنًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(حتى الذين طاروا بها فرحًا بزلتي واجتزؤوها أشكرهم وأدعو لهم)
تاسعًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(وبقي أن طلب مني البعض أن أتراجع عن الإطلاق الذي اقتطع من كلامي فلبيت طلبهم احتراما لرأيهم).
عاشرًا : قال الأخ هاني بن بريك :
(أما قوله " وأقوالي في مسألة الخروج على الحاكم المسلم " فقد بينت كذب هذا علي وأني لم أقل بهذا أبدًا).
الحادي عشر : قال الأخ هاني بن بريك :
(أما ما ذكرت من أني قلت " إن فعل الجيش المصري من تنحية مبارك ومرسي أنه ليس خروجا بل هو من مهام أهل الحل والعقد " فهذا حق أعتقده وألتزم به).

وبعد مقارنة هذهِ العبارات ببعضها البعض يتضح لك أخي القارئ ما يلي :

1/ ذَكَرَ أخونا هاني - أصلحهُ اللهُ وهداهُ - في كلمته الأولى لفظة (الخروج) في موضعين ، وذكرها مرةً ثالثة في كلمته الثانية بقولهِ : (فكلامي كله مُنصب على منع الخروج على الحاكم حتى الكافر لا يخرج عليهِ مع عدم المقدرة) ، ثُمَّ أنكرَ أنهُ قالها في كلمته الرابعة ! وانظر - يا رعاكَ الله - قوله في كلمته الأولى : (لأنَّ الخروجَ بدون مقدرة) ، وقوله أيضًا في نفس الكلمة : (لما خرجنا عليه وما عندنا المقدرة) ، فقد أجازَ هنا أبو علي - هداه الله وأرشدهُ لطاعته - الخروجَ على الحاكم المسلم الفاسد مع وجود القدرة على ذلك ، وعدم إراقة الدماء ، وحصول الفتن ! ولم يُفَرِّق الأخ هاني في كلمتهِ الأولى بين الخروجَ ، والتغيير بلْ جعلهما بمعنى واحد ! ثُمَّ لما أنكرَ عليهِ أخونا عبد الباسط - جزاهُ اللهُ خيرًا - تجويزه للخروج على الحاكم المسلم الفاسد مع وجود القدرة بدأ اللف والدوران ، والتشغيب ، وبدأت المغالطات ، والتلبيسات ، والألاعيب ، والتُّهَم الباطلة - والله المستعان - بدلًا من إعلان التوبة الصادقة من هذهِ الفتوى الباطلة الجائرة المنحرفة.
وفي كلمته الرابعة قال الأخ هاني - أصلحهُ الله - في رده على أخينا عبد الباسط : (أما قوله " وأقوالي في مسألة الخروج على الحاكم المسلم " فقد بينت كذب هذا علي وأني لم أقل بهذا أبدًا).
أقول : مَنْ هو الكَذَّاب الآن ؟ ومن هو الذي أنكرَ ما قالهُ وقررهُ ؟!
أترك الجواب للعقلاء ، ولأخينا أبي علي أيضًا ! وننتظر منهُ الجواب !

2/ لمْ يذكر أخونا هاني - ألهمهُ اللهُ رشدهُ - في كلمتهِ الأولى أهلَ الحلِ والعقدِ ، ولا أنَّهُ من مهامهم عزل وتغيير الحاكم المسلم الفاسد أو الذي لا يصلح للحكم بسبب ضعف أو خلل كما قام يُفَصِّل ذلك في كلمتيهِ الثانية ، والثالثة. بلْ أرادَ الأخ هاني - وفقهُ اللهُ لمرضاته - حمل كلامه المجمل الذي جاءَ في كلمتهِ الأولى على كلامهِ المفصل الذي جاءَ في كلمتيهِ الثانية ، والثالثة.
وهذهِ بدعةٌ شنيعة ، وقد بَيَّنتُ بطلانها في الرد على المخالفة الثانية التي وقعَ فيها أخونا هاني - رده الله إلى الحق - ، ونقلت كلام شيخنا العلامة ربيعٍ المدخلي -حفظهُ الله - في بيان بطلان هذهِ القاعدة البدعية بما يغني عن إعادته هنا.
وأقول : بلْ بلغَ بأخينا هاني - هداهُ اللهُ وأصلحهُ – بلسانِ حاله لا مقاله أنهُ يريدنا أنْ نحمل كلامه القولي المجمل على اعتقادهِ القلبي المفصل ! فغير مسموح عندهُ أن ينتقدهُ أحد على كلامه الباطل الذي جاءَ بهِ في تجويز الخروج على الحاكم المسلم الفاسد مع المقدرة لأنهُ كانَ يعتقد بقلبهِ خلاف هذا الإطلاق !
وحتى في مسألة إطلاق الكلام كان أخونا هاني - أصلحهُ الله - مضطربًا في كلامهِ فانظروا - يا رعاكم الله - إلى قولهِ في كلمتهِ الثالثة : (وهذا الإطلاق لا يجوز أبدًا ولا يحل وأنه من الخطأ الفاحش وأعوذ بالله أن يكون هذا الإطلاق مذهبي ولم أعتقده يومًا من الدهر) ، وقال كذلك في نفس الكلمة : (حتى الذين طاروا بها فرحًا بزلتي واجتزؤوها أشكرهم وأدعو لهم).
فهنا قررَ أخونا أبو علي أنَّها زلة ، ثُمَّ فيما بعد ، وفي كلمتهِ الرابعة قال : (وبقي أن طلب مني البعض أن أتراجع عن الإطلاق الذي اقتطع من كلامي فلبيت طلبهم احتراما لرأيهم).
فهنا قَرَّرَ أخونا أبو علي - أصلحهُ اللهُ - أنهُ تراجع عن الإطلاق احترامًا لرأي من طلب منه ذلك ! يعني أنه لا يلزمهُ التراجع ، ولكنه لبى الطلب احترامًا لرأي الطالبين ! فيا لهُ من تناقضٍ مخزٍ ، ويا لهُ من لفٍ ودوران ، ويا لهُ من تلاعبٍ بالألفاظ ، ويا لهُ من هروبٍ وتملص.
وهذا يذكرنا بمراحل أبي الحسن المأربي في وصفهِ للصحابة - رضوان الله عليهم -بالغثائية فمرة يدافع عن قولهِ ، ومرة يتراجع ويستغفر الله ، ومرة يتراجع عن تراجعهِ ويقول : (وجدتُ ليَ سلفًا في ذلك) وقد ذكرَ هذهِ المراحل ، وبين تلاعب أبي الحسن شيخنا العلامة ربيعٌ المدخلي - حفظهُ الله - في ردهِ الماتع على أبي الحسن.

3/ جاءَ في كلمة أخينا أبي علي الثالثة قوله : (فلا يختلط الأمر بين الخروج ، وبين تغيير أهل الحل والعقد له).
أقول : بل أنتَ يا أبا علي من اختلطَ عليكَ الأمر بين الخروج ، وبين التغيير ! فمرة تجعلهما بمعنى واحد ، ومرة تُفَرِّق بينهما ، وتريد أنْ نحملَ كلامكَ على المعنى الذي تريد لتخرج من المأزق ! فَلِمَ كل هذا الروغان ؟! يكفيكَ أنْ تقول : (أستغفرُ اللهَ ، وأتوبُ إليهِ) وانتهى الأمر بدلًا من هذا التلاعب.

4/ قال أخونا أبو علي - ألهمهُ اللهُ رشدهُ - في كلمتهِ الثالثة : (فقدْ نُقِلَت عني كلمةً مُجْتَزأه وهي [عندنا قوة وقدرة نغير بها الحاكم الفاسد دونَ أنْ يحصل فساد أعظم نعم] هكذا اجتزؤوها).
هُنا أرادَ أخونا أبو علي - هداهُ اللهُ - إيهام كل من يقرأ مقاله أنَّ هذا الاجتزاء قد أخَلَّ بالمعنى ، و أنَّ المنتقدَ لوْ نقلَ كل ما جاءَ في كلمتهِ لَتَبَيَّنَ للناس المعنى الصحيح ! وهذا من الظلم للأخ المنتقد ، فقد نقلنا لكم في هذا المقال النص الكامل المفرغ لكلمة أخينا هاني دونَ أي اجتزاء فقارنوا أيهَ المنصفون بين النص الكامل ، وبين الكلمة المجتزأة هل يوجد إخلالٌ بالمعنى ؟! فإنْ كانَ الجوابُ (لا) نقولُ : (ما وجه الاعتراض على كلام المنتقد إذًا) ؟.

5/ قال الأخ أَبُوْ عَلِيٍّ هَانِي - وفقهُ اللهُ لمرضاتهِ - في كلمتهِ الثانية : (وكذلك فعل الجيش المصري من تنحية مرسي وقبله مبارك كان جواب علمائنا أنَّ هذا ليس خروجًا بل هو من مهام أهل الحل والعقد أصحاب الشوكة).
وأَكَّدَ ذلكَ في كلمتهِ الرابعة حينما قال : (أما ما ذكرت من أني قلت " إن فعل الجيش المصري من تنحية مبارك ومرسي أنه ليس خروجا بل هو من مهام أهل الحل والعقد " فهذا حق أعتقده وألتزم به).

أقول : يا أبا علي - عفَا اللهُ عَنْكَ - أمَّا الرئيس المصري الأسبق محمد حُسْنِي مُبَارك لمْ يتم عَزْله من أهل الحل والعقد ، ولكنهُ تَنَحَّى عن الحكم بعد أنْ عَمَّت المظاهرات الفوضوية التي قادَها زعماء جماعة الإخوان المسلمين وأعوانهم من زعماء الأحزاب الأخرى - عاملهم الله بعدلهِ - معظم أنحاء البلاد المِصْرِيَّة ، وبلغ عدد المتظاهرين الملايين من البشر ، وحصلت المصادمات بينَ هؤلاءِ المتظاهرين وبينَ وحداتٍ من الجيش ، والأمن المِصْرِي مما نتجَ عن ذلك وقوع عشرات القتلى ، والجرحى ، وتوسعت المظاهرات ، وأعمال الشغب ، وعَمَّت الفتنة ، وحصلَ من المفاسد - ما اللهُ بهِ عليم - وعجزَت قوات الجيش ، والأمن المِصْرِيَّة عن السيطرة على الوضع ، ووأد الفتنة وإخمادها ، فلذلكَ تَنَحَّى الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم مضطرًا عندما عجز عن ضبط الأمور ، ولمْ يقم أهل الحل والعقد بتغييرهِ كما قالَ أخونا أبو علي - غَفَرَ اللهُ لهُ - ، وأمَّا الرئيس المِصْرِي السابق - الإخواني -محمد مرسي فقد عزلهُ الجيشُ المِصْرِي ، ولكن ليسَ وِفْقًا للضوابط التي ذكرها أخونا هاني - تجاوزَ اللهُ عنهُ - في تجويز تغيير الحاكم المسلم مِن قِبَل أهل الحل والعقد ، فقد ذَكَرَ أَبُوْ عَلِيٍّ - سَامَحُهُ الله ، وخَتَمَ اللهُ لنا ولهُ بالْحُسْنَى - مِنْ تلكَ الضوابط :
[1] توفر القوة [2] والقدرة [3] وعدم إراقة الدماء [4] وعدم وقوع الفتن.
فقدْ توفرت لدى الجيش المِصْرِي القوة ، والقدرة على عزل محمد مُرْسِي ، ولكن حصلت بسبب ذلك فتنة كبيرة ، وأُرِيْقَت دماءٌ كثيرة فقد سقطَ أكثر من أَلْفَيْ قتيلٍ من بينهم نساءٌ ، وفتيات ، وأُغْلِقَت الكثير من الشوارع ، والمحلات التجارية ، وتعطلت الكثير من مصالح الشَّعْب المِصْرِي.
فكيف بعدَ هذا الذي حصل يَضرب أبو علي مثلًا بِفِعْل الجيش المِصْرِي في عَزْلِ الرئيسِ السابقِ محمد مُرْسِي ، ويتجاهل ما حصلَ بسببِ ذلكَ من مفاسد.
وأنْصَحُ أخانا أبا عَلِيٍّ - ألهمهُ اللهُ رشدهُ - بتركِ هذهِ المغالطات المكشوفة التي زَوَّرَ فيها الحقائق ، وأرادَ بهذهِ المغالطات نصرَ باطلهِ ، والخروج من الورطة ، والمأزق.
وإنْ كُنْتَ تجهل الأحداث ، والوقائع الحقيقية فعليك بلزومِ الصمت ، وعدم الإخبار بوقوعِ شيء بخلاف الحقيقة.
وأُذَكِّركَ بقولِ ربنا - تباركَ وتعالى - : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ).
قال الإمام الحافظ ابن كثير - رحمهُ اللهُ - في تفسيرهِ : (ومضمون ما ذكروه : أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم ، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال ، كما قال تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12] ، وفي الحديث : "إياكم والظن ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث").


(الجزء الخامس)

المخالفة الخامسة لقدْ خالفَ الأخ هاني بن بريك - وفقهُ اللهُ للرجوع إلى الحق - أصلًا عظيمًا من أصولِ أهل السنة والجماعة ألا وهو : (الاجتماع والائتلاف ، ونبذ الفرقة والاختلاف).

قال الإمامُ محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي - رحمهُ اللهُ - في رسالتهِ العظيمة النافعة ‘‘الأصول الستة ‘‘ : (الأصل الثاني : أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه ؛ فبين الله هذا بيانًا شافيًا تفهمه العوام ، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا ، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه ...).

قال العلامة زيدٌ المدخلي - رحمهُ اللهُ - عند شرحه لهذا الأصل : ( قلت : وهذا حق نطق به كتاب الله - عز وجل - حيث قال : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا) [آل عمران : 103].
فأمر الله - سبحانه وتعالى - بالاعتصام بحبله وهو الدين المتين الذي جاء به كتاب رب العالمين ، وسنة سيد الأولين والآخرين نبينا محمد - عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم - ونهى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عن التفرق والاختلاف في الدين ، لأنه سبيل المشركين وطريق المبتدعين ، أما من فقهوا في دين الله - عز وجل - من كتاب ربهم وسنة نبيهم ؛ فإنهم يجتمعون على الدين كله ولا يتفرقون ؛ امتثالًا لوصية الله لهم في محكم التنزيل.
إذن : فالاجتماع على الحق المبين طريق السلف الصالحين أصحاب الفهم الصحيح لنصوص كتاب الله العظيم وسنة النبي الأمين - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين - والافتراق طريق أهل البدع الضالين المضلين فإنهم هم الذين يأتون بالفُرْقَة بسبب انحرافهم عن الصراط المستقيم بلا ريب أو مَيْن.
ولقد أمر الله الأمة جمعاء أن تسلك طريقًا واحدًا هو الصراط المستقيم وأن تحذر السبل المعوجة في قوله الحق : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [الأنعام : 153].
فأما أهل الكتاب والسنة والفهم الصحيح فإنهم أخذوا هذه الوصية الإلهية في قلوبهم وألسنتهم وتفاعلوا معها بجوارحهم ، فلم يعدلوا عن الخط القويم الذي يوصل إلى الله - تبارك وتعالى - ونيل رضاه.
وأما أهل البدع فإنهم انحرفوا عن الخط المستقيم إلى الخطوط التي عن يمينه وعن شماله ، كما روى جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : [كنا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فخط خطًا هكذا أمامه ، فقال : " هذا سبيل الله ". وخطين عن يمينه وخطين عن شماله ، وقال : " هذه سبل الشيطان " ثُمَّ وضع يده في الخط الأوسط ثُمَّ تلا هذه الآية : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)].
فمن أخذ في الخط الأوسط نجا وسعد ، ومن عدل عن الخط الأوسط وسلك الخطوط المنحرفة فقد وقع في الهلاك الدنيوي والبرزخي والأخروي (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور : 40]).
المصدر : [سلم الوصول إلى بيان الستة الأصول] صــ : 17 - 19

وقال العلامة زيدٌ المدخلي - رحمهُ اللهُ - في ختامِ شرحهِ لهذا الأصل : (إذن : فالافتراق في أصول الدين بل في الدين كله مذموم وليس من صفة أهل الإيمان واليقين ، ولكنه من صفات المنحرفين والمبتدعين.
أما الاختلاف في فروع الشريعة ممن يسوغ منهم الاختلاف ، كالاختلاف في شيء من العبادات أو شيء من المعاملات ونحو ذلك مما يسوغ فيه الخلاف من أهل الاجتهاد فإنه لا يوجب تفرقًا ولا يوجب تباغضًا ولا تدابرًا ولا تهاجرًا ؛ وإنما إذا صدر من أهل الاجتهاد فكل ينظر في دليله وما يعتمد عليه ويستند إليه ، ومتى تبين الحق حتى في فروع المسائل فإنه يجب الأخذ به وترك ما سواه).
المصدر : [سلم الوصول إلى بيان الستة الأصول] صــ : 21

وقال العلامة أحمد بن يحيى النجمي - رحمهُ اللهُ - : (فقوله : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) ؛ أي : لله عز وجل ؛ (وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) : هذا أمر بأن يكون الدين لله تجتمع على ذلك الأمة ؛ فإن حصل في ذلك اختلاف ، فلتكن العودة إلى الله ورسوله فيما حصل فيه الاختلاف ، وعندئذ يُحَلُّ الاختلاف بما أمر الله به في قوله : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). [الشورى : 10].
وفي قوله : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء : 83].
ولقد حض الرسولُ صلى الله عليه وسلم على الاجتماع ، وعدم التفرق ؛ بل إنه قضى على كل أسباب التفرق والاختلاف.
ومن تأمل الأحكام الشرعية يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم في تشريعاته التي تلقاها من ربه لم يدع سببًا من الأسباب التي تؤدي إلى الاختلاف إلا وحسمه ، امتثالًا لأمر الله حيث يقول : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)
[آل عمران : 103].
وقال سبحانه : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام : 153].
إلى غير ذلك من الآيات).
المصدر : كتاب : [التعليقات البهية على الرسائل العقدية] صـــ 126

قال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : (وتعلمون أنَّ من القواعد العظيمة التي هي من جِمَاعِ الدين : تأليفُ القلوب ، واجتماع الكلمة ، وصلاحُ ذاتِ البين ، فإنَّ الله تعالى يقول : (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) ويقول : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) ويقول : (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وأمثالُ ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف وتنهى عن الفرقة والاختلاف.
وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة ، كما أنَّ الخارجين عنه هم أهل الفرقة).
[مجموع الفتاوى ، 28/51].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهُ اللهُ - : (والبدعة مقرونة بالفرقة ، كما أن السنة مقرونة بالجماعة ، فيُقَال : أهل السنة والجماعة ، كما يقال : أهل البدعة والفرقة).
[الاستقامة ، 1/42].

وقد بَثَّ أخونا هاني بن بريك - هداهُ اللهُ وردهُ إلى الحق - الفُرْقَة ، والاختلاف بين أهل السنة والجماعة في البلاد اليمنية ، وخارجها وأشعلَ الحربَ الضروس بين أهل المنهج الواحد السليم ، والعقيدة الواحدة الصحيحة تحت ذريعة الصدعِ بالحقِ ، والغيرة على المنهج السلفي ! وهي كلمةُ حق أُريدَ بها باطل ، أرادَ بها الأخ أَبُوْ عَلِيٍّ - هداهُ اللهُ - إسقاط جميع علماء أهل السنة والجماعة بالبلاد اليمنية جملةً واحدة ، وتشويه سمعتهم ، وفصل طلاب العلم ، والعامة عنهم ، وربط هؤلاءِ الطلاب ، والعامة بهِ وبمن يرتبط بهِ ويُرَوِّجُ فتنته كأبي العباس ياسين بن علي العدني ، وأبي عبد الله ناصرٍ الزيدي ، وأبي محمد صلاح كنتوش ، وأبي يحيى زكريا بن شعيب ، وأبي عمار عَلِيٍّ الحُذَيْفِي العَدَنِي ، وأبي عمار عباس الجونة ، وأبي المنذر منيرٍ السعدي ، وغيرهم ممن أيدهُ في فتنتهِ ، وجعلهم مرجعية لأهل السنة والجماعة في اليمن يَرْجِعون إليهم في أمور دينهم ، وفي قضايا النوازل ، والقضايا المدلهمة ، وسائر الأمور الدعوية.
فأسقطَ الأخ هاني بن بريك ، ومن تابعهُ على فتنتهِ جميع علماء ومشايخ أهل السنة والجماعة ، والعشرات من الدعاة السلفيين جملةً وتفصيلًا على طريقةِ الفرقة الحدادية التي تَنْتَسِبُ إلى محمود الحداد المِصْرِي.
لقدْ أعلن الأخ هاني بن بريك - هداه الله - الحربَ الشعواء على علماء أهل السنة والجماعة في اليمن ، وعلى مراكزهم العلمية تحت ذريعة الصدع بالحق ، والغيرة على المنهج السلفي كما أسلفنا سابقًا ، وبدأت حربه الكلامية عليهم في دورته العلمية ! التي أقامها في إندنوسيا فَشَنَّعَ عليهم ، وحط من مكانتهم ، وشوهَ سمعتهم ، وهددهم بفتح ملفات قديمة جمعها عليهم منذ 25 سنة كما أخبر في كلمتهِ المنشورة في شبكة سحاب ، وغيرها من مواقع الإنترنت - وسيأتي بيان ذلك في الرد على المخالفة السادسة بإذنِ الله - ثُمَّ لما وصل اليمنَ واصل حربه الكلامية على علماء أهل السنة والجماعة باليمن قاطبة في محاضراتٍ عامة ألقاها في عدة مساجد بمحافظة عدن منها مسجد الصحابة ، ومسجد الأنصار ، وكانت أسوأ كلمة لهُ تلك التي ألقاها بالمكتبة التابعة لمسجد الإيمان ، والتي هي بعنوان : (لله وحده) وهي منشورة بمنتديات البيضاء العلمية ، وبغيرها من المواقع.
وقد أظْهَرَ الأخ هاني - وفقهُ اللهُ لمرضاتهِ - في تلكَ الكلمة ما كان يضمرهُ في قلبهِ من حقدٍ شديدٍ ، وبُغْضٍ شديدٍ ، وحنقٍ شديدٍ على علماء أهل السنة والجماعة في اليمن من سنواتٍ عديدة ، واللهُ أعلم بما خفيَ علينا.
فلنحذر من أنْ نشابهَ المنافقين الذين قال الله - سبحانهُ وتعالى - فيهم : (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ).
لقد حصل بسبب أخينا هاني - أصلحهُ اللهُ - التهاجر ، والتنافر ، والتدابر ، وإفساد المودة ، وحصلت بسببه الشحناء ، والبغضاء ، والقطيعة ، والفُرْقَة ، وشق الصف ، والمهاترات الكلامية ، وتَتَبُّع العورات ، والتنبيش عن الزلات ، والتفتيش عن الأخطاء ، والتنقيب عن الهفوات ، والبحث عن المعايب ، ونَشْر كل ما يشوهُ سمعة علماء أهل السنة والجماعة ، ويسقط مكانتهم من قلوب الناس ، وكثرت مجالس الغيبة ، والنميمة التي يعقدها الأخ هاني بن بريك ، ومَن تابعهُ على فتنته -أصلحَ اللهُ الجميعَ ، وهداهم - ، وبعد أنْ عَمَّت الفوضى أوساط السلفيين ، وتوسعَ نطاق الفتنة أرسل العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي - رحمه الله -مجموعة من المشايخ إلى دار الحديثِ بالفيوش لجمعِ كلمة أهل السنة والجماعة على الحق ، وإنهاء الخلاف الحاصل ، والفتنة الواقعة ، وكانَ على رأس هذا الوفد المرسل فضيلة الشيخ عبد الله بن عثمان الذماري - حفظهُ اللهُ - ، وقد اجتمع الشيخ الذماري مع الإخوة أبي العباس ياسين العدني ، وأبي الخطاب طارق الزنتاني الليبي ، وغيرهما ، ولكن أبى الإخوة إلا في الاستمرار على ما هم عليه من الكلام في مشايخ أهل السنة والجماعة ، وتأجيج الفتنة.

ولقد أخرج علماء أهل السنة والجماعة ، وعلى رأسهم العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي - رحمه الله - بيانًا تحذيريًا من فتنة أخينا هاني - هداه الله - حتى يكف عن نشر الفتنة ، والفُرْقَة في أوساط السلفيين ، والبيان منشورٌ في موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية في اليمن.
فكانَ آخر العلاج الكي ، فقد بذلَ مشايخ أهل السنة والجماعة ما بوسعهم لجمع الكلمة وإنهاء الخلاف ، لكن هاني بن بريك ، ومَن معه أَبو إلا الاستمرار في الفتنة ، وفي شق الصف وخلخلته.
بل توسعت فتنتهم إلى إحداث الفتنة بين علماء أهل السنة والجماعة في اليمن ، وبين بعض علماء أهل السنة والجماعة في المملكة العربية السعودية ، فكانت بذلك فتنة أخينا هاني بن بريك أشد من فتنة يحيى بن علي الحجوري - هداهما الله وردهما إلى الحق ردًا جميلًا - ، ومع هذا لم يقطع مشايخ أهل السنة والجماعة الأمل في رجوع هؤلاء الإخوة عن فتنتهم ، فبعض المشايخ بين الحينِ والآخر تصدر منهم بعض الكلمات النافعات في طلب جمع الكلمة على الحق ، وإنهاء الخلاف فَنَسْمَع من متعصبة أخينا هاني - أصلحهم الله - أنَّ هذا الكلام هو : (تمثيلية) فقط !

وأخرجَ أخونا الفاضل الشيخ الكريم عبد الرحمن بادح - حفظه الله - نصيحة طيبة مباركة نافعة مفيدة لأخينا منيرٍ السعدي - هداهُ الله - ينصحهُ فيها بالحث على جمع كلمة أهل السنة والجماعة على الحق ، فإذا بأخينا هاني بن بريك - أصلحه الله وهداه - يقوم مدافعًا عن منير بالتشنيع على الشيخ عبد الرحمن بادح بأشنع العبارات ، وأقساها ويقول في منشورٍ له أخرجهُ بتاريخ 8 محرم 1437 هــ : (وقرأت له شيئًا من تباكيه على طريقة الحزبيين الذين يذرفون دموع التماسيح على فرقة الصف - زعموا - وهم أساس الفرقة ، وكل ما أتى به من تباكي ليس بجديد علينا ، ولا يحرك سوى عواطف الجهلة بالحقائق الشرعية).
فانظروا - يا رعاكم الله - إلى رفض أخينا هاني بن بريك لدعوة الشيخ عبد الرحمن بادح لجمع كلمة أهل السنة على الحق ، ووصفها بأنها من التباكي على طريقة الحزبيين ، وأنَّ من دعا لجمع الكلمة على الحق هو أساس الفرقة.
قال الله - سبحانهُ وتعالى - : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).

وقَدْ أخرجَ شيخنا الفاضل الفقيهُ أَبُوْ عبد اللهِ عبد الرحمن بن مرعي العدني - حفظهُ اللهُ - كلمته الطيبة ، ونصيحته النافعة في ليلة 12 محرم 1437 هــ ودعا فيها إلى جمع كلمة أهل السنة على الحق ، وكان مما قالهُ : (فأقول لأخي الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن بادح - حفظه الله - مرحبًا وأهلًا وسهلًا بِكَ وبمِن جاءَ معك من إخواننا الزوار ، وجزاهُ اللهُ خيرًا على هذهِ المحاضرةِ القيمة ، وهذهِ التوجيهات العظيمة السديدة التي فيها بيان أصل من أصولِ دعوةِ أهل السنة والجماعة ألا وهو الحث على الاجتماع ، والتحذير من الفرقة والاختلاف والتنازع.
واللهِ - إخواني في الله - نحنُ في هذهِ الأيام وغيرِ هذه الأيام في أمس الحاجة إلى التذكيرِ بهذا الأصل ، هذا الأصل الذي دل عليه كتابُ اللهِ ، وسنة نبيهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والذي عليه سلفُ هذهِ الأمة ، وهكذا الذي عليهِ عُمُومًا أهل السنة والجماعة في كل عصر ، وفي كل مصر ، فنحنُ عِبَادَ الله أهلُ السنة والجماعة فَلَنا نصيب من السنة والانتساب إليها والاعتزازِ بها ، ولنا أيضًا نصيب من الجماعة والحثِّ عليها ، ودعوةِ الناسِ إليها ، وكما أبانَ - حَفِظَهُ اللهُ تعالى - أنَّ دعوة أهل السنة والجماعة للمسلمين على الاجتماع ليس على المنهج الحزبي الغوغائي ليس على منهج أهلِ البدعِ والضلالِ والانحراف الذي فيهِ من اللفلفة ، وفيهِ من التمييع ، وفيه من التفريق ، وفيهِ من إضاعةِ الأصول ، وإنَّما أهل السنة والجماعة يجتمعونَ على كتابِ الله وسنة نبيه محمدٍ - صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلم - ولهذا فهم أهل السنة والجماعة.
في الوقتِ الذي تَفَرَّقَ فيهِ الناس إلى شِيَع ، وجماعات ، وفِرَق ، وأحْزَاب ، فإنَّ أهل السنة والجماعة يشيدون بهذا الأصل ويَدْعُونَ المجتمع إلى تحْقِيقِ هذا الأصل ، وذلكَ بالتطبيق لكتابِ الله ، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - والعمل بهما على وفق منهج السلف الصالح في جميعِ المجالات سواء كانَ ذلك في بابِ العقيدةِ أو العبادةِ أو المعاملة أو السياسة أو الأخلاق أو الآداب أو الدعوةِ أو السلوك أو المنهاج ، بهذا يكون الاجتماع ، وبهذا تجتمع الكلمة وتتآلف القلوب ، وتقوى الشوكة ، ويكونُ العزةَ والفلاح والنصر لهؤلاء المجتمعين في الدنيا وفي الآخرة ، وفي غيرِ ذلك الفَشَل ، وفي غيرِ ذلك تَسَلُّط الأعداء ، وفي غيرِ ذلك تفويت المصالح العظيمة ، والخيراتِ الكثيرة ، فهكذا إخواني في الله لا ننسى هذا الأصل ولا نغفل عن هذا الأصل الذي عليه قوام الدين : الاجتماع على العقيدة ؛ الاجتماع على القرآن والسنة ؛ الاجتماع على منهجِ سلف الأمة).

وقالَ أيضًا في نفس الكلمة : (فهذهِ دعوتنا التي بإذنِ اللهِ - تبارك وتعالى - نسيرُ عليها اعتصامٌ بالقرآن والسنة ، ومحافظةٌ على العقيدة الصحيحة ، ودعوة الناس إلى الاجتماع ، والتآلف ، والتعاون على البر والتقوى على القرآن والسنة ، وهكذا حَذَر من البدع ، والضلالات ، والتحزب ، وأنواع الانحرافات).

هذهِ النصائح الطيبة المباركة النافعة المفيدة تغافل عنها أخونا أَبُوْ عَلِيٍّ - أصلحهُ الله وهداه للحق - ورَكَّزَ فقط على ما ورد في كلمة شيخنا عبد الرحمن من حَمْدِ الله - سبحانهُ وتعالى - على دفع بغي الحوثي عن هذهِ البلاد ، وشكره لمن ساهمَ في دفع هذا البغي ، وترحمه على القتلى ، والدعاء للجرحى بالشفاء كي يخرج ما في قلبه من ضغينة ، وحقد ، وبغض شديد تجاه شيخنا فقال فيهِ ، وفيمن يدافع عنه : (فأي دين تحملون أيها المرتزقة وقليلوا الحياء ؟!! وحق قوله - صلى الله عليه وسلم - " إن لم تستح فاصنع ما شئت ".
وإن تعجب فعجبًا لمن يتابع هؤلاء فلم يبق إلا وسخ الدنيا وحطامها الفاني ، وإلا قد كشف الغطاء ، فقبح الله صنيعكم يا من تابعتم وأسلمتم زمامكم وخطامكم لمثل هؤلاء المرتزقة باسم الدين والمراكز العلمية ، ولكن لا عجب فأنتم على شاكلتهم مرتزقة والطيور على أشكالها تقع).

وقد رددت على أخينا هاني في مذكرة : (القول الجلي في بيان مغالطات هاني بن بريك العدني) بما يغني عن إعادته هنا.

وقد تَبَيَّنَ لكل ذي لب من هو الذي حَرَصَ ، وما زال يحرص على جمع كلمة أهل السنة على الحق ، ومن هو الذى سعى ، وما زال يسعى بكل ما يستطيع من قوة وإمكانيات ، وشُبَه ، ومغالطات ، وتُهَم باطلة إلى شق الصف السلفي ، وخلخلته ، وإلى بث الفرقة والاختلاف في أوساط السلفيين.
ولقدْ سَنَّ أخونا أَبُوْ عَلِيٍّ هَانِي بِن بُرَيْك بمخالفتةِ لهذا الأصلِ الأصيلِ سُنَّةً سيئة في الإسلام ، وأُذَكِّرُ أخانا أبا علي - هداهُ اللهُ وأرشدهُ لطاعتهِ - بقولِ نبينا محمدٍ -صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ - «... ومن سَنَّ في الإِسلام سُنَّة سيِّئة كان عليه وِزْرُها وَوِزْرُ مَنْ عمل بها من بعده ، من غير أن ينقُصَ من أوزارهم شيء».
وبقولهِ - عليهِ الصلاة والسلام - : «... ومن دعا إلى ضلالة ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا».





المخالفة السادسة ومن أصولِ أهل السنة والجماعة التي خالفها أخونا هاني بن بريك - هداهُ الله وردهُ الله إلى الحق ردًا جميلًا - تَوْقِير العُلَمَاءِ ، واحْتِرَامَهُم.

قالَ الإمامُ ابن القيم - رحمه الله - : (فإنَّ الأنبياءَ خير خلق الله ، فورثتهم خير الخلق بعدهم ، ولما كان كل مورث ينتقل ميراثه إلى ورثته إذ هم الذين يقومون مقامه من بعده ، ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما أرسلوا به إلا العلماء ، كانوا أحق الناس بميراثهم ، وفي هذا تنبيه على أنهم أقرب الناس إليهم ، فإنَّ الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث ، وهذا كما ثبت في ميراث الدنيا والدراهم فكذلك هو في ميراث النبوة ، والله يختص برحمته من يشاء ، وفيه أيضًا أمر للأمة بطاعتهم واحترامهم وتعزيرهم وتوقيرهم وإجلالهم فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على الأمة وخلفاؤهم فيهم ، وفيه تنبيه على أنَّ محبتهم من الدين وبغضهم منافٍ للدين كما هو ثابت لموروثهم ، وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في موروثهم.
قال علي رضي اللهُ عنهُ : محبة العلماء دينٌ يُدان بهِ).
[مفتاح دار السعادة : 1/63-68].

قال فضيلة الشيخ محمد بن عمر با زمول - حفظه الله - : (ومن وسائل أهل الباطل في تقرير باطلهم :
18- إساءة الظن بالعلماء ، واتخاذهم رءوسًا جهالًا يرجعون إليهم.
وهؤلاء هم الجهال الذي عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله فيما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يترك عالما ، اتخذ الناس رءوسًا جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا).
واتخاذهم رءوسًا جهلاء ، وذلك نتيجة غياب المرجعية وحاجة المرء إلى من يرجع إليه في سؤاله وبحثه ، فإذا لم يجد العلماء ، لأنَّ صورتهم قد زلزلت في ذهنه ، وما عاد يراهم علماء ، فإنه ينظر إلى من يبرز على أنه عالم ، فيتخذه له مرجعًا ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسًا جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
ومن أضرار ضياع حق العلماء : موافقة أهل البدع والأهواء ومشابهتهم ، وذلك أنَّ من سنن أهل البدع والأهواء انتقاص العلماء ، وانظر ما شئت من الفرق والجماعات المخالفة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولما كان عليه الصحابة -رضوان الله عليهم - تجد هذا فيهم).
المصدر : كتاب : [وسائل أهل الباطل في تقرير باطلهم] صــ : 94

وقال الإمام الحافظ ابن عساكر - رحمه الله - في مقدمة كتاب " تبيين كذب المفتري " : (اعلم يا أخي - وفقني الله وإياك لمرضاتِهِ وجعلني وإياك ممن يتقيه حق تقاته - أن لحومَ العلماءِ مسمومة ، وعادةُ الله في هتكِ أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطال لسانَه في العلماءِ بالثلبِ بلاه الله قبل موته بموت القلب {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}).

وقال الإمام الصابوني - رحمه الله - في كتابه " عقيدة السلف أصحاب الحديث ":
(وسمعت أبا منصور محمد بن عبد الله بن حماد العالم الزاهد يقول : سمعت أبا القاسم جعفر بن أحمد المقري الرازي يقول : قرأ علي عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأنا أسمع : سمعت أبي يقول : عني به الإمام في بلده أباه أبا حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي يقول : علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر).

وقال سماحة العلامة صالح الفوزان - حفظه الله - :
(وأما الوقيعة في علماء هذه البلاد ، وأنهم لا يناصحون ، أو أنهم مغلوبون على أمرهم ، فهذه طريقة يُقْصد بها الفصل بين العلماء وبين الشباب والمجتمع ؛ حتى يتسنى للمفسد زرع شروره ، لأنه إذا أسيء الظن بالعلماء فُقدت الثقة بهم ، وسنحت الفرصة للمغرضين في بث سمومهم.
وأعتقد أن هذه الفكرة دسيسة دخيلة على هذه البلاد وأهلها من عناصر أجنبية ، فيجب على المسلمين الحذر منها).
من كتاب : " الأجوبة المفيدة "

وقال سماحته :
يجب احترام علماء المسلمين ، لأنهم ورثة الأنبياء.
والاستخفاف بهم يُعتبر استخفافاً بمقامهم ، ووراثتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، واستخفافاً بالعلم الذي يحملونه.
ومن استخفّ بالعلماء استخفّ بغيرهم من المسلمين من باب أولى ، فالعلماء يجب احترامهم لعلمهم ولمكانتهم في الأمة ، ولمسئوليّتهم التي يتولونها لصالح الإسلام والمسلمين ، وإذا لم يوثق بالعلماء فبمن يوثق؟ ، وإذا ضاعت الثقة بالعلماء فإلى من يرجع المسلمون لحل مشاكلهم ، ولبيان الأحكام الشرعية ؟.
وحينئذ تضيع الأمة ، وتشيع الفوضى.
والعالِم إذا اجتهد وأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ، والخطأ مغفور.
وما من أحد استخفّ بالعلماء إلاّ وقد عرّض نفسه للعقوبة ، والتاريخ خير شاهد على ذلك قديمًا وحديثًا ، ولاسيّما إذا كان هؤلاء العلماء ممن وُكِلَ إليهم النظر في قضايا المسلمين ، كالقُضاة ، وهيئة كبار العلماء).
من كتاب : " الأجوبة المفيدة ".

وقال سماحته : (لا سيما وأننا نسمع في زماننا هذا من يتكلم في أعراض العلماء ويتهمهم بالغباوة والجهل وعدم إدراك الأمور وعدم فقه الواقع كما يقولون وهذا أمر خطير.
فإنه إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين فمن يقود الأمة الإسلامية ؟ ومن يُرْجَعُ إليه الفتاوى والأحكام ؟ وأعتقد أن هذا دس من أعدائنا وأنه انطلى على كثيرٍ من الذين لا يدركون الأمور أو الذين فيهم غيرة شديدة وحماس ولكنه على جهل فأخذوه مأخذ الغيرة ومأخذ الحرص على المسلمين لكن الأمر لا يكون هكذا.
أعز شيء في الأمة هم العلماء فلا يجوز أن نتنقصهم أونتهمهم بالجهل والغباوة وبالمداهنة أو نسميهم علماء السلاطين أو غير ذلك ؛ هذا خطر عظيم يا عباد الله ، فلنتق الله في هذا الأمر ولنحذر من ذلك ، فإنه كما يقول الشاعر :
علماء الدين يا ملح البلد -- ما يصلح الزاد إذا الملح فسد)
من كتاب : " محاضرات في العقيدة والدعوة " الجزء 2 ص 183 – 184

وقال سماحته :
(فالعلماء لهم مكانتهم ولهم قدرهم ولا يصلح الناس بدون وجود العلماء ، والمراد بالعلماء أهل العلم النافع والعمل الصالح الذي بعث الله به نبيه - صلى الله عليه وسلم - فإن الله بعث نبيه بالهدى ودين الحق : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) [التوبة : 33] ، وهو العلم النافع والعمل الصالح فمن جمع الله له بين العلم النافع والعمل الصالح فقد حصل على ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم - .
العلماء لهم مكانتهم وقدرهم ، ولا يبخس ولا ينقص من قدرهم إلا زنديق منحرف يبغض الحق وأهله أو جاهل مركب يغتر بما يسمع من كلام أهل النفاق وأهل الريب).
من كتاب : " محاضرات في العقيدة والدعوة " ج 3 ص 123 - 124

وقال سماحته :
(فالغيبة والنميمة حرام وكبيرتان من كبائر الذنوب بين عامة الناس فكيف بالعلماء ! غيبة العلماء والوقيعة في العلماء ، والكلام في العلماء بما يجرحهم أشد أنواع الغيبة وأشد أنواع النميمة ؛ لأنه يترتب عليه فصل الأمة عن علمائها ، ويترتب عليه عدم الثقة بأهل العلم وإذا حصل هذا حصل الشر العظيم).
من كتاب : " محاضرات في العقيدة والدعوة " ج 3 ص 310

وقال سماحته :
(فالواجب أن نحب أهل العلم وأهل الخير ونحب أهل الطاعة وأهل الإيمان ولو كانوا من العوام فالمؤمن له حق وله كرامة وله حرمة ، فكيف بالعالم ؟ إن حرمته أعظم وله مكانة أكبر عند الله وعند أهل الإيمان (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة : 11].
ذكر أهل الإيمان عموماً وذكر أهل العلم خصوصاً (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا منكم) [المجادلة : 11].
هذا عام في جميع المؤمنين لهم رفعة عند الله عز وجل ولهم حرمة.
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة : 11] ، أعلى من المؤمنين لهم زيادة من الإيمان وزيادة العلم ، فقدرهم أكبر عند الله سبحانه وتعالى.
فالواجب علينا أن نعرف قدر علمائنا وأن نحترمهم ، وأن لا نقبل الوشاية فيهم.
لا نقول أن العلماء معصومون لا يقع منهم أخطاء ، بل يقع منهم خطأ ، ولكن فضائلهم وما عندهم من الخير يغطي ما يقع منهم من الأخطاء ، ولسنا مكلفين بتتبع عورات المسلمين وإفشائها والتحدث عنها).
من كتاب : " محاضرات في العقيدة والدعوة " ج 3 ص 311 – 312

وقال سماحته :
(وما رأينا أحداً وقع في أعراض العلماء والمؤمنين إلا ويفضحه الله سبحانه وتعالى ويلقي عليه الذلة والمهانة والبغض في قلوب المؤمنين ، يبغضونه ولا يقبلونه أبداً هذا من الله سبحانه وتعالى).
من كتاب : " محاضرات في العقيدة والدعوة " ج 3 ص 313

وقال سماحة شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - في شرحه على كتاب " عقيدة السلف أصحاب الحديث " ص 309 - 310 :
(فإذا رأيت إنساناً يطعن في أهل السنة ؛ فهذا دليل على أنه مبتدع ، وقد يكون زنديقاً ؛ إذا رأيت إنساناً يطعن في أهل السنة وفي أهل الحديث ؛ فما يطعن فيهم إلا وهو مخالف لهم محتقر لما عندهم ، لا شك في ذلك.
وإلا فما الذي يدفعه إلى الطعن في السنة وأهلها ؟! ما يدفعه إلا أنه ضال وينطوي على زيغ وخبث وشر ! فهذا من علاماتهم ؛ هذا من علامات أهل الشر وعلامات أهل البدع ، ولو قال : إني من أهل السنة فلا تصدقه ؛ لأنه كذاب !
وكثير من هؤلاء المزيفين الكذابين ؛ يقول لك أنا سلفي وهو كذاب ، ما قال هذا إلا مكيدة ؛ مثل المنافق يقول : أنا مؤمن ، أنا مسلم ؛ يقول : أنا مسلم ! المنافق ويتصدق ويفعل كذا ، وهو يحارب الإسلام ويبغض أهله.
فكثير من الناس - الآن - من يقول : أنا سلفي ، ولا تراه إلا يبغض أهل الحديث ويطعن فيهم !!
أهل الحديث موجودون - والحمد لله - ؛ موجودون في مكة ، موجودون في المدينة ، موجودون في اليمن ، في الهند ، في باكستان ، في كل مكان ، وهو لا صلة له بأهل الحديث إلا الحرب ! يوالي أهل البدع ظاهراً وباطناً ويدافع عنهم ويستميت في الدفاع عنهم !
فهؤلاء لا شك أنهم مبتدعة ولو سموا أنفسهم ما سموا ، ووصفوا أنفسهم ما وصفوا ؛ فهذه من العلامات التي تبين حالهم).

ولا يخفى على أخينا أَبِي عَلِيٍّ هاني - وفقه الله للتوبة - ما رواهُ نبينا محمد - صلى الله عليهِ وسلم - عن ربهِ - سبحانهُ وتعالى - في الحديثِ القدسي : (مَن عَادى لي وليًا آذنتهُ بالحرب).

قال سماحة الشيخ الإمام العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
(المعاداة ضد الموالاة ، و الولي ضد العدو و أولياؤه سبحانه و تعالى هم المؤمنون المتقون و دليله قوله تبارك وتعالى : (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس62-63]
و قوله - آذنته - يعني : أعلمته أي : إني أعلنت الحرب ، فيكون من عادى وليا من أولياء الله فقد آذن الله تعالى بالحرب و صار حربا لله).
من كتاب : " شرح الأربعين النووية "

وقال سماحته كما في شرحه على كتاب : " رياض الصالحين " : (فالذي يعادي أولياء الله يقول الله - عز وجل- : (فقد آذنته بالحرب) ، يعني أعلنت عليه الحرب ، فالذي يعادي أولياء الله محارب لله - عز وجل - نسأل الله العافية ، ومن حارب الله فهو مهزوم مخذول لا تقوم له قائمة).

وتأمل - يا رعاك الله - قول الإمام الطحاوي - رحمه الله - : (وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين - أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر - لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل).
‘‘ العقيدة الطحاوية ‘‘

وقد مَنَّ اللهُ - سبحانهُ وتعالى - عَلَيَّ بكتابة مقالٍ حول هذهِ المسألة ، وهو بعنوان : [تحذير الأشرار والسفهاء من خطورة الطعن في المشايخ والدعاة والعلماء] كتبته يوم الأربعاء 4 جمادى الأولى 1435 ه ، وهو منشورٌ في عدة مواقع بالإنترنت ، فليراجعه - مَشْكُوْرًا - من أراد المزيد من كلام علماء أهل السنة في هذهِ المسألة.

وبعد نقل كلام أهل العلم حول (توقير واحترام العلماء) ، و(خطورة الطعن فيهم) ، و(ما يترتب عليه من مفاسد) أَنْقُلُ لكم نزرًا يسيرًا فقط من الكم الهائل من الطعونات القبيحة ، والسباب ، والشتائم ، والسخرية ، والاستهزاء ، والتنقص التي صدر من أخينا هاني - هداهُ اللهُ - تجاه علماء ، ومشايخ أهل السنة والجماعة باليمن ، وهو ما زال مستمرًا على هذا ، بل تمادى أكثر من ذي قبل.

فَمِن طعونات أخينا هاني بن بريك في علماء ومشايخ أهل السنة باليمن :

1/ قوله عن الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي - رحمه الله - :
(لا أنصح به ولا الرجوع إليه ولا النقل عنه).
المصدر : [رسالة جوابية لهُ ببرنامج الواتس آب ردًا على السائل محمد بن عبد العزيز العدني] ، وصورة المراسلة منشورة بالإنترنت.

2/ وقال عن فضيلة الشيخ عبد العزيز بن يحيى البرعي - حفظه الله - :
(نواياه سيئة جدًا وعنده بغض لأهل عدن بالذات غير عادي.
وهو أهزلهم علميًا ما عنده غير التنطع والتشدق بالعبارات ومن خبره وجربه عرف هزله العلمي.
كما ذكرت أنت في كل فتنة يحرمه الله التوفيق).
المصدر : [مجموعة طلاب علم من الفيوش سابقًا ببرنامج الواتس آب].
وقال أيضًا عن الشيخ عبد العزيز بن يحيى البرعي - حفظه الله - :
(وقفت على رد لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن غالب العمري حفظه الله رادًا فيه على جهالات السفيه البرعي عبد العزيز أخزاه الله).
وقال أيضًا : (تلك الجهالات التي ألفناها من البرعي في كل فتنة ؛ مستعملًا ما يظنه ذكاء وهو في الحقيقة دليل على قلة الزكاء - من تزكية النفس - عند المخذول وحرمان التوفيق).
وقال أيضًا : (سلك فضيلة الشيخ الدكتور في رده الرفق واستخدم لفظ الشيخ مع شخص لا يستحق شيئًا من ذلك أبدًا ؛ فقد غدا مصدرًا لتشتيت السلفيين في كل فتنة).
وقال أيضًا : (لقد عرفت البرعي من سنين طويلة ، صاحب مكر وحيل ولؤم شديد).
وقال أيضًا : (ثم لما سقط أبو الحسن قال له : إني بريء منك ، وعلى التو فضحه أبو الحسن وتكلم عن المساعدات المالية التي كان يغدق عليه بها حتى جمع له أبو الحسن كفالة داعيتين فألجمه بالنعمة - سنة أحمد بن أبي دؤاد - فلما كانت مصلحة المخذول في ترك أبي الحسن تركه واستغنى عن مساعدته لا زهدًا فيها ولكن رجاء المنفعة من غيره).
وقال أيضًا : (البرعي المخذول لا يسلك طرق أهل العلم ، بل طرق السياسيين والإعلاميين ، وكلامه ليس فيه نفس أهل العلم ولا صبغتهم).
وقال أيضًا : (ووالله يمين أسأل عنها أمام الله إن البرعي مفلس من علم الفتوى ، وما عنده إلا الهنجمة والكلام الصحفي الملفق الذي يظنه الجاهل علمًا).
وقال أيضًا : (وأقول للبرعي المخذول صاحب النفس المناطقي العنصري).
وقال أيضًا : (إن قلة الدين والحياء عندك أيها البرعي حملك على هذه الجرأة على شيخنا عبيد حفظه الله كما حملك على التلون والكذب عند شيخنا ربيع حفظه الله).
وقال أيضًا : (لقد كان الحجوري بكل سوئه أشرف من تلونكم وكذبكم).
وقال أيضًا : (ألا فلتتق الله يا برعي ، واستح من تلونك ومكرك الذي اكتسبته من نشأتك على كتب القطبيين التي انصبغت بها فلا تستطيع أن تنفك منها وإن أجهدت نفسك).
وكل هذهِ الطعونات القبيحة ، والشتائم من مقالٍ واحدٍ لأخينا هاني - هداه الله - بعنوان : [النصر والتأييد لرد الشيخ محمد بن غالب العمري على البرعي العنيد] أخرجهُ يوم الاثنين 9 جمادى الآخرة 1436 هــ ، وهو منشورٌ في شبكة سحاب ، وفي غيرها من المواقع.
وقال هاني بن بريك أيضًا عن الشيخ عبد العزيز البرعي : (لقد انتهينا من الرجل هذا).
المصدر : شريط : (للهِ وحده) والذي عنون له البعض بــ : (جلسة مصارحة ومكاشفة).

أقول : قد كفانا أخونا أبو علي هاني بن بريك - وفقه الله لمرضاته - مؤنة الرد على هذهِ الطعونات القبيحة ، والتهم الكاذبة الباطلة الصادرة منهُ حينما قال في مقالٍ لهُ نشرهُ في منتديات الوحيين السلفية بتاريخ 17 سبتمر 2012 الموافق لــــ 1 ذي القعدة 1433 هــ وهو بعنوان : [تنبيه الكريم الفاضل من أن الصلح كان من الأوائل وأن جبهة كتاف من باب دفع الصائل]
قال الأخ هاني - أصلحه الله - : (لست محتاجًا لأعرف بفضل ومكانة الشيخ الكريم أبي ذر عبد العزيز بن يحيى البرعي فمكانته معلومة وفضله معروف ، وسابقته لا يجحدها إلا مكابر ، وإن كنت أنسى فلا أنسى أني خرجت في معيته للدعوة من دماج إلى ضواحي صعدة ، وكان ذلك بالتحديد عام 1411 هـ وقد أتى حينها زائرًا من مأرب ، وكان يشدني إليه بفصاحته وجودة بيانه مع ثقته بنفسه التي لا يعتريها زهو وغرور ، وتمرسه في الوعظ والإرشاد ، مع ما حبي به من دماثة خلق وخصال كريمة وسمات حميدة أحسبه كذلك والله حسيبه كما أني لا أنسى أنه أصر حينها أن يركب معنا في الخلف أي في صندوق السيارة الشاص وكانت حينها السيارة الوحيدة التي بحوزة الدعوة في دماج ، ومكانه المستحق أن يركب في قمرة السيارة ، إلا أنه آثر به شخصًا يكبره سنًا).
فانظروا يا عباد الله وَرَكِّزوا في التأريخ جيدًا ! ففي عام 1411 هــ كان الشيخ عبد العزيز البرعي يشد هاني بن بريك بفصاحته ، وجودة بيانه ، وتمرسه في الوعظ ، والإرشاد ، ووصف أخونا هاني الشيخ البرعي بدماثة الأخلاق ، والخصال الكريمة ، والسمات الحميدة ، وأنهُ يعرفه بهذهِ الصفات منذ ذلكم العام.
ثُمَّ بعد مرور 25 عامًا أصبحَ الشيخ عبد العزيز البُرَعِي عند أخينا هاني ما عنده غير التنطع والتشدق بالعبارات ! ، وما عنده إلا الهنجمة والكلام الصحفي الملفق الذي يظنه الجاهل علمًا ، وقال هاني - أصلحهُ اللهُ - : (لقد عرفت البرعي من سنين طويلة ، صاحب مكر وحيل ولؤم شديد).
أقول : يا أخانا هاني - أرشدكَ اللهُ لطاعتهِ ، ووفقكَ لمرضاتهِ - أكانت دماثة أخلاق البُرَعِي عندك مكرًا ؟! ، وخصاله الكريمة عندك حيلًا ؟! ، وسماته الحميدة عندك لؤمًا ؟! ، وهل كانت فصاحته عندك تنطعًا ؟! وجودة بيانه عندك تَشَدُّقًا ؟! ، وتمرسه بالوعظ عندك هنجمةً ؟! ، وتمرسه بالإرشاد عندك كلامًا صحفيًا ملفقًا ؟! حتى تأتي الآن وتقول : (لقد عرفت البرعي من سنين طويلة) ؟!
وأظن الآن أنه قد تبين للعقلاء من هو صاحب المكر والحيل الذي يظهر خلاف ما يبطن الذي يظهر الخير والمحبة ، وفي قلبهِ يضمر الشر ، والبغض.
حتى إذا سنحت لهُ الفرصة ، ووجدها مواتية ، ومناسبة أظهرَ ما يكنهُ في قلبه من حقدٍ ، وغلٍ ، وبغضٍ تجاه من كان يتظاهر علانيةً بمحبته ، وتوقيره.
فيا لها من خصلة ذميمة ، وسِمَة قبيحة ، وصِفَة شنيعة أعاذنا الله وإياكم منها.
هاني بن بريك - هداهُ اللهُ - أثنى في مقاله الذي أخرجهُ في 1 ذي القعدة 1433هـ على الشيخ البرعي بعدة صفات حميدة ، وأخبر أنهُ كانَ يعرفهُ بها منذ عام 1411 هـ ، ثم أخرجَ مقالًا بعده بسنتين ، وسبعة أشهر بالتحديد في 9 جمادى الآخرة 1436 هــ وصفَ فيه الشيخ البرعي بعدة صفات قبيحة بنقيض ما وصفهُ بهِ سابقًا تمامًا ، والعجيب أنهُ أخبرَ أنهُ يعرف الشيخ البرعي بهذهِ الصفات القبيحة منذ سنين طويلة ! ولعلهُ أيضًا منذ عام 1411 هــ الذي عرفهُ فيهِ بدماثة الأخلاق ، والخصال الكريمة ، والسمات الحميدة ، وبالفصاحة ، وجودة البيان ، وبالتمرس بالوعظ والإرشاد !
فأي تلون ، ومكر ، وتناقض مخزٍ هذا فواللهِ إنهُ من غرائب أخينا أبي علي هاني بن بريك - ألهمهُ اللهُ رشدهُ -.
وأُذَكِّرُ أخانا أَبَا عَلِيٍّ - ردهُ اللهُ إلى الحق - بقول نبينا محمدٍ - صلى الله عليهِ وسلم : (لا ينبغي لذي الوجهين أنْ يكونَ أمينًا).
وبقولهِ - عليهِ الصلاة والسلام - : (المكرُ والخديعة في النارِ).
وبقولهِ - صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ - : (إن من شرار الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه).

3/ وقال أخونا هاني بن بريك - أصلحه الله وهداه - عن فضيلة شيخنا الكريم عبد الرحمن بن مرعي العدني - حفظه الله - وعمن يدافع عنه : (فأي دين تحملون أيها المرتزقة وقليلوا الحياء ؟!! وحق قوله - صلى الله عليه وسلم - " إن لم تستح فاصنع ما شئت ".
وإن تعجب فعجبًا لمن يتابع هؤلاء فلم يبق إلا وسخ الدنيا وحطامها الفاني ، وإلا قد كشف الغطاء ، فقبح الله صنيعكم يا من تابعتم وأسلمتم زمامكم وخطامكم لمثل هؤلاء المرتزقة باسم الدين والمراكز العلمية ، ولكن لا عجب فأنتم على شاكلتهم مرتزقة والطيور على أشكالها تقع).
المصدر : مقال أخرجهُ في 12 محرم 1437 هـ
وقال أيضًا عن الشيخ عبد الرحمن العدني في شريط : (للهِ وحده) قبل هذا المقال بمدة : (أَمِثَل هذا يؤتمن على دين أمثل هذا يؤتمن على تعليم طلاب علم أمثل هذا نؤمن أطفالنا وأبنائنا عليه).

4/ وقال الأخ هاني في بن بريك كما هو بصوتهِ منشور في عدة محاضرات في جميع علماء أهل السنة والجماعة في اليمن دفعةً واحدة : (مخذلة) ، و(يَدَّعُونَ العلم) ، و(عندهم مداهنة في دين الله) ، و(يريدون منا الانبطاح والانسداح) ، و(يخرجون أجيالًا فيها خلط لا تعرف الحزبيين ولا ولا) !
ووصفهم بأنهم حَرَّفُوا وبَدَّلُوا أصول الدين كما في قولهِ في شريط ‘‘ للهِ وحده ‘‘ : (ثُمَّ يأتي من إخواننا وأصحابنا من كُنَّا نقول "لا" سيوفقهم الله يقول لنا : " أنتم أثرتم فتنة ، وأنتم هيجتم ، وأنتم وأنتم ، ووو " ونقول له : غضبت لفلان ولفلان ولم تغضب لأصول الدين التي حُرِّفَت وبُدِّلَت).
بلْ وقام أخونا هاني بن بريك - أصلحه الله - قَبَل ذلك بتهديد علماء أهل السنة باليمن بفتح ملفاتٍ جمعها عليهم منذ 25 سنة فقال : (ولا نريد أنْ نكشف ملفات الآن ، وعندنا ولله الحمد ، وأنا أقولها لكل واحد في اليمن هاني بن بريك عنده ملف عمره خمسة وعشرين سنة).
من كلمةٍ لهُ بأندنوسيا بعنوان : ‘‘ حفظ الدعوة مقدم على حفظ الأشخاص ‘‘
بلْ ووصفَهم بالعمالة لحزب المؤتمر التابع للمخلوع علي عبد الله صالح فقال :
(فما كان الرد من أولئك المُرْسِلِين إلا أن أصدروا بيانًا سياسيًا وليس شرعيا ، بيانًا من دهاليز المؤتمر حزب المخلوع يُحَذِّرُونَ فيهِ مني أنا مُحَدِّثُكُم هاني بن بريك واصفًا لي بمثيرِ الفتن كُلُّ ذلك لرفضنا التبعية لهم) كما جاء في تسجيلٍ مرئي لهُ.

وفي الحقيقة إنَّ ما صدرَ من أخينا هاني - هداه الله - من طعونات في علماء ومشايخ اليمن هي كثيرة جدًا ، ولكن ذكرنا لكم بعضًا ، ونزرًا يسيرًا فقط منها.

أقول : قارنوا إيهَ الإخوة بين طعونات أخينا هاني في علماء أهل السنة باليمن ، وبين ما كان يظهرهُ سابقًا وإلى عهدٍ قريب من حبهم وتوقيرهم وعدم الطعن فيهم !

قال الأخ هاني في عتابه لمشايخ اليمن بسبب عدم فتواهم بالحرب في كِتَاف : (وإني وإن كنت من أشد المخالفين لمشايخ اليمن فيما ذهبوا إليه في هذه المسألة كيف وقد رأيت أثر فتواهم في نفوس المجاهدين الذين خابت ظنونهم في هذه الفتوى وإني والله أكتب هذه العبارة وقلبي يعتصر ألما وعيني تذرف دمعا أقول مع ذلك لا ينبغي أن تُهْدَر كرامتهم ويغفل فضلهم وسابقتهم في الدعوة).
من تعليقٍ له على مقالهِ : ‘‘ تنبيه الكريم الفاضل ‘‘

وقال أيضًا في نفس المصدر السابق : (وسائر مشيخة السنة باليمن على العين والرأس حيث كانوا وما نحن إلا عالة على موائدهم).

ومما قالهُ أيضًا : (تعليقات الأخوة تدل على إنصافهم إذ أنهم رغم مخالفتهم لبعض مشايخ اليمن في المسألة حفظوا للمشايخ ما لهم من فضل وسابقة وجهد في الدعوة للتوحيد ونبذ البدع والمحدثات ، وهذا دليل الوعي السلفي السليم من الشطط ، فالله يبارك في الجميع).

وقال أخونا هاني - أصلحهُ اللهُ - : في محاضرةٍ لهُ بمسجد أبي هريرة بمديرية خور مكسر بمحافظة عدن : (سائلٌ يقول : " نريد من فضيلتكم أن تبينوا لمن يقول بأنَّ مشايخ أهل السنة والجماعة في اليمن ليسوا أهلًا لأن يفتوا في النوازل لأنهم يَدَّعُون أنهم طلاب علم ليس إلا ونرجوا منكم أن تشدد على من يقول ذلك ؟ "
أقول : الذي يقول هذا الكلام نسأل الله أن يصلحه.
علماء السنة في كل مكان في اليمن في السعودية في أي مكان نُعْلِي منزلتهم ونرفع قدرهم ومن أخطأ منهم هو بين الأجرين يعني إما أن ينال أجرين إن وُفِّق وإما أن ينال أجر إن أخطأ فندعوا لهم جميعًا بالتوفيق للصواب وينبغي على الجميع أن يعرف للعلماء مكانتهم سواء كانوا علماء اليمن أو السعودية أو الصين أو ...
فعلماء السنة جميعًا مكانتهم محفوظة الكبار منهم والصغار ومن يتعرض لهم أنا أقول له يا أخي لا تؤتى السنة من قِبَلك ولا يؤتى الحق من قِبَلك احفظ مكانتهم الله يحفظك ويبارك فيك أما إذا كان من أصحاب الهوى ومن لا ينقاد لأهل السنة هذا لا حيلة لنا عليه).

وقالَ أخونا هاني في محاضرةٍ أخرى لهُ : (كل مشيخة السنة باليمن هم دعاة خير ، وهم ناصحون لإخوانهم ومشفقون ، وحريصون على الخير).

وبعد هذا النقل من كلام أخينا هاني ، ومقارنته بما صدرت منه من طعوناتٍ قبيحة في علماء ومشايخ أهل السنة والجماعة باليمن نقول لأخينا هاني :
من هو الذي تَغَيَّرَ ، وبَدَّلَ وأهدرَ مكانتهم ، وأغفلَ فضلهم ، وسابقتهم في الدعوة ؟! ، ومن هو الذي لم يحفظ لهؤلاءِ المشايخ ما لهم من من فضل وسابقة وجهد في الدعوة للتوحيد ونبذ البدع والمحدثات ؟! ، ومن هو الذي لمْ يعرف لهم مكانتهم ، وأُوتِيَت السنة من قِبَلِهِ ، وأُوْتِيَ الحق من قِبَلِهِ ؟! ومن هو الذي صارَ صاحب هوى ، ولم يَنْقَد لأهل السنة ، وليسَ لنا حيلة عليهِ ؟! ، ومن هو الذي حصلَ منهُ الشطط ؟! نريد مِنْكَّ إجابة عادلة منصفة واضحة صريحة يا أبا علي.

فيا أخانا هاني - هداك الله ووفقك للتوبة - خذ هذهِ النصيحة من شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - التي وردت في مجموع كتبه ورسائله واعمل بها وابتعد عما أنتَ عليه من الشدة ، قال شيخنا العلامة ربيعٌ : (إنَّ الشدة التي نشأت في هذه الأيام ليست من السلفية في شيء والدليل أنها صارت سهامًا مسددة إلى نحور دعاة السنة بحق ، ويسعى أهلها إلى إسقاط هؤلاء الدعاة وإبعادهم عن ساحة الدعوة بحجة أنهم مميعون ، وهي حجة إبليسية كاذبة ظالمة ، فصاروا بهذا الأسلوب أكبر عون لخصوم السنة وأهلها على السلفية وأهلها ، فانتبه للألاعيب والمكايد والدسائس التي يستخدمها خصوم السنة ولا سيما في هذا العصر).

ورَكِّز عى قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : (فإنَّ الإنسان قد يعرف أنَّ الحق مع غيره ومع هذا يجحد ذلك لحسده إياه ، أو لطلب علوه عليه ، أو لهوى النفس ، ويحمله ذلك الهوى على أنْ يعتدي عليه ويرد ما يقول بكل طريق وهو في قلبه يعلم أنَّ الحق معه).
‘‘ مجموع الفتاوى 7/191 ‘‘

ويا أخانا أبا علي لا تغتر بمن يتابعك على فتنتكَ ، ويُرَوِّجُ لها ، وينشرها.
فما هي إلا مدة وتتلاشى هذهِ الفتنة ، وتنقشع - بإذنِ الله - كما تلاشت الفتن التي سبقتها كفتنة أبي الحسن المأربي ، وفالحٍ الحربي ، وعلي الحلبي ، ويحيى الحجوري ، وغيرها من الفتن.
وما أجمل ما قالهُ الإمام أبو زرعة - رحمه الله - : (لا يهولنك الباطل فإنَّ للباطل جولة ثُمَّ يتلاشى).
‘‘ مقدمة الجرح والتعديل 1/324 ‘‘

ونُذَكِّرُكَ يا أبا علي بما قلتهُ أنت في شريط ‘‘ للهِ وحده ‘‘ : (لا يقدح في علماء السنة إلا مبتدع).

وأمَّا طريقة معالجة الأخطاء التي تصدر من علماء أهل السنة والجماعة ، والرد عليها فلا تكون بالطريقة الفوضوية التي سلكتها أنت ، ومن تابعك على الفتنة بل تكون وفق الضوابط الشرعية.

قال سماحة الإمام العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
(بعض الناس إذا زل بعض العلماء مثلا ووقعوا في أخطاء أخذ هؤلاء يكتبون في المجلات والصحف أخطاءهم بحجة أنهم يبينون الحق وهذا من الغلط.
والحقيقة أن هذا الفعل فيه مضرة من ثلاثة وجوه :
الوجه الأول : أنها مضرة على الكاتب ؛ لأن الذين يثقون بالشخص الآخر يرون أن هذا مخطئ ويقل وزنه عندهم.
الوجه الثاني : أن فيه أيضًا إضعافًا للثاني المردود عليه ، ومعلوم أنه إذا ضعفت منازل العلماء في الأمة ضاعت الأمة ؛ لأن العلماء هم القادة ، فإذا ضعفت منازلهم عند العامة ضاعوا وصاروا كالإبل التي ليس لها راعٍ ، أو كالغنم التي ليس لها راعٍ.
الوجه الثالث : أن فيها إضعافا للشرع ؛ لأن العالم الذي رد أو المردود عليه إذا قال قولاً غير هذه المسألة شك الناس فيه وقالوا : لعل هذه من خطأ فلان ؛ فصار فيه مضرة من ثلاثة وجوه.
والواجب على العلماء فيما بينهم إذا أخطأ أحدهم أن يتصلوا به فيناقشوه ، فإن كان الصواب معه تبعوه ، وإن كان الصواب معهم يتبعهم ، ثم لو فرض أنه أصر على ما هو عليه وله وجه - لأن المسألة مسألة اجتهاد - فلا أرى أن يرد عليه أبداً ؛ لأن الرد والأخذ والمناقشة في مسائل الاجتهاد بين العامة - لا شك - أنه ضرر ، خصوصا في هذا الوقت ، حيث يوجد أناس يدعون إلى التقليل من شأن العلماء ، والكلام فيهم في المجالس ؛ لأنهم فقدوا الزعامة التي يريدونها فصاروا مثل الزعماء الآخرين الذين عارضوا دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لما فقدوا الزعامة التي يريدونها ، ليس لهم سبيل إلى ما يريدون إلا أن يضعفوا الجانب الآخر.
وهذا على خطر عظيم جداً.
فأنا أرى أنه إذا وجد خطأ من أي عالم - والإنسان غير معصوم ، فقد يخطئ ولا يتبين له خطأ إلا بالمناقشة - أن يتصل به ويبحث معه ، فإن تبين الحق وجب على من تبين له الحق أن يتبعه , وإن لم يتبين وصارت المسألة فيها مساغ للاجتهاد فالواجب عدم الرد عليه).
من كتاب : " تفسير سورة آل عمران " ج 2 ، ص ٣٧٤ - ٣٧٥

وقال العلامة الفقيه صالح الفوزان - حفظه الله - :
(نعم أنا لا أقول إن العلماء معصومون وأنهم لا يخطئون ؛ العصمة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ والعلماء يخطئون ولكن ليس العلاج أننا نشهر بهم وأننا نتخذهم أغراضاً في المجالس ؛ أو ربما على بعض المنابر أو بعض الدروس لا يجوز هذا أبداً ؛ حتى لو حصلت من عالم زلة أو خطأ فإنَّ العلاج يكون بغير هذه الطريقة.
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور : 19].
نسأل الله العافية والسلامة ، فالواجب أن نتنبه لهذا الأمر وأن يحترم بعضنا بعضاً لا سيما العلماء ، فإنَّ العلماء ورثة الأنبياء ولو كان فيهم ما فيم).
من كتاب : " محاضرات في العقيدة والدعوة " ج 2 ص 184

وأُذَكَّر أخانا أبا علي - هداهُ الله - بكلامٍ أخرجهُ في 2 محرم 1436 هــ ، ونُشِرَ في شبكة سحاب حينما قال مخاطبًا الشيخ عبد العزيز البرعي : (فليأتني بعالم تَكَلَّمَ فيهِ هاني أو سَبَّه ولكَ مني التوبة والرجوع من على كرسي التعليم ومنابر العلم) حينما قال الشيخ البرعي - حفظهُ الله - عنهُ أنهُ يسب مشايخ السنة في اليمن ، ومراكزهم العلمية.
نقول لأخينا هاني - وفقهُ الله لمرضاته - : ها نحنُ أتينا لك ببعض سِبَابكَ ، وطعوناتكَ القبيحة في علماء أهل السنة والجماعة باليمن ، وأتينا لكَ بالمصادر ، فَهَلَّا أَعْلَنْتَ توبتك ، وتراجعكَ مِن على كرسي التعليم ، ومنابر العلمِ ؟!
أَمْ أنَّكَ ستستمر في هذهِ الطعونات ، وهذا السب القبيح ؟!
آخر تعديل بواسطة أبوعبدالله الحضرمي في الأربعاء 13 صفر 1437هـ (25-11-2015م) 8:27 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.


كاتب الموضوع
أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

Re: البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية /أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

(الجزء السابع)

بسم الله الرحمن الرحيم

المخالفة السابعة مجالسة أهل البدع ، والثناء عليهم.

قَدْ يستغرب من يقرأ [البراهين الجلية] وجود مثل هذا الانتقاد على أخينا أبي علي هاني بن بريك ، لكثرة كلام أخينا هاني في الآونة الأخيرة عن الغيرة على المنهج السلفي ، والصدع بالحق ، وهَجْرِ أهل البدع ، والتحذير منهم ، ولكن إنْ عَرفَ هذا المستغرب ما حصل من أخينا هاني - ألهمهُ اللهُ رشدهُ - تجاه بعض أهل البدع من مودة ولين ولطف ، ومخالطة ، لَنْ يستغرب ، وسيعرف حقيقة هذه الغيرة !

وقبل أنْ أنقل لكم حكم أئمة السلف فيمن يصاحب أهل البدع ، ويثني عليهم أنقل لكم ما نقلهُ أخونا هاني بن بريك - رزقهُ اللهُ العدلَ والإنصاف - حيث قال كما في شريط ‘‘ للهِ وحده ‘‘ : (والله إنْ السلف كانوا يبدعون الشخص إذا كان يمدح أهل البدع فقط ، يبدعون الشخص لوْ رأوه يماشي مبتدعًا فقط ! فقط ، فكيفَ بهذهِ الطوام).

ولما نَصَحَ شيخنا العلامة أَبُوْ إبراهيم محمد بن عبد الوهاب الوصابي - رحمهُ اللهُ -طلاب العلم بالانشغال بطلبِ العلم ، وترك حل المشاكل التي تحصل في الساحة الدعوية للعلماء وجدها الأخ هاني بن بريك فرصةً سانحة للنيل من العلامة الوصابي ، والحط من مكانتهِ ، والتشهير بهِ ، وإظهارهُ بمظهر المميع عديم الغيرة على المنهج السلفي.
فقال الأخ هاني - أصلحني الله وإياه ، ورزقني وإياهُ الإخلاصَ - : (هذهِ الطريقة السلفية التي عليها الشيخ مقبل يُراد أن يُجْهَز عليها تحت مسمى اطلبوا علم ولا تشغلوا أنفسكم ، اطلب علم اطلب علم ، والمراد بها لا تَحْذَر ، ولا تُحَذِّر من الحزبيين).
من شريط : ‘‘ حفظ الدعوة مقدم على حفظ الأشخاص ‘‘

نعود لنقل أخينا هاني لكلام أئمة السلف في معاملة من يصاحب أهل البدع ويمدحهم حيث قال الأخ هاني : (من عَظَّمَ صاحب بدعة فقد أعانَ على هدم الإسلام هذا كلام السلف ما نُعَظِّم صاحب بدعة).
وقال أيضًا : (السلف كانوا يُبَدِّعُونَ الشخص بالمصاحبة إذا رأوهُ يصاحب مبتدع وإذا رأوهُ يمدح مبتدع قالوا من خَفِيَت علينا بدعتهُ لمْ تخفَ علينا أُلْفتُهُ).
فانظروا يا مَعْشَر القُرَّاء إلى حالِ أخينا هاني بين التنظيرِ ، والتطبيقِ ، وقارنوا بينهما حتى تتضح لكم حقيقة الغيرة على المنهج السلفي عندَ أخينا هاني !

إنَّ أخانا أبا علي هاني بن بُرَيْك - أرشدهُ اللهُ لطاعته - قد خالفَ ما دعا إليهِ من التحذير من أهل البدعِ ، وإلى هَجْرهم ، ومفاصلتهم ، ومباينتهم ، وعدم مدحهم ، وتعظيمهم فأصلًا فاقد الشيء لا يعطيه.
وأُذَكِّر أخانا أبا علي بقول ربنا - تباركَ وتعالى - : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
وبقولهِ - سبحانهُ وتعالى - : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ).
كَمَا أُذَكِّرهُ بقول نبينا محمدٍ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - : (يُجَاءُ بِرَجُلٍ فَيُطْرَحُ فِي النَّارِ فَيَطْحَنُ فِيهَا كَطَحْنِ الْحِمَارِ بِرَحَاهُ فَيُطِيفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ أَيْ فُلَانُ أَلَسْتَ كُنْتَ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ فَيَقُولُ إِنِّي كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا أَفْعَلُهُ وَأَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ وَأَفْعَلُهُ).

وإليكم يا معشر القراء البراهين الجلية الواضحة ، والأدلة البَيِّنَة الساطعة على ضعف الولاء والبراء عند أخينا هاني ، وعلى مصاحبتهِ لبعضِ أهلِ البدع ، ومدحهِ لهم.

أولًا : قيامه بتدريس القاعدة النورانية في دورةٍ علمية أُقِيْمَت في مقر جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة شَرُوْرَة التابعة لإمارة منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية.
وهذهِ الجمعية هي جمعية حزبية قطبية سرورية ، ورئيس هذهِ الجمعية هو علي الحمْلِي يستقبل في مقر جمعيتهِ كبار رؤوسِ أهلِ البدعِ كناصر العمر ، وسلمان العودة ، وعائض القرني ، ومحمد العريفي ، وسعد البريك ، وغيرهم من المنحرفين ، ويثني عليهم في صفحتهِ الشخصية بموقع تويتر ، وينشر لهم مقالاتهم في موقع الجمعية بالإنترنت ، ولا ينشر لعلماءِ أهل السنة والجماعة.
ولِمَن أراد أنْ يتأكد يدخل موقع جمعية تحفيظ القرآن بشرورة في الإنترنت ، والوثائق المصورة التي تثبت ذلك هي محفوظةٌ لدينا.
فَهْل أنْكَرَ هاني بن بريك على القائمينَ على هذهِ الجمعية حزبيتهم ، واستقبالهم لكبار المبتدعة ، والثناء عليهم ، ونشرهم لمقالاتهم في موقع الجمعية.

الجواب : (لا) بلْ قام أخونا هاني - نسألُ اللهَ لنا ولهُ الهداية والتوفيق والرشاد - بالثناء على علي الحملي في الحفل الختامي للجمعية وكان مما قاله : (أصحاب الفضيلة الشيخ علي الحملي رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة شرورة ، وصاحب الفضيلة الشيخ محمد ياسين السيوطي حفظه الله و [...] جميعًا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يباركَ في الجميع ، وأنْ يجعل حضوركم هذا في ميزانِ حسناتكم جئتم مشجعينَ لأبنائِكم).
تنبيه : إنَّ النقاط التي وضعتها في تفريغ كلام أخينا هاني هي للتنبيهِ على كلماتٍ غير مفهومة في المادة الصوتية التي قمت بتفريغها.
أقولَ : يا ليتَكَ يا أخانا هاني عاملتَ الشيخ العلامة محمدًا الوصابي - رحمهُ الله - بمثلِ ما عاملتَ بهِ عليًا الحملي القُطْبِي السروري من تَلَطُّفٍ وثناءٍ ، ولكن تلطفكَ إنما هو مع الحزبيين ، وتشنيعك وتحذيركَ في الآونةِ الأخيرة مُنْصَبٌّ على علماء أهل السنة والجماعة ، وطلابهم ، وعلى الدعاة السلفيين الذين لم يوافقوك على باطلك ، ولم يتابعوكَ على فتنتكَ.
وأذكركَ بما قلتهُ في العلامة محمدٍ الوصابي - رحمهُ اللهُ - : (لا أنصح به ولا الرجوع إليه ولا النقل عنه) ، بينما نراكَ تنصح بالقطبي السروري علي الحملي !
وأذكركَ بما قلتهُ في فضيلة الشيخ عبد العزيز البرعي - حفظهُ اللهُ – حينما رَدَّ عليهِ الدكتور محمد بن غالب العُمَرِي - وفقهُ اللهُ - : (سلك فضيلة الشيخ الدكتور في رده الرفق واستخدم لفظ الشيخ مع شخص لا يستحق شيئًا من ذلك أبدًا) ، ونراكَ هنا تُطْلِق لفظ : (فضيلة الشيخ) على القطبي السروري علي الحملي !
(فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ؟!
وانظروا أيهُ المنصفون إلى أخينا هاني وهو يحث الناس على الزج بأبنائهم للدراسة في هذهِ الجمعية الحزبية حينما قال : (نسأل الله سبحانه وتعالى أن يباركَ في الجميع ، وأنْ يجعل حضوركم هذا في ميزانِ حسناتكم جئتم مشجعينَ لأبنائِكم).
وهذا من الغِش للناس - والله المستعان -.
قال الإمام أيوب السَختيَانِي - رحمه الله - : (من سعادةِ الحَدَث ، والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة).
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ، لللالكائي 1/66، برقم 30
وهذا قد أشارَ إليهِ أخونا هاني في شريط (للهِ وحدهُ) المشحون سنةً وغيرةً على المنهج السلفي ! ، ولكنهُ هُنا مشحون تميعًا ، وغشًا في الحفل الختامي للجمعية.

وقَدْ تَسَلَّمَ الأخ هاني - أصلحنا اللهُ وإياهُ - شهادة تقديرية على تدريسه للقاعدة النورانية في جمعية تحفيظ القرآن بشرورة ، ويا ترى من هو الذي سلمهُ هذهِ الشهادة التقديرية ؟!
الجواب : إنهُ أحد أعضاء هذهِ الجمعية الحزبية واسمه عبد الله بن أحمد القاحلي النسي ، وهو حزبيٌ قطبيٌ سروريٌ ، ومنتسبٌ كذلك إلى جمعية الإحسان اليمنية القطبية السرورية ، بلْ الأشنع من ذلك هو طعنه في محدث عصرنا هذا الإمام العلامة المحقق محمد ناصر الدين الألباني - رحمهُ اللهُ - واتهامه إياهُ ببدعةِ الإرجاء !
فأينَ الغيرة على عِرْض الإمام الألباني يا مَن تَدَّعِي الغيرة على أعراض العلماء السلفيين ؟! أمْ هي قد ماتت هُنا ، وانتهت ، وتلاشت ؟!
أجب بصدقٍ يا أخانا أبا علي بدون لفٍ أودوران.

وقد تَسَلَّم الأخ هاني هذهِ الشهادة من عبد الله القاحلي ، ومن شخصٍ آخر وهو يتصور معهما صورة تذكارية ، ووجههُ تجاه شاشة الكاميرا ، وهو مبتسمٌ ومستأنسٌ مع عبد الله القاحلي القطبي السروري وصاحبه ، والصورة منشورة في موقع الجمعية بالإنترنت.

وما أظن أنَّ أخانا أبا علي - وهوَ المشحون سنةً وغيرة ! - لم يمر عليه قول الإمام البربهاري - رحمه الله - كما في شرحِ السنة : (وقال الفضيل بن عياض من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام).
، ولم يمر عليه أيضًا قول الإمام البربهاري : (وقال الفضيل بن عياض من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة).
وأذكرهُ بقولِ الإمام البربهاري : (وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فاحذره واعرفه فإن جلس معه بعدما علم فاتقه فإنه صاحب هوى).
وبقوله أيضًا : (وقال الفضيل بن عياض : لا تجلس مع صاحب بدعة ، فإنَّي أخاف عليك أن تنزل عليك اللعنة).
قال العلامة أحمد بن يحيى النجمي - رحمه الله - عندَ شرحه لهذهِ الفقرة :
(أقول هذا من الزجر عن مجالسة أهل البدع ، فإنَّه لا يؤمن أن تنزل عليهم اللعنة بسبب بدعهم ، فيكون من حضر معهم من أهل السنة له نصيبٌ من تلك اللعنة كما أنَّ من حضر مجالس الخير ، ومجالس السنة ، ومجالس الحق ، من حضر هذه المجالس فإنَّ له نصيبٌ من خيرها).
المصدر : كتاب : ‘‘ إرشاد الساري إلى توضيح شرح السنة للإمام البربهاري ‘‘

وقالَ الإمامُ الآجري - رحمهُ اللهُ - في كتابهِ ‘‘ الشريعة ‘‘ : (وحدثنا الفريابي قال : ثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب قال : كان أبو قلابة يقول : لا تجالسوا أهل الأهواء ، ولا تجادلوهم ، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة ، أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم).
وقالَ أيضًا : (وحدثنا الفريابي قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا سعيد بن عامر قال سمعت جدي ، أسماء بن خارجة يحدث قال : دخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء ، فقالا : يا أبا بكر نحدثك بحديث ؟ قال : لا قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل ؟ قال : لا ، لتقومن عني أو لأقومن).
وقالَ أيضًا : (أخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك الحمصي قال : حدثنا محمد بن حرب ، عن أبي سلمة سليمان بن سليم ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : لا تجالس أهل الأهواء ، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب).
وقالَ أيضًا : (ينبغي لكل من تمسك بما رسمناه في كتابنا هذا وهو كتاب الشريعة أن يهجر جميع أهل الأهواء من الخوارج والقدرية والمرجئة والجهمية ، وكل من ينسب إلى المعتزلة ، وجميع الروافض ، وجميع النواصب ، وكل من نسبه أئمة المسلمين أنه مبتدع بدعة ضلالة ، وصح عنه ذلك ، فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه ، ولا يجالس ).

وقال العلامة الفقيه صالح الفوزان - حفظه الله - : ( قولُ الفضيل بن عياضٍ رحمه الله : " من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام " لأنَّ البدعة ضد الإسلام ، فإذا شجعت المبتدع فقد أعنتَ على هدم الإسلام ، لأنَّ الإسلام هو السنة ، والسنة هي الإسلام كما سبق ، فالواجب على الإنسان أن لا يعظم أهل البدع ، ولا يمدحهم ، ولا يثني عليهم).
‘‘ إتحاف القاري بالتعليقات على شرح السنة للإمام البربهاري ‘‘ ج 2 صــ 323.
وقالَ سماحته أيضًا : (قولهُ : " ومن تبسم في وجه مبتدع ، فقد استخف بما أنزلَ اللهُ عز وجل على محمدٍ صلى الله عليهِ وسلم " ؛ لأنَّ المبتدع مخالفٌ لما أنزلَ اللهُ على محمدٍ فإذا تبسمَ في وجههِ منبسطًا معهُ فإنهُ يكونُ قد خالفَ ما جاءَ في الكتابِ والسنة من هجرهم وبغضهم والابتعادِ عنهم وعدم الرضى عنهم ، لأنَّ الابتسام يدل على الرضى والانبساط معهم).
‘‘ إتحاف القاري ‘‘ ج 2 ، صـــ 323 - 324.

وقالَ الإمامُ ابن قدامة المقدسي - رحمه الله - في لمعة الاعتقاد : (ومن السنة هجران أهل البدع ، ومباينتهم).
قال العلامة صالح الفوزان - حفظه الله - : (فمن طريقة أهل السنة : هجران أهل البدعة حتى يرتدعوا عن بدعتهم ؛ لأنَّ في عدم هجرِتهم تشجيعًا لهم ، وإقرارًا لهم ، وتغريرًا بالناس أيضًا أنْ ينخدعوا بهم ، فإذا هجرهم أهل العلم والقدوة ؛ فالناس يتركونهم ، وهم أيضًا يخجلون أمام الناس).
‘‘ شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد ‘‘ صـــ 262.
وقال سماحته أيضًا : (ومباينتهم : يعني مفارقتهم وعدم مصاحبتهم ومجالستهم من أجل أن يحذرهم الناس ، ومن أجل أن يخجلوا هم ، ويكونوا ضعفاء في المجتمع).
‘‘ شرح لمعة الاعتقاد ‘‘ صـــ 263.

وذكَرَ الإمامُ أبوعثمان الصابوني - رحمه الله - في كتابهِ ‘‘ عقيدة السلف أصحاب الحديث ‘‘ من آدابِ أصحاب الحديث : (ويجانبون أهل البدع والضلالات ، ويعادون أهل الأهواء والجهالات).

ولمْ يكتف الأخ هاني بقيامه بالتدريس في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة شرورة - وقدْ عُلِمَ أنها حزبية قطبية سرورية - بلْ زَجَّ بولدهِ علي للدراسة فيها ، وقد ظهر عَلِيٌّ في الحفل الختامي للجمعية بمقطع فيديو وهو يتلو آيات من القرآن الكريم أمام منتسبي الجمعية ، وبحضور والده أخينا هاني !
وفي الحقيقة لو نقلنا معظم أقوال أئمة السلف الصالح - وليسَ كلها - في التحذير من أهل البدع ، وهجرهم لكتبنا آلاف الصفحات ، وليس المئات أو العشرات منها فقط فكتبهم مليئة بالتحذير من أهل البدعِ ، والضلالِ ، والانحرافِ ، والحث على هجرهم ، ومفاصلتهم ، ومباينتهم ، والتشنيع عليهم ، وإذلالهم ، ومنابذتهم ، وعدم مجالستهم ، ومخالطتهم ، ومودتهم إلى غيرِ ذلكَ من العقوبات التي يستحقها هؤلاءِ المبتدعة.

ثانيًا : ومِن أدلة ضعف الولاءِ والبراءِ عندَ أخينا هاني - رَدَّهُ اللهُ إلى الحَق - قيامه بإلقاء السلام على أحدِ رؤوسِ أهلِ البدع ، ومعانقتهم ، وإظهار مودتهم أمام عامة الناس ، وهذا فيهِ غِشٌّ للناس ، فالعامة الذين يجهلون حالَ هؤلاءِ المبتدعة إذا رأوا دعاة السنة في مودة وأُنْسٍ مع المبتدعة أحسنوا الظَنَّ بهؤلاءِ المبتدعة الضالين المضلين ، وأنهم على الجادة ، فقد يثقونَ بهم ، ويسألونهم في أمور دينهم ، فبذلكَ يُصْبِح هؤلاء العامة فريسة سهلة ، ولقمة سائغة ، ووجبة دسمة ! لأهل البدعِ والضلالِ ، فيسهل بذلكَ على أهلِ البدعِ التلبيس على الناس ، وتزيين الباطل لهم ، فيختلط الأمر على العامة ، بلْ يفتح ذلك باب شرٍ على أهلِ السنة أنفسهم من المبتدئين في الاستقامة على المنهج السلفي، فيقلدونَ الدعاة السلفيين الذين يظهرونَ المودة لأهلِ البدعِ ويجالسوهم ، ويظنونَ أنَّ هذا سائغٌ في الشرع.

قال شَيْخُنَا العَلَّامة رَبِيْعُ بن هَادِي المَدْخَلِي - حفظهُ اللهُ ورعاهُ - : (لا شك في من يجالس أهل البدع ويركن إليهم أنه بليد الحس والعقل ، وأنه قد جانب الحكمة ، مجالسة أهل البدع خطر).
‘‘ عون الباري ببيان ما تضمنه شرح السنة للإمام البربهاري ‘‘ ج 2 صـــ 947

أعود لأخينا هاني ، وأقول : لما كتبَ أحد متعصبة يحيى الحجوري في شبكة العلوم أنهُ رأى أخانا هاني بن بريك في مسجد زَكُّوْ بمديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن بعد تأدية إحدى الصلوات المفروضات في أحدِ الأيام يتقدم صوبَ محراب المسجد ويُسَلِّم على إمام وخطيب المسجد ياسر بن قاسم المعاثري ، وهو من كبار متعصبة أبي الحسن المأربي في المنطقة ، وفَتَنَ كثيرًا من الشباب ، ولَبَّسَ عليهم ، وعَصَّبَهُم لأبي الحسن ، وهو من مراجع متعصبة أبي الحسن في المنطقة ، ورأسٌ من رؤوس الفتنة ، فقامَ أخونا هاني - أصلحهُ الله - بالتقدم صوبه ، وسَلَّمَ عليهِ ، وعانقهُ ، وجلسَ يكلمهُ ببشاشة أمام الناس ! كما نقلهُ أحد متعصبة يحيى الحجوري في شبكة العلوم.
لما قرأت هذا الكلام لَمْ أُصَدِّق بدايةً ، لأنَّ كثيرًا من كُتَّاب شبكة العلوم ظَهَر الكَذِبَ في مقالاتهم ، ونقولاتهم ، فقلت في نفسي : (سأسأل أبا علي عما نُسِبَ إليهِ ، فإنْ كان كَذِبًا مفترى عليهِ طلبتُ منهُ الإذنَ في نقل الحقيقة ، وبيان كذب ذلك الكاتب عليه حتى لا يسيء أحد بهِ الظن).
وقد كنتُ مُحْسِنًا بهِ الظن ، وصادفَ في تلك الأيام أنْ أُعْلِنَت محاضرة لأخينا هاني بن بريك في مسجد الإيمان بعدن فحضرتها ، ودُعِيْتُ للعشاءِ في جلسة بعد صلاة العشاء في منزلِ أحد الإخوة ، وجلسة العشاء هذهِ أقاموها لضيافة أخينا هاني ، ودعوا إليها عددًا من الإخوة السلفيين ، وكنتُ من ضِمْن المدعويين ، وقد اغتنمتها فرصة لأسأل الأخ هاني عن صحة ما نسبهُ إليهِ ذلك الكاتب.
سألتُ أخانا أبا علي بعد الانتهاء من مأدبة العشاء - فيما بيني وبينه - عن صحة ما نسبهُ لهُ أحد كتاب شبكة العلوم فأجابني قائلًا - وأنقل لكم كلامه بمعناه - : (أُقِيْمَت الصلاة ، وأنا بالقرب من مسجد زكو فأدركتُ الصلاة فيهِ ، وبعد الصلاة ذهبتُ إلى ياسر قاسم ، وسلمت عليه ، لأني سمعتُ بوفاةِ ولده فأحببتُ أنْ أعزيه).
وكانَ الوقت ضَيِّقًا لا يتسع لمناقشتهِ حول هذهِ المسألة ، وبعدها سافرَ إلى المملكة العربية السعودية.

قال شيخنا العلامة ربيعُ بن ابن هادي المدخلي - حفظه الله - في شريطهِ النافع الماتع ‘‘ الموقف الصحيح من أهل البدع ‘‘ : (فالحذر من أهل البدع ، وبغضهم وهجرانهم ومقاطعتهم هو السبيل الصحيح لحماية الأصِحَّاء من أهل السنة من الوقوع في فتنتهم ، والتساهل معهم وحسن الظن بهم ، والركون إليهم هو بداية في طريق الضلال والانحراف (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ومن أظلم من أهل البدع ، أهل البدع شر من الفساق وأهل المعاصي ، ولهذا يقول فقيه البصرة وعاقلهم سلام بن أبي مطيع : لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج ، أحب إلي أن ألقاه بصحيفة عمرو بن عبيد ، عمرو بن عبيد عابد زاهد ما شاء الله ، لكن مبتدع ضال ، والحجاج فاجر سفاك مجرم ، يرى أنه لو خُيِّر أن يلقى الله بصحيفة الحجاج ، وصحيفة عمرو بن عبيد لاختار أن يلقى الله بصحيفة الحجاج السفاك الظالم الفاجر لماذا ؟ لإدراكه لخطورة البدع وشناعتها).
وقال أيضًا في نفس الشريط : (فنحن نحذر الشباب السلفي من مخالطة هؤلاء ، والاستئناس بهم ، والركون إليهم ، فليعتبروا بمن سلف ممن كان يغتر بنفسه ويرى نفسه أنه سيهدي أهل الضلال ، ويردهم عن زيغهم وضلالهم ؛ وإذا به يترنح ويتخبط ثم يصرع في أحضان أهل البدع ، وقد مضت تجارب من فجر تاريخ الإسلام ، فأُناس من أبناء الصحابة لما ركنوا إلى ابن سبأ وقعوا في الضلال ، وأناس من أبناء الصحابة والتابعين لما ركنوا إلى المختار بن أبي عبيد وقعوا في الضلال ، وأناس ركنوا إلى كثير من الدعاة السياسيين الضالين ومن رؤوس البدع فوقعوا في حبائل أهل الضلال).

ورَكِّز جيدًا أيها القارئ الكريم ، وتَنَبَّه لما سَأَخْتم بهِ الرد على المخالفة السابعة التي صدرت من أخينا هاني - أصلحه الله - بنقلٍ ماتعٍ نفيسٍ من مقالٍ نافعٍ لشيخنا ربيعٍ - حفظه الله - بعنوان : ‘‘ مميزات الحدادية ‘‘ قالَ فيهِ : (ومع تنطعهم هذا رأى السلفيون علاقات بعضهم بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد ولعلهم يخفون من الشر كثيرا فالله أعلم بما يبيتون).
ونحنُ كذلك لا نعلم بِما يُبَيِّتُ الأخ هاني بن بريك ، ومن معه ، وبما يخفونهُ من الشر ، ولكن نسأل الله لنا ولهم الهداية ، والتوفيق ، والرشاد ، والسداد في الأقوال والأعمال ، وأن يختمَ الله لنا ولهم بالحسنى.

ثالثًا : مدح ، وثناء أخينا هاني بن بريك - هداهُ الله – على أحد رؤوسِ الفتنة الحجورية بمحافظة عدن وهو (عبد الله الريني) إمام أحد مساجد قرية الخَيْسَة الساحلية بمديرية البريقة ، وهو من كان يؤلب أهل السنة ، والعامة هناك على علماء أهل السنة والجماعة في اليمن ، وفي غير اليمن ، ويوزع ردود يحيى الحجوري ، وأذنابه على علماء السنة ، وعلى رأسهم الشيخين الجليلين العلامتين ربيع المدخلي ، وعبيد الجابري ، وغيرهما من علماء أهل السنة ، ويسبهم ويشتمهم من على منبر مسجده ، ويستدعي رؤوس الفتنة الحجورية لإلقاءِ المحاضرات في مسجدهِ يُشَهِّرُونَ بها بعلماء أهل السنة ، ويشتمونهم ، وينتقصونهم ، ويُضللونهم ، ويُحَذِّرُونَ منهم.
فعبد الله الريني فَتَنَ كثيرًا من السلفيين في منطقتهِ ، وفي غيرها من مناطق مديرية البريقة ، وجعلهم يتعصبون ليحيى الحجوري ، ولأباطيلهِ ، وبدعهِ ، وضلالاتهِ ، ولمْ نَعْلَم لهُ توبة من ذلك.
وبعد كل هذهِ الطوام التي صدرت من عبد الله الريني يمدحهُ الأخ هاني ، ويثني عليهِ ، ويشكرهُ ! ، وهنا أسأل أخانا أبا علي سؤالًا وهو : (هل وجدتَ بُغْيتكَ في عبد الله الريني لموافقته إياكَ في الطعن بعلماء أهل السنة باليمن) ؟.
قال الله - سبحانهُ وتعالى - : (تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ).
أجب عن سؤالي يا أخانا هاني ، وأنا منتظر منك الإجابة بلْ وغيري أيضًا.

وإليكم يا معشر القراء ما قالهُ أخونا هاني في عبد الله الريني :
[1] قال هاني : (في عرض البحر وسط هدير الموج وتأرجح القارب وظلمة الليل البهيم كنت متوجهًا مع أخي وصاحبي فضيلة الشيخ عبد الله الريني).
المصدر : رسالة لهُ في ‘‘ مجموعة طلاب علم من الفيوش سابقًا ‘‘ ببرنامج الواتس آب ، وصورة الرسالة محفوظةٌ لَدَيَّ.
[2] وقال هاني أيضًا : (إنْ كانَ من منطقة في عدن لها فضل على أهل عدن جميعًا فهي دون شك منطقة الخيسة وأهلها ورجالها.
ولهم من كتابي نصيب كبير فتحية لشيخ الخيسة الريني).
المصدر : منشور كتبهُ بصفحتهِ الشخصية بموقع ‘‘ تويتر ‘‘

أقول : إن ثناء ، ومدح أخينا هاني لعبد اللهِ الريني خيانةٌ ، وغِشٌّ للسلفيين ، وفيهِ إيهامٌ للسلفيين ممن لا يعرفون عبد الله الريني بأنه من أهل الصلاح ، ومن مشايخ العلم الموثوقين ، وهذا فيه تغرير بمن لا يعرف حال الريني.
وعبد الله الريني معروفٌ عند السلفيين في عدن بأنهُ ليس من طلاب العلم المستفيدين النجباء ، وليسَ من أهل الأخلاق الحسنة بلْ هو من ذوي الأخلاق السيئة ، ويستخدم منبره لشتم الناس ، والتعريض بهم ، وبواسطة الميكرفون ، ولمْ يسلم من لسانه حتى عوام قريته ! فدعوته دعوة تنفيرية ، فكيف يصفهُ الأخ هاني بفضيلة ! الشيخ ! (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ).
وقدْ سألتُ أحد الإخوة الفضلاء ممن يسكن في الفيوش - وهو ممن تأثر قليلًا بفتنة أخينا هاني بن بريك ، ولكنه مؤدبٌ ، وهادئٌ ، وغير مصادم - عن عبد الله الريني ، وهل هو تراجع عن تعصبه ليحيى الحجوري ؟ فأجابني قائلًا : (لْم يتراجع ، ما زال على ما هو عليه ، ولكنه لما أتى إلى مقر قيادة المقاومة ، ورأى أكثر الناس فيها هم من أهل السنة سكتَ ، ولم يتكلم في الفتنة ، بلْ لما رآني تغير وجهه لأنهُ قد حصلت بيننا مشاكل منذ وقوع فتنة الحجوري).
قالَ لي هذا الكلام في مجلسٍ جمعني بهِ بحضرة أخينا الفاضل أبي عبد الرحمن سليمان دعالة الإسحاقي - حفظهُ الله - بجانب منزلهِ.
فانظروا إخواني في الله ، وقارنوا بين طعن هاني بن بريك في علماء أهل السنة باليمن ، وتشنيعهِ عليهم ، وسبهم ، وتحذيره منهم ، وبين مدحه لأهل البدع ، والضلال ، وجلوسهِ معهم ، ولطفه معهم ، وتلقيبهم بالألقاب العلمية كـــ : (فضيلة الشيخ) !

وقد قالَ شيخنا العلامة ربيعٌ المدخلي - حفظه الله - في معرض ذكره لخطورة الفرقة الحدادية ، وذكر أوجه الشبه بينها ، وبين الرافضة :
(الوجه الثاني عشر : المكابرة والعناد والإصرار على الباطل والتمادي فيه والجرأة العجيبة على تقليب الأمور بجعل الحق باطلًا والباطل حقًا ، والصدق كذبًا والكذب صدقًا ، وجعل الأقزام جبالًا والجبال أقزامًا ، وتعظيم ما حَقَّر الله وتحقير ما عَظَّم الله ، ورمي خصومهم الأبرياء بآفاتهم وأمراضهم المهلكة.
وهذهِ الأمور يدلُّ بعضها - فضلًا عن كلها - على أن هذهِ الفئة ما أُنشِئَت إلا لحرب السنة وأهلها ، مما يؤكد هذا أنَّكَ في هذهِ الظروف العصيبة والمحنة الكبيرة التي تكالب فيها اليهود والنصارى والفرق الضالة على السنة وأهلها تجد هذه الفئة في طليعتهم في هذه الحرب الشرسة وأشدهم حربًا حيث لا شغل لهم ولا لموقعهم المخصص للفتن إلا حرب أهل السنة ومنهجهم وأصولهم).
‘‘ المجموع الواضح في رد منهج وأصول فالح ‘‘ صــ 487.
وقال أيضًا : (فالح طعن في شيوخ المملكة قبل غيرهم ، الآن يتمسح بهم هو والحدادية وهم من زمان - والله - الحداد الأول وأتباعه كانوا يطعنون في ابن باز والألباني وفي الفوزان وفي صالح آل الشيخ ... إلخ.
وفالح الآن حمل راية هؤلاء الحدادية ، الحداديون لما تركونا ما رأيناهم إلا مع الفساق والقطبيين وأهل البدع ، وهم حرب علينا إلى يومنا هذا ، وهو مستعد أن يمشي معهم لكن لا يستطيع أن يمشي مع أهل السنة).
‘‘ المجموع الواضح ‘‘ صـــ 507
وتأمل ما قالهُ العلامةُ صالحٌ الفوزان - حفظه الله - : (وأقول : لا يقع في أعراض العلماء المستقيمين على الحق إلا أحد ثلاثة : إما منافق معلوم النفاق ، وإما فاسق يبغض العلماء لأنهم يمنعونه من الفسق ، وإما حزبي ضال يبغض العلماء لأنهم لا يوافقونه على حزبيته وأفكاره المنحرفة).
‘‘ الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ‘‘.



(الجزء الثامن)

المخالفة الثامنة السَعِي بالنميمة ، والتحريش بينَ علماء أهل السنة والجماعة.

وقدْ سَعَى أخونا هاني بن بريك جاهدًا في التحريش بين علماء أهلِ السنة والجماعة وأعانهُ على ذلك قومٌ آخرون ، وقد رأى أخونا هاني - تجاوزَ اللهُ عنهُ - ما عليهِ علماء أهل السنة والجماعة في اليمن من اجتماع الكلمة ، والتآلف ، والتواد فلم يعجبهُ ذلك فحاول إيغار صدور بعضهم على بعض ، فكانَ مما قالهُ في شريطهِ المعنون لهُ بــــ ‘‘ للهِ وحدهُ ‘‘ وهو يتكلم على الشيخ عبد العزيز البرعي : (مع إقحام صاحب الفيوش هذهِ المرة وهو الذي لا يطيقهُ أصلًا ، لا يطيق صاحب الفيوش لا يطيقهُ أصلًا سابقًا ولا يَوَدُّهُ بل لا يطيقُ بعضهم بعض ، لا يطيق بعضهم بعضا من قَبْل بلْ مكثَ البُرعِي ردحًا لا يأتي الفيوش ، وموقفه من تبديع الحجوري لأهل الفيوش معلوم ، وكلام صاحب الفيوش في البرعي عندنا محفوظ ، وفي الإمام صاحب معبر محفوظ لدى طلاب العلم موثق بشهاداتهم ، وسنخرجهُ بإذنِ الله).
وقد تَضَمَّنَ شريط : (لله وحده) كثيرًا من العبارات التحريشية التي سَعَى من خلالها إلى إيغار صدور علماء أهل السنة باليمن على بعضهم البعض.
وإلى إيغار صدور بعض علماء أهل السنة بالمملكة العربية السعودية على علماء أهل السنة باليمن ، وقد أعادَ نشرَ ما كان يقولهُ يحيى بن علي الحجوري تمامًا في التحريش بين العلماء ، فما أشبهَ اليومَ بالأمسِ.
وأقول مع الأسف الشديد ما أشبه الأخ هاني بالحجوري في طريقتهِ ، وسيرهِ ، وسلوكهِ كَأَنَّهُ صارَ حجوريًا مُصَغَّرًا في أوساطنا.
وأُذَكِّر أخانا أبا علي - هدانا الله وإياهُ ، وختمَ لنا ولهُ بالحسنى - بقول نبينا محمدٍ - صلى اللهُ عليهِ وسلمَ - : (... وإنَّ أبغضكم إِليَّ المشاؤونَ بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبراء العنت).
والحديث ضعفه بعض العلماء لكن قال الإمام الألباني - رحمه الله - كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 751 : (ولكن الحديث لهُ شواهد كثيرة يرقى بها إلى درجة الحَسَن).
وقال نبينا محمدٌ - صلى اللهُ عليهِ وسلم - : (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ).
أي يتأخر عن دخول الجنة كما ذكر ذلكَ بعضُ أهل العلم.
ولقد بينت بالأدلة والبراهين في الرد على المخالفة السابعة مخالفة أخينا هاني لمنهج السلف الصالح ، ولأئمة وعلماء أهل السنة المتقدمين ، والمتأخرين في التحذير من أهل البدع ، وهجرانهم ، ومباينتهم ، ومفارقتهم ، ومفاصلتهم ، ونبذهم ، ومقتهم ، فهو يتغافل عن ذلكَ في معاملتهِ لبعض أهل البدع - فيما ظَهَرَ لنا ، والله أعلم بما خَفِيَ علينا - ، وإنما شدته وقسوته جعلها في علماء أهل السنة والجماعة ، وفي الدعاة إلى اللهِ ممن لم يوافقه ، ويشجعه ، ويتابعهُ على طريقتهِ الفوضوية التي سلكها مؤخرًا في الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - ، ولم يكتف بهذا بل سعى بالتحريش بين العلماء ، وضرب بعضهم ببعض.
وأُلْفِتُ نظرَ أخينا هاني - وفقهُ اللهُ للصواب - إلى كلامٍ نفيسٍ ماتعٍ جدًا لشيخنا العلامة ربيعٍ المدخلي - حفظه الله وباركَ فيهِ - وردَ في كتابهِ ‘‘ المجموع الواضح في رد منهج وأصول فالح ‘‘ صـــ 482 - 483 ، وهو يذكر خطورة الفرقة الحدادية ، وأوجه الشبه بينها ، وبين الروافض ، قال : (الوجه السابع : تسترهم ببعضِ علماء السنة مكرًا وكيدًا مع بغضهم لهم ومخالفتهم في أصولهم ومنهجهم ومواقفهم ، كما يفعل الروافض في تسترهم بأهلِ البيت مع مخالفتهم لهم في منهجهم وأصولهم وبغضهم لأكثرهم.
لماذا يفعلونَ هذا ؟ الجواب : ليتمكنوا من إسقاط من يحاربونهم من أهل السنة وليتمكنوا من الطعن فيهم وتشويههم وتشويه أصولهم ، وليحققوا أهدافهم في تشتيت أهل المنهج السلفي وضرب بعضهم ببعض).

(الجزء التاسع)


المخالفة التاسعة العجب بالنفس ، وحُبُّ الشهرة ، والرياسة ، والتَصَدُّر.

قال الإمام الألباني - رحمه الله - : (آفة الشباب المسلم في العصر الحديث هو أنهم لمجرد أنْ يشعروا بأنهم عرفوا شيئًا من العلم لم يكونوا من قبل على علمٍ بهِ رفعوا بهِ رؤوسهم ، وظنوا أنهم قد أحاطوا بكل شيءٍ علمًا !
فتسلط عليهم الغرور ، والعجب ، ونخشى أنْ يشملهم قول الرسول صلى اللهُ عليهِ وسلم : "ثلاثٌ مهلكات : شح مطاع ، وهوىً متبع ، وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيهِ").

وقالَ العلامة القرطبي - رحمه الله - مُعَلِّقًا على عبارة الإمام مالك - رحمه الله - : "مافي زماننا شيء أقل من الإنصاف" : (هذا زمان مالك ، فكيف في زماننا اليوم الذي عَمَّ فيهِ الفساد ، وكثر فيهِ الطغام وطُلِبَ فيهِ العلمُ للرياسة لا للدراية بل للظهور في الدنيا وغلبة الأقران بالمراء والجدال الذي يُقَسِّي القلبَ ويُورث الضغَنَ ، وذلكَ مما يحمل عليهِ عدم التقوى وترك الخوف من اللهِ تعالى).
‘‘ الجامع لأحكام القرآن ‘‘ [1/245].

وقال شيخُ الإسلامِ ابن تيمية - رحمهُ اللهُ - : (فإنَّ الإنسان قدْ يعرف أنَّ الحقَّ مع غيرهِ ، ومع هذا يجحد ذلكَ لحسده إياه ، أوْ لطلب علوه عليهِ ، أوْ لهوى النفس.
ويحمله ذلك الهوى على أنْ يعتدي عليهِ ، ويرد ما يقول بكل طريق ، وهو في قلبهِ يعلم أنَّ الحَقَّ معهُ).
‘‘ مجموع الفتاوى ‘‘ [7/191].

قال الإمامُ الفضيلُ بن عياض - رحمهُ اللهُ - : (ما من أحدٍ أَحَبَّ الرياسة إلا حسدَ ، وبَغَى وتَتَبَّعَ عيوبَ الناسِ ، وكَرهَ أنْ يُذْكَرَ أحدٌ بخيرِ).
انظر ‘‘ جامعُ بيانِ العلمِ ‘‘ [1/143].

وقالَ الإمامُ سفيان الثوري - رحمه الله - : (ما أَحَبَّ أحدٌ الرياسة إلا أحب ذكرَ الناسِ بالنقائص والعيوب ليتميز هو بالكمال ، ويكره أن يذكرَ الناس أحدًا عندهُ بخيرِ).

ونحنُ لمْ نبن كلامنا هذا على أخينا هاني - بصرهُ اللهُ بعيوبهِ - هكذا جُزَافًا ! بلْ بالأدلة والبراهين الموثقة ، فمن تلكم الأدلة قوله :

[1] (أنا ذهبت إلى دماج في أول الوحدة في عام تسعين أقول هذا حتى يعلم من لا يعرف هاني أنَّا ما نحن صغار عرفت ولا نحن أهل طيش ولا سفهاء).
من شريط : ‘‘ للهِ وحده ‘‘

[2] (ما أدري من هم الصغار ؟ صغار من لهُ خمس وعشرون سنة في طلب العلم ربع قرن له ، ونقول صغار ! أنا طالب علم طلبت العلم على علماء ومشايخ أكبر منك وأعلم منك).
من شريط : ‘‘ حفظ الدعوة مقدم على حفظ الأشخاص ‘‘

[3] (فكبار العلماء معنا ، وكبار طلاب العلم والدعاة في عدن وخارج عدن في عالمنا الإسلامي معنا).
من شريط : ‘‘ للهِ وحده ‘‘
فهنا أراد أخونا هاني - أصلحهُ اللهُ وهداهُ - أن يوهمَ السامعين أنَّ عددًا كثيرًا من من كبار العلماء معه ، ويؤيدونهُ في كل ما صدرَ منهُ ، ولم يجرؤ أنْ يُسَمِّي هذا العدد الهائل من العلماء ! حتى لا يظهر كَذِبهُ أمام الناس ، وأنهُ متشبعٌ بما لم يُعط.
وهو هُنا يتبجح بالكثرة ، وهي ليست معهُ أصلًا ، وما كانت الكثرة يومًا ما دليلًا على أنَّ الحقَ معَ مَن كانت الكثرة معهُ.

[4] (علمتنا عدن بكل أهلها في الحرب أننا نستطيع أن نصنع المستحيل وصنعناه).
من منشورٍ لهُ كتبهُ في صفحتيهِ بموقعي : ‘‘ الفايس بوك ، وتويتر ‘‘
وهنا يتضح جليًا لكل ذي لب أنَّ أخانا هاني معجبٌ بنفسهِ ، وأنَّ هذا الإعجاب جعلهُ يقرر هذهِ العقيدة الخبيثة ، وينشرها بين الناس ، وهو أنهُ يستطيع ، ومن معهُ صناعة المستحيل ! ، وقد رددتُ عليهِ بتوسعٍ في بدايةِ [البراهين الجلية] ، وبينت بطلان هذهِ المقولة الفاسدة بالأدلة.

[5] (لقد خضنا معركةً تاريخية سَطَّرْنَا فيها ملحمةً أُسْطُورِيَّة مضرجة بأزكى الدماء وأعظم التضحيات سيظل التاريخ يذكرها وستتناقلها الأجيال جيلًا بعدَ جيل ، وسيحمدُ لنا أبناؤنا تلك البطولات والتضحيات).

فانظروا يا رعاكم الله إلى أخينا هاني وهو يمدح نفسه ، وأنه خاض معركةً (أسطورية) أي خيالية غير واقعية ! فلا تستغربوا من كلامه فهو الذي بزعمه الفاسد قال أنه يستطيع أن يصنع المستحيل ، وصَنَعَهُ !

قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - في ‘‘ فتح القدير ‘‘ : (فقالوا : {إن هذا إلا أساطير الأولين} أي ما هذا إلا أكاذيب الأولين التي سطروها في الكتب جمع أسطورة كأحدوثة ، والأساطير : الأباطيل والترهات والكذب).

وقال الإمام الشنقيطي - رحمه الله - في ‘‘ أضواء البيان ‘‘ : (والأساطير : جمع أسطورة أو إسطارة ، وهي الشيء المسطور في كتب الأقدمين من الأكاذيب والأباطيل).

وقال الإمامُ البغوي - رحمه الله - في ‘‘ معالم التنزيل ‘‘ : (والأساطير جمع : أسطورة وإسطارة وقيل : هي الترهات والأباطيل).

وقالَ الإمامُ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - : (وأساطير : جمع أسطورة وهي الكلام الذي يذكر للتسلي ولا حقيقة له ولا أصل له).
‘‘ تفسير سورة المطففين ‘‘.

ونحنُ نسأل أخانا أبا علي - ألهمهُ الله رشدهُ - هل أنت خضت يا أبا علي ملحمةً خيالية غير واقعية لا أصلَ لها ، بلْ هي مجرد حكايات كاذبة ، وأباطيل ، وترهات ذكرتها للتسلي ، وهي من جنس قولك أنَّك تستطيع أنْ تصنع المستحيل ، وقد صَنَعْتَهُ أنتَ ومَنْ معك - بزعمكَ الفاسد - !!
يا أبا علي - رزقكَ اللهُ الهدى والرشاد - هلْ تعي ما يخرج من رأسك ؟ وهلْ تَفْهَم معنى الكلمات التي تصدر منك ، وتنتشر في الإنترنت ؟!
وأقول كما قلت سابقًا في ثنايا هذا الرد : لعل أخانا هاني تأثر من كثرة مخالطته للعوام ، وابتعاده عن مجالسة العلماء ، فخرجت منه مثل هذهِ العبارات التي لا يقولها حتى بعض العوام الذين يحضرونَ حِلَق العلم في المساجد عند مشايخ السنة.
وأسألكم أيهَ المنصفون هلْ يصلح هذا الرجل لدعوة الناس للمنهج السلفي ؟
وهل هو حاذقٌ أم مغفل ؟
وهل من يصدر منه مثل هذا الكلام ، وهذهِ الطوام هو مؤهل لأنْ يقوم على مركزٍ علمي كالذي يسعى هو ومتعصبته لإقامته في منطقة بئر أحمد بمحافظة عدن ؟
أجيبوني بصدقٍ أيهَ المنصفون ، وأيهَ العقلاء.
وهل أنت يا أبا علي خضت المعركة ضد الحوثيين من أجل أن يُذْكَر ذلك في كُتُبِ التاريخ ، وتتناقله الأجيال جيلًا بعد جيل بقولهم : ‘‘ ملحمة الشيخ المجاهد البطل هاني بن بريك الأسطورية ! التي صنع المستحيل هو وأصحابه ! ‘‘ ؟!
ومن أجل أن يحمد صنيعك هذها الأجيال المتعاقبة ؟!
فإنْ كانَ جوابك : (لا) وإنما خضناها للهِ ، قلنا لك : إذًا فاصمت ولا تظهر عملك وتفتخر به أمام الناس ، وتستعرضه ، وتتباهى بهِ ، وبترويجٍ إعلامي مكشوفٍ كطريقة السياسيين المعروفة.
فَكَم من أخٍ قُتِلَ في ساحاتِ المعارك ، ولمْ يعرفه أحد إلا النزر اليسير ممن يخالطه لأنه كان حريصًا على ألا يعلم بجهادهِ أحد ، ولمْ يستثمر ذلك إعلاميًا للترويج عن نفسه ، وإشهار نفسه.
وكم من أخٍ جُرَحَ أوْ شاركَ في ساحات المعارك ولمْ يُجْرَح ، ولكن لمْ يصرح بذلك لوسائل الإعلام ، ولمْ يقم باستعراض العضلات ، ولا بتلك الدعايات الإعلامية الكبيرة التي قام بها هاني بن بريك ، ومن معه.

[6] لما احتدمت المعارك في مديرية التواهي بمحافظة عدن أثناء تقدم قوات الجيش الوطني ، والقوة الإماراتية ، وقوات المقاومة الشعبية صوب القصر الرئاسي كانَ هاني بن بريك في مكانٍ آمن ، ولما تم تحرير القصر الرئاسي ، وسائر أنحاء مديرية التواهي دخل الأخ هاني ومن معه إلى القصر ، وقامَ أحدهم بطلبٍ منه بتصويره عن طريق الفيديو وهو يتجول بالقصر الرئاسي بتاريخ 20 يوليو 2015 ، وفي ذلكم المقطع الإعلامي ! كان أخونا هاني ينظر تجاه الكاميرا ، ويقول للمصور : (تعال هنا يا شيخ عبد الله) يريده يتجول معه في أنحاء أخرى من القصر ، ويصوره وهو يتجول ويمشي إلى أنْ وقفَ في جهةٍ معينة من القصر وبدأ يتكلم).

[7] قامَ الأخ هاني بن بريك بإلقاء خطبة جمعة في المسجد ، وهو لابس اللبس العسكري والبنطال ، والكوفية العسكرية التي فوق الرأس ، وأيضًا نشر أصحابه تلك الخطبة بالصوت ، والصورة ! في الإنترنت.

[8] ظهرَ الأخ هاني بن بريك هو ومجموعة من أصحابه أمام الكاميرا ، وهم لابسون لبسًا عسكريًا ، وكل واحدٍ منهم ممسك بيد مَنْ هو بجانبهِ ، وبطريقة مزرية فيها خيلاء وتعالٍ ، وأُخِذَت لهم جميعًا صورة تذكارية ، ونُشِرَت في الإنترنت.

[9] قام الأخ هاني بن بريك بزيارة لجرحى الحرب من أهل عدن في المملكة الأردنية الهاشمية ، وكلما زار مريضًا أُخِذَت لهُ صورة تذكارية مع ذلك المريض ، حتى أنَّ أحد المرض - ممن يرى حرمة التصوير بخلاف ما يراه هاني ومن معه - غطى على وجهه بيده لأنهُ لا يريد أنْ يظهر بالتصوير ، ومعَ هذا صوروه فأساءوا الأدبَ معهُ وهو في هذهِ الحالة المرضية.


فيا أخانا هاني بن بريك اتق الله ، واترك البحث عن الشهرة ، فالناظر إليك وأنتَ على هذا الحال يقول : (ليسَ هذا هاني بن بريك أحد دعاة السنة الذي كُنَّا نعرفه ، بل هو أحد المسؤولين السياسيين من العوام).
وقدْ قالَ الإمام الألباني - رحمهُ اللهُ - : (وقديمًا قيل : حب الظهور يقصم الظهور).
سلسلة الأحاديث الصحيحة (6/744) في التعليق على الحديث رقم (2814).
آخر تعديل بواسطة أبوعبدالله الحضرمي في السبت 16 صفر 1437هـ (28-11-2015م) 10:49 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.


كاتب الموضوع
أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

Re: البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية /أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

(الجزء العاشر)

المخالفة العشرة كثرة الكذب ، والتناقضات.

فمن هذهِ الكذبات التي صدرت من أخينا هاني بن بريك - هداهُ اللهُ - :

[1] قوله : (جاءت فتنة السرورية ولم يتكلم إلا شيخنا مقبل رحمه الله)
من شريط : ‘‘ حفظ الدعوة مقدم على حفظ الأشخاص ‘‘

وأقول : بلْ تكلم أيضًا الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي - رحمه الله -
وأشرطته موجودةٌ ، ومنتشرةٌ ، ومنشورةٌ ، ومؤرخةٌ فقد فضحَ الفرقة السرورية ، وكشف عوارها ، وأبانَ منهجها البدعي الحزبي منذ عهد الشيخ الإمام مقبل الوادعي - رحمه الله - ، ومنذ الأيام الأُوَل لظهور الفرقة السرورية ، وما ينكر هذا إلا جاحد مكابر وانظر تأريخ كلام شيخنا العلامة محمدٍ الوصابي - رحمه الله - على الفرقة السرورية ، ودعْ الكذب ، والمغالطة يا أخانا هاني - هداكَ اللهُ -

[2] لما تكلم شيخنا الفاضل أَبُوْ عَبْدِ اللهِ عبد الرحمن بن مرعي العدني - حفظهُ الله - عن قرار الدولة بترحيل الإخوة الغرباء من دار الحديثِ بالفيوش أخرجَ الأخ هاني مقالًا في برنامج المحادثة ‘‘ الواتس آب ‘‘ قالَ فيهِ : (عبد الرحمن يشيع هذا ليتخلص منهم لأنهم لا يتابعوه على باطله ولم ينقادوا له في منعه من حضور المحاضرات في عدن فتواطأ مع الأمن لتعقبهم وأصدر قرارًا جمهوريًا من القصر الرئاسي في الفيوش).
وقالَ في شريط ‘‘ للهِ وحده ‘‘ وهوَ يتحدث عن زيارة شيخنا عبد الرحمن بن مرعي لشيخنا محمد بن عبد الوهاب الوصابي - رحمه الله - في الحديدة : (ومن هناك أتى بفتوى تسفير الغرباء وقرار الطرد لأنهم يشكلون عبئًا ثقيلًا عليهِ).
وقالَ في نفس الشريط : (صَرَّحَ صاحب الفيوش بتصريح أنه بسبب أفعال الطلاب في الآونة الأخيرة وأفعالهم الهوجاء صدرَ قرار رئاسي بتسفير الغرباء وأخذَ يترحم ، وقَدَّرَ الله ، ووو من الكلام الذي - والله - ما هو إلا تمثيلية ، وكلكم يشهد على ذلك).

وقدْ تابع أخانا أبا علي هاني بن بريك على هذهِ الكذبات ، والافتراءات ، وعلى هذا الإفك والبهتان ياسين بن علي العدني ، وناصرٌ الزيدي ، وصلاح كنتوش ، وغيرهم من الإخوة - هداهم الله -

فاتصل شيخنا عبد الرحمن بن مرعي العدني - حفظه الله ورعاه - بمحافظ محافظة لحج - آنذاك - أحمد المجيدي وأخبرهُ بما جرى ، وأنقلُ لكم كلام شيخنا عبد الرحمن كما جاءَ بصوتهِ في جلستهِ مع الإخوة الإندنوسيين ، قالَ :
(حين بلغني أنَّ بعض الإخوة كذبوني ، وقالوا لمْ يذكر هذا الأخ المحافظ ، وليسَ هناكَ توجيهات من رئاسة الجمهورية بترحيل الطلاب اتصلت على الأخ المحافظ ، وقلت : " يا أخي المحافظ أنتَ كلمتني بكذا وكذا ، وأنا كلمت الطلاب هل جرى بيننا هذا ؟ " قالَ لي : " نعم أنا كلمتك بهذا ".
قلت : " هل جرى بينك وبين الرئيس اتصال ، وكلمك بهذا ؟ " قالَ : " نعم ".
قلت : " لكن الناس الآن يكذبوني ، وأنا أطالبك بأحدِ أمرين : إما أنْ تكتب لي ورقة فيها إثبات ما جرى بيني وبينك ، ونسبة هذا الأمر إلى الرئاسة ، أوْ أَنَّكَ تحضر بنفسكَ إلى الفيوش ، وتتكلم بهذا الكلام " ، فقال : " أنا مستعد سآتيكم " ، وجاءَ المحافظ ، وتكلم بالكلام الذي سمعهُ الجميع أنها توجيهات من القيادة العليا ، وفي آخر الكلامِ قيلَ لهُ : " هل هذهِ توجيهات رئاسية ؟ " قالَ : " نعم نعم هذهِ توجيهات رئاسية " ، وكلمة المحافظ مسجلة).

وإليكم بعض ما جاءَ في كلمة محافظ محافظة لحج - آنذاك - أحمد المجيدي التي أحالَ عليها شيخنا عبد الرحمن ، قال أحمد المجيدي :
(ولا نريد أنْ نلقي بأدنى ثقل على الإخوة أبنائنا الغرباء أبناء البلدان العربية ، والإسلامية المتواجدين ، ولهذا فقد أُتُخِذَ القرار بتسجيل أسماء الشباب الوافدينَ إلينا في هذا المعهد بحسب الاستمارة التي سُلِّمَت لإدارة المعهد ، وهي مصممة من قِبَل وزارة الداخلية.
هذا الأمر لمْ يكن باختيار كما سمعت أنَّ الشيخَ عبد الرحمن العدني هو الذي أشار إلى السلطة في المحافظة بأنْ يُطَلِّعُوا الأجانب لا أُأَكِّدُ لكم لا ، ألف لا ، أنا طلبت من الشيخ عبد الرحمن العدني قبلَ أربعة أشهر تقريبًا أنْ يرفع لي أسمائكم وجوازاتكم ، ويكونوا احتياط عندنا حتى نستطيع نتلمس همومكم ومشاكلكم ، ولمْ يرفع لي حتى اليوم اعتقادًا منه أنَّا نحنُ نريد أن نُرَحِّلَكُم ، لكن الآن جاء وقت الترحيل حرصًا منَّا عليكم ، وليسَ كما كَتَبَت بعضُ الصحف أَوْ تَحَدَّث بعضُ الناس أنَّ طُلُوْعَكُم من هذا المعهد ، وإعادتكم إلى بلدانكم لأنكم إرهابيين !
إذا كنتم إرهابيين فأولكم سيكون الشيخ عبد الرحمن هوَ القائم عليكم ومن معه من الأساتذة ، والمشايخ ، والعلماء ، لكن هذا لا وألف لا ، لا يوجد هذا ، حرصًا منَّا عليكم أبناءي وبناتي أنْ تذهبوا إلى بلدكم معززين ، ومُكَرَّمِين ، وبعيدين عن أي شبه).

وقال أيضًا في نفس الكلمة : (إنَّ ما اُتُّخِذَ من قرار بترحيل الإخوة الغرباء المغتربين لا علاقة لهُ بكلمة الإرهاب إنما هو حرص منَّا عليكم ، ولأنكم في بلدنا ضيوفًا علينا يهمنا أَمْنَكُم أولًا وقبل كل شيء لأننا نعلم علم اليقين ما إذا حصلَ أي مكروه لأي شخص منكم من قِبَل أي جهة مذهبية ، أو سياسية ، أوْ غيرِ ذلك هذا شيء خطير نعتبره ، ولا يشرفنا.
وعندما تستقر الأمور وتتطبع الأوضاع في بلادنا فهي بلدكم أهلًا وسهلًا بكم ، أكرر عندما تتطبع الأوضاع في بلادنا وتستعيد الأمور إلى عافيتها أهلًا وسهلًا بكم على الرحبِ والسعة).

وقالَ في ختام كلمتهِ : (وإذا كانَ هناكَ من أسئلة ، أوْ أي شيء تروه مستعدين أنْ نستمع إليكم ونرد على أسئلتكم).

فسألهُ سائلٌ : (هل هذا القرار على جميع الغرباء في اليمن ، وهل هو من الرئيس ؟)
فأجابَ قائلًا : (إيوة نعم نعم في صنعاء تم ترحيل أربع مائة شخص الآن موجودين ، والباقين في طريقهم إلى الترحيل).

وسُئِلَ كذلكَ : (هل هذا القرار رئاسي ؟ هل هي توجيهات رئاسية ؟).
فأجابَ قائلًا : (نعم توجيهات رئاسية ، نعم نعم توجيهات رئاسية).

وكذلكَ سُئِلَ : (هل هي للأجانب في الفيوش أم للأجانب بشكل عام ؟).
فأجابَ قائلًا : (للأجانب المتواجدين في اليمن سواء كان في المراكز ، أو غير المراكز).

وهذهِ الكلمة مسجلةٌ ، ومنشورةٌ في موقع علماء ومشايخ الدعوة السلفية في اليمن ، وفي الشبكة السلفية ، وفي صفحة تسجيلات دار الحديث بالفيوش بـــموقع (الفايس بوك) فانظروها هناك ، وقد ألقاها أحمد المجيدي في دار الحديث بالفيوش أمام الغرباء في 24 محرم 1436 هــــ.

وأحمد المجيدي كان محافظ محافظة لحج - آنذاك - ، ويمثل ولي أمرنا فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي - حفظه الله - ، وكان على تواصل مستمر مع رئيس الجمهورية.
ولكن لمْ يتوقف هاني بن بريك ، وأعوانه عن الطعن في شيخنا عبد الرحمن ، واتهامه بالكذب ، بلْ استمروا في الطعنِ ، والتشويهِ ، والافتراء ، والظلم ، والبهتان ، وتأليب الغرباء على شيخهم ، وتنفيرهم عنهُ بشتى الطُرُق ، والوسائل.
وبعد أنْ قالَ هاني ما قالهُ من كذبٍ ، وافتراء ، وزورٍ ، وبهتان على شيخنا عبد الرحمن وأنه :
1/ تواطأ مع الأمن لتعقبهم وأصدر قرارًا جمهوريًا من القصر الرئاسي في الفيوش !
2/ ومن عند الشيخ الوصابي - رحمهُ الله - أتى بفتوى تسفير الغرباء ، وقرار الطرد لأنهم يشكلون عبئًا ثقيلًا عليهِ !
3/ جاءَ بتمثيلية !
وبعد هذا الكذب المصطنع ، والافتراء قال هاني بن بريك متحدثًا عن محافظ لحج السابق أحمد المجيدي في شريط ‘‘ للهِ وحده ‘‘ مناقضًا لنفسهِ ، ومضطربًا بعد أنْ دعا إلى المباهلة في أول الشريط : (فقالَ لنا بالحرف الواحد : " أما أمر التسفير فإنهُ من قبل ما يزيد عن ثلاثة أشهر - هكذا قال - وقد أرسلنا لعبد الرحمن بأنْ يجمعَ لنا الكشوفات لا غير ولمْ يأتِ بها حتى اليوم ") ثُمَّ عَلَّقَ هاني على كلام المجيدي قائلًا : (الشاهد أنَّ الأمر كانَ - إنْ صحَّ أنَّ هناك أمر - كانَ من قبل أربعة أشهر) !

أقول لأخينا هاني - ألهمهُ اللهُ رشدهُ - : اتقِ اللهَ يا رجل ، فأنتَ في نفس الشريط مرةً تُجْزِم بأنَّ الشيخَ عبد الرحمن هو من أتى بقرار ترحيل الغرباء من عنده ، وتقسم باللهِ على ذلك ، وتدعو إلى المباهلة ! على كل ما قلتهُ في شريطك ، ثُمَّ تأتي مرةً أخرى تتكلم في نفسِ الشريط بصيغة المشكك المتردد في صحة ما رميتَ بهِ الشيخ عبد الرحمن من تهمة ، وتقول : (الشاهد أنَّ الأمرَ كان - إنْ صحَّ أنَّ هناك أمر - كانَ من قبل أربعة أشهر) !

[3] قال الأخ هاني بن بريك - هداني الله وإياه - في شريط ‘‘ للهِ وحده ‘‘ :
(ثُمَّ يقول في كلامه : " بسبب ارتباطهم بمن يحرض للجهاد " ، فأراد أنْ يلبسني أنا ، ويلبس إخواني الغرباء ، ويتقرب بنا إلى الأمن أننا دعاة إلى فكر القاعدة).

أقول : عندما تكلم شَيْخُنَا عَبْدُ الرَّحْمنِ الْعَدَنِيُّ - حفظه الله - في الدرس العام كانَ كلامه واضحًا ، ولَمْ يقصد رمي هاني بن بريك ، ومن حضرَ محاضراته من الإخوة الغرباء بتهمة الإرهاب ، والانتماء لتنظيم القاعدة مطلقًا.
فالأمر بخلاف ما صَوَّرَهُ أخونا هاني للناسِ ، فخلاصة الأمر أنَّ الأوضاع الأمنية في محافظتي لحج ، وعدن كانت متأزمة جدًا ، وكانَ الأخ هاني في تلك الأيام يُحَرِّض الناس على قتال الحوثيين ، في الوقت الذي كانَ فيهِ ولي أمرنا الرئيس عبد ربه منصور هادي - حفظهُ اللهُ - ما زالَ في العاصمة صنعاء ، ولم يدعُ بعد للنفير.
وكانَ خروجَ الإخوة الغرباء من دار الحديث بالفيوش بمحافظة لحج لحضور محاضرات أخينا هاني بن بريك التي يلقيها في محافظة عدن ملفتًا للنظر ، وبأعدادٍ كبيرة ، مما أثارَ مخاوف الجهات الأمنية لا سيما أنَّ بعض الغرباء حينما يطلب منهم القائمونَ على نقاط التفتيش الأمنية إظهار جوازاتهم لا يظهروها ، ويقولونَ نحنُ أتينا من مركز الفيوش ، لذلك فقد كثرت شكاوى الجهات الأمنية من الإخوة الغرباء ، وقدَ نصحَ الشيخُ عبد الرحمن الإخوة الغرباء من قبل ، ومن بعد مرارًا ، وتكرارًا بتقليل الخروج من المركز ، وأنْ لا يخرجوا إلا لأمرٍ مُلِح ، وضرورة كعلاجٍ ، أوْ معاملةٍ ، أو غيرها من الأمور الضرورية ، وأنْ يأخذوا الإذن من الشيخ قبل الخروج ، وأنْ يبرزوا جوازات سفرهم للقائمينَ على نقاطِ التفتيش الأمنية إنْ طالبوهم بذلك ، ولكن قَلَّ من سمعَ النصح منهم بلْ بعضهم كان يقول : (سنخرجُ إلى عدن رغم أنف عبد الرحمن) !
وبعضهم كان رجال الأمن يمنعونهم من عبور نقطة التفتيش ، فيتحدى رجال الأمن ويمشي راجلًا إلى عدن ! مما أثارَ مخاوفَ الجهات الأمنية أكثر ، وأكثر من ذي قبل.
لهذا الأمر ، وغيره من الأمور السابقة جاءت التوجيهات العليا التي نقلها محافظ لحج - آنذاك - أحمد المجيدي لشيخنا عبد الرحمن عبر الهاتف ، وطلبَ منه إخبار الإخوة الغرباء بها فتكلم شيخنا عبد الرحمن في الدرس العام ، وكانَ مما قالهُ :
(فلا يخفى عليكم ما تَمُرُّ بهِ البلاد من هذهِ الأمور العصيبة ، والأحداث الجسيمة ، ومحافظة على سلامةِ المركز ، وسلامةِ ساكنيهِ ، وقاطنيهِ ، والمنتسبينَ إليهِ لا سيما إخواننا الغرباء ، وما يَتَرَقَّبُهُ الناسُ في هذهِ الأيام القادمة من أحداث اتخذت الحكومة برئاسة الأخ رئيس الجمهورية ، ومَعِيَّة وزيري الدفاعِ ، والداخلية قرارًا بإخراج الإخوة جميعًا من المركز.
ولا شَكَّ أنَّ لتصرفاتِ كثيرٍ من إخواننا الغرباء في الآونةِ الأخيرة دورٌ كبير في اتخاذِ هذا القَرَار ، فنقول : قَدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعل.
ارتباطهم بمن يدعو إلى الجهاد ، والقتال ، وتصرفات كثيرٍ منهم الهوجاء كانت سببًا عظيمًا لاتخاذِ الحكومة لهذا القرار ، وسيطال هذا القرار أيضًا أُناسًا من الغرباء في صنعاء ، وفي غيرها على ما أخبرنا بهِ الأَخُ المحافظ.
فإنْ كانَ هذا قرار ولي الأمر ، ولا شَكَّ أنهُ أخذَ وقتًا في دراستهِ نحنُ لا نشعر ما أعطونا إلا الخلاصة.
نحنُ نتعامل مع بعض المسؤولين في المحافظة فأخبرونا أنَّ قضية المركز ، وقضية الطلابِ عمومًا ، والغرباء على وجهِ الخصوص يعني بيدِ رئيس الجمهورية حفظهُ اللهُ تعالى ، وأخبرونا البارحة ، وعَزَّزُوْا الكلامَ في هذا اليوم أنهُ قَدْ تَمَّ اتخاذ قرار برحيلِ الإخوة الغرباء لسلامةِ هؤلاءِ الغرباء من الفِتَن المرتقبة.
وأيضًا حقيقةً لا أُخْفِي عليكم لتصرفات كثيرٍ من الغرباء العَوْجَاء التي مارسوها في الآونةِ الأخيرة كانَ لها سببٌ كبير لاتخاذ الحكومة لهذا القرار).
والكلمة مسجلةٌ ، ومنشورةٌ في الإنترنت.

فشيخنا عبد الرحمن كلمتهُ واضحةٌ جدًا ، ولمْ يتهم الإخوة الغرباء بالإرهاب أبدًا ، ولا الانتماء لتنظيم القاعدة أبدًا ، وإنما عنى بكلامِهِ ارتباط الغرباء بالأخ هاني بن بريك هذا الذي عناهُ ، وكلامه واضح.
فوجدها الأخ هاني فرصةً سانحةً لتأليب الغرباء أكثر من ذي قبل على شيخهم عبد الرحمن ، وإظهاره أمامهم بمظهر الباغي الظالم المجرم المفتري.
مع أنَّ أخانا أبا علي - أصلحهُ الله - هو الذي الذي تسبب بتأزيمِ الأمورِ ، وتأجيج الخلاف ، وإيغار صدور الغرباء على شيخهم فَحَصَلَ ما حصل ، فالأخ هاني تسببَ في فتنةٍ كبيرة منذُ أنْ جاءَ إلى اليمن وبدأ حربه الشرسة على علماء الدعوة السلفية باليمن ، وأعانهُ على حربهِ بعض طلاب العلم في عدن.

ومع هذا فقد فَوَّتَ شيخنا عبد الرحمن الفرصةَ على أخينا هاني للصيدِ في الماءِ العَكِر فقالَ في كلمةٍ أخرى لهُ في الدرسِ العام :
( " من يدعو إلى الجهادِ والقتال " قالوا - أي الإخوة الغرباء - : " هذهِ الكلمة أوهمت أننا منتسبونَ إلى جماعةِ القاعدة ، أَوْ إلى جماعاتٍ إرهابية ، ونحنُ برآءُ من ذلك " ، والجواب : نعمْ ، يعلمُ اللهُ أني أعتقدُ ذلك ، ولَمْ يَدُر في خلدي أنَّ واحدًا من هؤلاءِ الغرباء ينتمي إلى هذهِ الطرائق أَوْ أنَّ لهُ صلةٌ بهذهِ الجماعات بلْ هُم إخوةٌ بفضلِ اللهِ على الكتابِ والسنة ، وعلى منهج سلف الأمة ، ولهم ارتباطهم الوثيق بعلماءِ الأمة ، وإنما كانَ يعرفُ الحضور أنَّ المقصود ارتباطهم بالأخ هاني بن بريك الذي يدعو إلى قتال وجهادِ الحوثيين ، ولا شَكَّ أنهُ يستند في هذا إلى فتاوى لكبار علماء الأمة ، وهم ما أرادوا بذلكَ إلا نصرة الدين ، والدعوة ، والذب عن حياض الدين لا نشك في ذلك).

وفي هذهِ الكلمة أيضًا بَيَّنَ شيخنا عبد الرحمن وجهة نظر علماء أهل السنة باليمن من عدم الفتوى بالجهاد في ذلكم الوقت ، والكلمة كاملة مسجلة ومنشورة بالإنترنت.

ومع هذا البيان الكافي الوافي الشافي كان الواجب على أخينا هاني أنْ يكفَ لسانه عن اتهام شيخنا عبد الرحمن بما اتهمه بهِ من تهمةٍ باطلة ، وهي أنهُ ألصقَ بهِ ، وبالغرباء تهمة الانتماء لتنظيم القاعدة ! وكانَ عليهِ أنْ يستسمحَ من الشيخ عبد الرحمن عن رميهِ لهُ بهذهِ الفرية ، ولكن كانَ ماذا ؟
استمر الأخ هاني - عفا اللهُ عنهُ - على ما هو عليهِ من الإفك ، والبهتان ، والظلم فقالَ في شريط : ‘‘ للهِ وحده ‘‘ : (ثُمَّ يأتي الآن ، ويقول : " لمْ أقصد ، ولمْ يدر في خلدي أنهُ سَيُوَجَّهُ لهم تهمة القاعدة " سبحانَ الله ! على مَنْ ؟ يا أخي لا يقبلها مغفل فضلًا عن طالبِ علم يحترم عقله ، ما يعمله إنسان عامي فضلًا عن إنسان يَدَّعِي العلم).

ومن مغالطات أخينا هاني ، وتقليبهِ للحقائق قوله :
(ولما اشتد أمر الغرباء ، وظهر التآمر عليهم استأذنت مشايخنا في إلقاءِ كلمة خاصة لطلاب العلم لكشف الحقائق وكانت كلمة ‘‘ للهِ وحده‘‘ والتي عَرَّفها البعض بـــ ‘‘ كشف الحقائق ‘‘ ، وفي نفس اليوم قبيل الكلمة بدأ ابن مرعي يعمل خط رجعة لهُ حيث أثنى عَلَيَّ في كلمة عامة ، وأنهُ لا يقصد رمينا بتهمة القاعدة ، وقال إني مرتبط بالعلماء الكبار ، وأنقل كلامهم).
المصدر : مقال لهُ بعنوان ‘‘ مرة أخرى مع عبد الباسط العدني ‘‘.

أقول : لا تهول الأمرَ وتُضَخِّمهُ يا أبا علي - أصلحك الله - فشيخنا عبد الرحمن لم يثن عليك ، ولمْ يعمل لهُ خط رجعة ، ولا أي شيء من هذا الهُراء الذي تقوله ! بلْ قالَ هذا الكلام لدفع تهمة الانتماء لتنظيم القاعدة عنكَ ، وعن الإخوة الغرباء ، فَبَيَّن أنك في دعوتك لقتال الحوثيين مستند لفتوى من كبار العلماء ومرتبط بهم في تلك الفتوى فقط حتى لا يتوهم متوهم أنك مرتبط بعلماء تنظيم القاعدة.
هذا ما أرادهُ الشيخ عبد الرحمن فقط فهوَ ما أثنى عليك ، ولا زكاك بلْ بَيَّنَ ، ووَضَّحَ الحقيقة فقط فلا تغالط يا أبا علي.

[4] قوله في رده على أخينا عبد الباسط العدني : (أما قوله : " وأقوالي في مسألة الخروج على الحاكم المسلم " فقد بينت كذب هذا علي وأني لم أقل بهذا أبدًا).

أقول : بلْ للأسف الشديد أنت الذي كَذَبْتَ يا أبا علي فأنتَ من قلتَ في كلمةٍ مسجلة : (لأنَّ الخروجَ بدون مقدرة وبدون استطاعة يفضي إلى ما نحنُ فيهِ الآن).
وقلتَ أيضًا : (هيَ معاصي عليه لكن نحن اللي جريناه إليها لما خرجنا عليه وما عندنا المقدرة).

[5] ومن كذبات أخينا هاني - أصلحهُ اللهُ وهداه - قوله عن فضيلة الشيخ أبي ذر عبد العزيز البرعي : (لقد عرفت البرعي من سنين طويلة ، صاحب مكر وحيل ولؤم شديد).
وقال أيضًا : (ووالله يمين أسأل عنها أمام الله إن البرعي مفلس من علم الفتوى ، وما عنده إلا الهنجمة والكلام الصحفي الملفق الذي يظنه الجاهل علمًا).
وقالَ أيضًا : (وهو أهزلهم علميًا ما عنده غير التنطع والتشدق بالعبارات ومن خبره وجربه عرف هزله العلمي).

أقولُ : أنسيتَ يا أبا علي قولك في الشيخ عبد العزيز البرعي : (لست محتاجًا لأعرف بفضل ومكانة الشيخ الكريم أبي ذر عبد العزيز بن يحيى البرعي فمكانته معلومة وفضله معروف ، وسابقته لا يجحدها إلا مكابر) ؟
، وقولك فيهِ أيضًا : (وكان يشدني إليه بفصاحته وجودة بيانه مع ثقته بنفسه التي لا يعتريها زهو وغرور ، وتمرسه في الوعظ والإرشاد ، مع ما حبي به من دماثة خلق وخصال كريمة وسمات حميدة) ؟ وأنكَ تعرف هذا فيهِ منذ عام 1411 هــــــ ؟!
فالسؤال هنا : هل كانَ الشيخ عبد العزيز البرعي يشدك إليه بفصاحتهِ وجودة بيانهِ ، وتمرسهِ في الوعظ والإرشاد ، وبفضلهِ المعروف ، ومكانتهِ المعلومة ، وسابقتهِ التي لا يجحدها إلا مكابر ؟! أم بـــــ بمكرهِ ، وحِيَلِهِ ، ولؤمهِ الشديد ، وهنجمتهِ ، وكلامهِ الصحفي ، وإفلاسهِ من علم الفتوى ، وشقشقتهِ ، وتشدقه بالكلام ؟!
والعجيب أنك تعرف كل هذهِ الصفات الحميدة فيهِ ، ونقيضها من الصفات السيئة من سنوات ! فكيف يمكن الجمع بين هذهِ ، وتلك ؟! أخبرني باللهِ عليكَ.
ولكن لا تتعجب أخي القارئ فإنَّ أخانا أبا علي متشبعٌ بما لم يعط.
وإليك أخي القارئ مكانة ، ومنزلة الشيخ عبد العزيز البرعي عند شيخه ، ومعلمه ومربيه ، وأستاذه الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - مُحَدِّث الديار اليمنية ، ودعكَ من تعديل ! هاني ، وتجريحه ! فهوَ جاهلٌ في علم الجرح والتعديل ، وما يعرف ضوابط الجرح والتعديل ، وغير مؤهلٍ للجرح والتعديل ، وفاقد الشيء لا يعطيه.
فإنَّ الجرحَ عندَ أخينا هاني هو أن ينزل قاموسًا من الشتائم ، والألفاظ البذيئة على مَن لَم يرض عنهُ ، ولمْ يوافقه على باطلهِ ، وإنَّ التعديلَ عندهُ هو أنْ ينزل قاموسًا من التزكيات ، والثناء العطر ، والتضخيم المبالغ فيه على من وافقهُ على باطلهِ ، أو سكتَ عن مخالفتهِ ، أو على من يحاول أخونا هاني أن يكسبه في صفه فيستميله إليهِ بتلقيبهِ بـــــــ : ( فضيلة الشيخ) وإنْ كانَ ليسَ من ذوي الحصيلة لعلمية القوية ، وليس مستفيدًا أو مبرزًا في العلم الشرعي كعبد الله الريني " الحجوري منهجًا ".
معشر القراء لنتركَ هاني قليلًا ونقرأ ما قاله الإمام مقبل الوادعي - رحمه الله - في تلميذهِ الشيخ عبد العزيز البرعي فمما قالهُ :
1/ (الشيخ عبد العزيز لعل بعضكم لا يعرفه مبرز في علم السنة فقيه عنده استنباطات عظيمة ، ويأتي ويسألني عن بعض المسائل يحيرني فيها ، وعنده حكمة في الدعوة فبحمد الله استطاع أن يستميل إليه الشباب الذين ما تستبعدهم المادة ، والدروس عنده في مركزه على استمرار).
‘‘ تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب ‘‘
2/ (والأخ عبد العزيز البرعي وهو رجل محنك ، وقد تركَ الحزبيين في دوامة منذ أن نزلَ إلى مفرق حبيش ، وقد انتشرت بسبهِ سننٌ كثيرة). ‘‘ تحفة المجيب ‘‘
3/ (فقد خنقَ الحزبيين ، وتركهم كأنهم مصلوبون). ‘‘ تحفة المجيب ‘‘
4/ (وبحمد الله الأخ عبد العزيز مقبل على العلم وأعطاه الله فهمًا وذكاءً).
‘‘ تحفة المجيب ٌ‘‘
5/ وقال في معرض كلامهِ على كتابٍ لأبي محمد المقدسي :
(وأنا ما لدي وقت ، فأعطيته الأخ الناقد البصير عبد العزيز البرعي ، وبيَّنَ ما فيه من الخطأ نصحًا للهِ سبحانهُ وتعالى).
‘‘ مشاهداتي في المملكة العربية السعودية ‘‘
فهذهِ مقتطفات يسيرة جدًا من ثناء الإمام مقبل الوادعي على تلميذهِ عبد العزيز البرعي فَتَنَحَّ جانبًا يا أخانا هاني واعرف قدر نفسك ، وقدر العلماء.

[6] ومن كذباتِ أخينا هاني قوله عن الشيخ عبد الرحمن العدني ، وعن الذين يدافعون عنهُ : (وإن تعجب فعجبًا لمن يتابع هؤلاء فلم يبق إلا وسخ الدنيا وحطامها الفاني ، وإلا قد كشف الغطاء ، فقبح الله صنيعكم يا من تابعتم وأسلمتم زمامكم وخطامكم لمثل هؤلاء المرتزقة باسم الدين والمراكز العلمية ، ولكن لا عجب فأنتم على شاكلتهم مرتزقة والطيور على أشكالها تقع).

فهنا لمْ يكذب الأخ هاني على واحدٍ أو اثنين أو ثلاثة بلْ على آلاف السلفيين.
فما أعظمها من فرية !

[7] ومن كذباتهِ التي بلغت الآفاق قولهِ عن ثمانية علماء من علماء أهل السنة والجماعة باليمن ، وعلى رأسهم الوالد الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي - رحمه الله - : (فما كان الرد من أولئك المُرْسِلِين إلا أن أصدروا بيانًا سياسيًا وليس شرعيا ، بيانًا من دهاليز المؤتمر حزب المخلوع يُحَذِّرُونَ فيهِ مني أنا مُحَدِّثُكُم هاني بن بريك واصفًا لي بمثيرِ الفتن كُلُّ ذلك لرفضنا التبعية لهم).

أقول : يا أخانا هاني - أصلحكَ اللهُ - هل تَرَبَّى هؤلاء العلماء ، وتتملذوا على يد شيخهم الإمام العلامة مقبل الوادعي - رحمهُ الله - في دار الحديث بدماج أم على يد المخلوع علي عبد الله صالح في مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بمنطقة الحَصَبَة بالعاصمة صنعاء ؟!
وهل نحنُ مغفلون ، وحمقى حتى تريد منا أنْ نصدقك فيما قلته ؟!
قال الإمامُ أحمد بن حنبل - رحمه الله - : (كل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتى يتبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه).
‘‘ تهذيب التهذيب ‘‘ 7/273.
فما هو دليلك على أنَّ هؤلاء العلماء أتوا ببيانهم من دهاليز حزب المؤتمر ؟
إنما حَذَّرُوْا منكَ في بيانهم قمعًا لفتنتك حتى لا يقع أهل السنة فيها ، ويتابعوكَ عليها ، لا لأنكَ رفضت التبعية لهم كما حاولتَ أنْ تُلَبِّس على السامعينَ.

[8] ومن كذبات ، وتناقضات أخينا هاني - بصره الله بعيوبه - تلونه في قضية التصوير لما ظهر في صورةٍ تذكارية مع اثنين من الحزبيين في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة شرورة السعودية ، أحدهما عبد الله القاحلي أحد منتسبي هذهِ الجمعية ، وهو أيضًا عضوٌ في جمعية الإحسان اليمنية القطبية السرورية ، والآخر هو مبخوت بن سعيد الصيعري مدير الشؤون التعليمية.
وعندما أنكرَ عليهِ أخونا عبد الباسط ظهوره في هذهِ الصورة التذكارية ، مع علمه بأدلة تحريم تصوير ذوات الأرواح قالَ الأخ هاني في الرد عليهِ : (وأمَّا الصور الملتقطة لي فكانت في دورة علمية لتأهيل معلمي حلقات التحفيظ في مساجد المحافظة فهم يرون جواز التصوير ، والأمر عندهم واسع ولا يمكن أن أحملهم على رأي فقهي هم يرون خلافه ولهم فيه سلف من العلماء عليه.
والقوم عندما أعجزتهم الحيلة لجؤوا إلى الكذب ، وكثير منهم يكذب ولا يخاف الله).

أقول لأخينا الصادق ! الذي يخاف الله هاني بن بريك :
هنا تحاول أنْ توهم القارئ أنكَ ترى حرمة التصوير ، وأنك ما أردتَ أن تلزمهم بالتحريم وهم يرون خلافه !

أقول :
أولًا : هل هذا مسوغ لك لأن توجه وجهك تجاه الكاميرا وقد ظهر عليك التبسم والقبول والرضى بتصوير صاحب الكاميرا لك مع هؤلاءِ الحزبيين ، وأنتَ ترى بالتحريم ؟! و هل هذا عذر مقبول أم استخفاف بعقول الناس ؟!
ثانيًا : كيف نجمع بين قولك : (فهم يرون جواز التصوير ، والأمر عندهم واسع ولا يمكن أن أحملهم على رأي فقهي هم يرون خلافه ولهم فيه سلف من العلماء عليه) ، وبين ظهورك في أحد المواقع في عدن أثناء الحرب وأنت قدْ وجَّهْتَ وجهكَ تجاه عدسة الكاميرا ، هل ستتعذر بنفس العذر ؟! ، وأيضًا تصويرك عندما قمتَ بزيارة جرحى الحرب في الأردن ، وأحد المرضى غطى على وجهه بيده حتى لا يُرى بالصورة فهل الأمر واسع عند هذا المريض أيضًا ؟ بل العكس صحيح ! فالأمر الواسع هو عندك أنتَ يا أبا علي بدليل أنَّ ذلك المريض كان فيما ظهرَ بهِ في الصورة منزعجًا ، وغير راضٍ بتصويرهِ ، وأنتَ الابتسامة لا تفارق شفتيك !
فهلْ نقول فيك الآن : (والقوم عندما أعجزتهم الحيلة لجؤوا إلى الكذب ، وكثير منهم يكذب ولا يخاف الله).

[9] ومن كذبات أخينا هاني قوله عن فضيلة الشيخ عبد الرحمن العدني : (وأعنت عليهم السقاف والمجيدي الذي تبين للجميع تحوثهما).

أقول : قد كفيتنا أنتَ المؤنة في تكذيب نفسك يا أبا علي ، فأنتَ القائل في شريط ‘‘ للهِ وحده ‘‘ عن محافظ لحج - آنذاك - أحمد المجيدي : (وجدناهُ رجلًا قمة في الأخلاق ، وقمة في الأدب ، وقمة في التواضع).
وقلتَ فيهِ أيضًا في نفس الشريط : (ففزعَ جزاهُ الله خيرًا لما عندهُ من دين).
فكيف تتهم رجلًا هو عندك صاحب دين ، وقمة في الأخلاق ، والأدب ، والتواضع بأنه متحوث ؟! أَلِأَجل أنْ تطعن بالعمالة بالشيخ عبد الرحمن فقط ؟!
فإنْ قلتَ : (كنتُ محسنًا بهِ الظن ولمْ أعلم أنه متحوثٌ إلا فيما بعد) ! قلنا لك : (ومِنْ أينَ لشيخنا عبد الرحمن أين يعلم بتحوث أحمد المجيدي - حسب زعمك - ، وهو لا يعلم الغيب) ؟ فكيف تريد أنْ تخرج نفسكَ من الورطة وتقحم بها غيرك.

[10] ومن تناقضات أخينا هاني ، وعجائبه ! وغرائبهِ تحذيره من جميع علماء أهل السنة باليمن ، ومن الدراسة في مراكزهم ، ومن الأخذ منهم تحت ذريعة الغيرة على المنهج السلفي ، ومع هذا يُجَوِّز من الأخذ من علم الزمخشري ، والجاحظ الضالين !
قالَ الأخ هاني - ألهمهُ اللهُ رشدهُ - في درسٍ لهُ في مسجد الأنصار بعدن :
(الزمخشري إمام في اللغة فيؤخذ منُ الشيء الذي أجادَ فيهِ ولا حَرَج في ذلك ، ومن هنا نعلم أنَّ الإنسانَ لَوْ نقلَ من أهلِ الاختصاص ما هم مختصونَ بهِ ، وإنْ كانوا قد أبعدوا الطريق في جوانب العقيدة).
وقال أيضًا في نفس الدرس : (وهذهِ جادة أهل العلم ، ولهذا نجد من الخطأ أنْ يأتي شخص يستدرك على طالبِ علمٍ أَوْ عالم يقول : " استشهد بكلام للجاحظ وهو معتزلي أو استشهد بكلام للزمخشري وهو معتزلي ").

أقول : انظروا أيه العقلاء إلى قول الإمام الذهبي - رحمهُ اللهُ - عن الجاحظ :
(كانَ ماجنًا قليل الدين) (ليس بثقة ولا مأمون).
‘‘ سير أعلام النبلاء ‘‘ 22/135.
وقال فيهِ ابن حزم - رحمهُ اللهُ - :
(وكانَ كذابًا على اللهِ ، وعلى رسولهِ ، وعلى الناس).
‘‘ الملل والنحل ‘‘
وأمَّا الزمخشري فقد قالَ فيهِ الإمامُ الذهبيُ - رحمهُ اللهُ - :
(داعية إلى الاعتزال - أجارنا الله - فكن حذرًا من كشافه).
‘‘ ميزان الاعتدال ‘‘ 4/78.
وقالَ فيهِ شيخُ الإسلامِ ابن تيمية - رحمهُ اللهُ - :
(وأما الزمخشري فتفسيره محشو بالبدعة ، وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن).
‘‘ مجموع الفتاوى ‘‘ 13/386.
وقال الإمامُ مقبلٌ الوادعيُ - رحمهُ اللهُ - :
(الزمخشري يُعْتَبَر حاطب ليل).
‘‘ المقترح ‘‘ صــــــ 128.
وقالَ الإمامُ محمد أمان الجامي - رحمهُ اللهُ - :
(وهذا كثير عند المنحرفين خصوصًا الذين تمكنوا من اللغة قدْ يغالطوا الناس مستغلين تمكنهم من اللغة وفي مقدمتهم الزمخشري متمكن من اللغة العربية فيغالط كثيرًا تأييدًا لمذهبه المنحرف الاعتزال).
‘‘ شرح العقيدة التدمرية ‘‘ 2/245.
فانظروا أيه المنصفون إلى قول هاني في الزمخشري المعتزلي :
(الزمخشري إمام في اللغة فيؤخذ منُ الشيء الذي أجادَ فيهِ ولا حَرَج في ذلك).
وقارنوا بين ذلكَ القول ، وقولهِ في العلامة السلفي محمدٍ الوصابي - رحمهُ اللهُ - :
(لا أنصح به ولا الرجوع إليه ولا النقل عنه) !!
فحامل راية الجرح والتعديل ! في اليمن هاني بن بريك ينصح بالأخذ من الزمخشري المعتزلي الضال المضل فيما أجادَ فيهِ من العلوم ، ولا ينكر على من يستشهد بكلامٍ للجاحظ الماجن الخبيث الذي يكذب على الله - سبحانهُ وتعالى - ، وعلى رسولهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم ، وعلى الناس ! لَكِنَّهُ لا ينصح بالأخذِ من العلامة الوصابي !

[11] ومن تناقضات أخينا هاني بن بريك - أصلحهُ الله وهداهُ - مسألة الجهاد ! فهو الذي أكثر من وصف علماء أهل السنة والجماعة باليمن بالمخذلة ، وبعملاء الحوثة ، والمخلوع ! ، وبأنهم أصحاب انبطاح وانسداح ! كما مَرَّ معنا ، واليوم بعد أنْ نصرَ اللهُ - سبحانهُ وتعالى - أهلَ عدن ، وما حولها على الحوثيين ، والعفاشيين ، وسَخَّرَ لهم دول التحالف العربي بما معها من إمكانيات عسكرية ، ومادية هائلة يأتي الأخ هاني بتصريحٍ عجيبٍ غريب ، ويظهر بمقطع فيديو يقولُ فيهِ :
(لقد قطعتُ عهدًا في أولِ الأمر لطالما كررتهُ في جهادنا ودفعنا للبغاة أنني لا أطمعُ في منصبٍ ولا جاه ، وأنَّ هَمِّي هو دفع العدوان ، وأنَّ همي هو دفع هذا العدوان الغاشم ، وأنهُ بمجردِ تحقق ذلك سأعودُ إلى مسجدي ، ومنبري ، وكرسي التعليم).
وقال أيضًا في نفس المقطع : (وفي الأخير أقولُ للجميع حانَ لي أنْ أَفِي بما وعدت بعودةٍ للمسجد ، ولحياتي السابقة من دعوةٍ ، وتعليمٍ ، وإرشاد).
فهو يُخْبِر أنه سيتوقف عن الجهاد لطالما تم دفع العدوان عن عدن ، وما حولها ، وأنه سيتفرغ لكرسي التعليم ! في مسجده.
ولكنه كعادته لم يتفرغ لكرسي التعليم في مسجده بلْ أكثر من السفريات للخارج كعادتهِ ، وقد توقف عن الجهاد وكأنَّ العدوان قد انتهى ، وكأنَّ اليمن بأَسْرِها قد انتصرت على الحوثة ، وقوات المخلوع !
ألمْ ينظر إلى ما حَلَّ بمحافظة تعز من دمار ، وحصار ، وقتل ، وجرح ، وتشريد ، ونكبات ألا يحتاج أهل تعز إلى النصرة ، والمعاونة أمْ أنَّ الجهادَ مقتصرٌ فقط على عدن ، وما حولها ؟!
بلْ بعد كلامك هذا عَزَفَ كثيرٌ من أتباعك ، والمتعصبينَ لك عن القتال ، وانصرفوا إلى التجارة ، وإلى غيرها من أمور الدنيا ، وما ذهبَ لفك الحصار عن محافظة تعز إلا قلة قليلة فقط ! أليسَ هذا الفعل منك يعتبر من التخذيل أم ماذا أجبني ؟!
ثُمَّ بعدَ ذلك رأينا منشورًا لأخينا هاني كتبهُ بصفحتهِ الشخصية بموقع ‘‘ تويتر ‘‘ قالَ فيهِ : (لنْ نتأخر عن عدن وأهلها ولا عن أشقاء الروح والمصير في التحالف ولو خاضوا ثبج البحر لخضناه معهم).
أقول : قوات دول التحالف العربي بمعية الجيش الوطني ، وقوات من المقاومة الشعبية الجنوبية تقاتل بشراسة في بعض مناطق محافظة تعز في محاولة لفك الحصار ، ودفع عدوان المليشيات الحوثية ، والعفاشية ، وما زالت المعارك مستمرة ، وقد خاضت البوارج البحرية لقوات التحالف العربي البحرَ ، وأمطرت الحوثة والعفاشيين وابلًا من الصواريخ المحرقة في مدينة المخا ، وساحل باب المندب ، فأينَ أنتَ أيه المجاهد البطل ! الذي لم تتفرغ حتى لمسجدك ، ومنبرك ، وكرسي التعليم كما وعدت !
وقال أيضًا في موقع ‘‘ تويتر ‘‘ : (من حشر رأسه وأنفه بعد النصر مع الأبطال وكان من المتفرجين نقول له : المعركة لم تنته فالميدان يا حميدان).
أقول : أليسَ أنتَ الآن من المتفرجين على ما يحدث من مجازر وحشية في محافظة تعز المنكوبة ، والقريبة منا ، فالمعركة لم تنته يا أخانا هاني بن بريك (فالميدان يا حميدان) - عفوًا - (فالميدان يا بُرِيْكَان) !

[12] ومن كذبات أخينا هاني - هداهُ اللهُ - قوله عن البيان الذي أصدرهُ علماء أهل السنة في اليمن في التحذير من فتنته :
(فكان الموقف سريعًا للبراءة من هاني ذلك السني المحرض ليرضي الرافضي ، ولو أدى ذلك البيان لقتل ذلك السني ، وهذا ما قالهُ لي العقلاء : " أصحاب البيان أرادوك كبشًا للفداء وقربانًا للحوثي ") !
المصدر : مقال بعنوان ‘‘ مرة أخرى مع عبد الباسط العدني ‘‘

انظروا إخواني في الله إلى تقليب هذا الرجل للحقائق ، ومحاولته جلب عواطف الناس إليه ، وأنَّ علماء أهل السنة في اليمن أرادوا من بيانهم التحذيري التقرب إلى الحوثي ! وقد بينت لكم سابقًا بالأدلة الموثقة ما فعله هاني بن بريك من إشعال الفتنة ، والحرب الكلامية على علماء أهل السنة والجماعة في اليمن ، وكانت بداية هذه الحرب الكلامية في إندنوسيا في كلمةٍ ألقاها بعنوان : ‘‘ حفظ الدعوة مقدم على حفظ الأشخاص ‘‘ ثُمَّ في اليمن أقامَ عدة محاضرات في بعض مساجد عدن كمسجد الإيمان ، ومسجد الصحابة ، ومسجد الأنصار تناول فيها علماء أهل السنة باليمن سبًا ، وشتمًا ، وتحقيرًا ، وتأليبًا عليهم ، وانتقاصًا من قدرهم ، ومكانتهم تصريحًا ، وتلميحًا.
وهذه المحاضرات كانت تُبَث مباشرة عبر إذاعة ميراث الأنبياء ، وهي منشورةٌ في ذلكم الموقع ، وهذهِ المحاضرات بعنوان : أسباب الخذلان ، أسباب التمكين ، بهذا يُهدم الدين ، دروسٌ وعِبَر ، موقف المسلم من الفتن ، معالم التجديد في دعوة الشيخ مقبل ، عوائق في طريق الدعوة إلى الحق.
ثُمَّ صدرت من أخينا هاني أشنع العبارات ، والطعونات القبيحة في علماء أهل السنة باليمن في شريطهِ : (للهِ وحده) ولم يستجب لنصح الناصحين بترك الفتنة ، والطعن ، والوقيعة في علماء أهل السنة باليمن ، فانتشرت فتنته ، وتمزقَ الصف ، وحصل التباغض ، والتهاجر لذلك كله أخرج علماء أهل السنة باليمن بيانًا تحذيريًا منه ، لا لأنهم أرادوا التقرب بهِ إلى الحوثي كما افترى عليهم ، وقَلَّب الحقائق.
ثُمَّ أرادَ أخونا أبو علي أنْ يوهمَ الناس أنَّ هذا البيانَ كادَ يتسببَ بمقتلهِ على يد الحوثيين !

أقول : يا أخانا هاني عُدْ إلى رشدك فكلامك هذا لَوْ سمعتهُ عجائز نَيْسَابُور لضحكت منهُ ، بل سَيُضْحِك الثكالى ، والأرامل كذلك.
بلْ أنتَ من صَرَّحْتَ بأنَّكَ كنتَ تتمنى ألا يطلق الحوثيون سراح الشيخ محمد الخدشي من أَسْرِهم !
قال الأخ هاني - عفا اللهُ عنهُ - : (والعجيب أنْ يكرر هذا السؤال الأرعن من أسره الحوثيون وهو حلس بيته كالعذارى في خدرهن ، إلا أنَّ العذارى يفوقونه فحاشا العذارى أن يخذلن المجاهدين في سبيل الله.
وفاداه المجاهدون بما لديهم من نتن أسرى الحوثيين ، وليتهم ما فعلوا).
من منشور له بصفحتهِ بموقع ‘‘ الفايس بوك ‘‘.
فانظروا إخواني في الله كيف يفعل الحقد والغل بصاحبهِ ، جعله يتمنى بقاء أخيه المسلم السني في أسر الرافضة الحوثيين المشركين !

وما أكثر الكذبات ، والتناقضات ، والمغالطات التي أتى بها الأخ هاني بن بريك -هداهُ اللهُ - ، ولكن نكتفي بما ذكرناه كي نظهر للناس البراهين الجلية على كذب وتناقضات هذا الرجل ، وأنهُ ساقط العدالة غير مؤتمن على دين كما لم يأتمنه كثيرٌ ممن عرفوا حالهُ على الأمور الدنيوية.

قال الإمامُ مالكُ بن أنسٍ - رحمه الله - : (لا تأخذ العلم عن أربعة وخذ عمن سوى ذلك : لا تأخذ عن سفيهٍ مُعْلِن بالسفهِ وإن كانَ أروى الناس ، ولا تأخذ عن كذابٍ يكذب في أحاديث الناس إذا جُرَّبَ ذلكَ عليهِ وإنْ كانَ لا يُتَّهَم أنْ يكذب على رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، ولا من صاحب هوى يدعو الناسَ إلى هواه ، ولا من شيخٍ لهُ فضلٌ وعبادةٌ إذا كانَ لا يعرف ما يُحَدِّث).
انظر ‘‘ الكفاية ‘‘ للخطيب البغدادي - رحمهُ الله -

قال نبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - : (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق ، حتى يدعها : إذا وعد أخلف ، وإذا حدث كذب ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر).

قالَ الحسنُ - رضي الله عنهُ - : (وأصل النفاق ، والذي بني عليه النفاق : الكذب).
‘‘ ذم الكذب ‘‘ لابن أبي الدنيا.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يقول في خطبته : (ليس فيما دون الصدق من الحديث خير ، من يكذب يفجر ، ومن يفجر يهلك).
‘‘ ذم الكذب ‘‘ لابن أبي الدنيا.

وقال ابن أبي الدنيا - رحمه الله - في ‘‘ ذم الكذب ‘‘ : حدثني أبو صالح المروزي ، قال : سمعت رافع بن أشرس ، قال : قلت لخالد بن صبيح : (أرأيت من يكذب الكذبة ، هل يسمى فاسقا ؟!) ، قال : (نعم).

وقالَ : حدثني العباس ، حدثني حسين بن حسن ، حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : سمعت أبا بكر بن عياش رحمه الله ، يقول : (إذا كذبني الرجل كذبة ، لم أقبل منه بعدها).

وقالَ : حدثني أبو صالح ، قال : سمعت رافع بن أشرس ، قال : كان يقال : (إن من عقوبة الكذاب ، أن لايقبل صدقة).

وروى الإمام البخاري - رحمه الله تعالى- أنه خرج يطلب الحديث من رجل فرآه قد هربت فرسه ، وهو يشير إليها برداء كأن فيه شعيًرا فجاءته فأخذها فقال الإمام البخاري : (أكان معك شعير ؟) فقال الرجل : (لا ، ولكن أوهمتها) ، فقال الإمام البخاري : (لا آخذ الحديث ممن يكذب على البهائم).

قلت : إذا كان الإمام البخاري رفضَ أخذ الحديث ممن يكذب على البهائم ، فكيف بأخينا هاني بن بريك الذي كذبَ على آلاف السلفييين بوصفهِ لهم بأنهم مرتزقة ، وكذب على علماء أهل السنة والجماعة بوصفه لهم بأنهم عملاء للحوثي ، والمخلوع ؟!

وقد ذكرتُ لكم الأدلة الموثقة على كذبات أخينا هاني - هداه الله -.
فعلى أخينا هاني أنْ يبادر إلى التوبة من هذهِ الكذبات ، والافتراءات ، ويطلب العفو ، والمسامحة ممن افترى عليهم ، وظلمهم ، وبهتهم.

(الجزء الحادي عشر) والأخير

الخاتمة :

في ختامِ رسالتي : (البراهين الجلية) أوجهُ بعض النصائح الأخوية لأخينا أبي علي هاني بن بريك - هداهُ اللهُ ، وردهُ إلى الحقِ ردًا جميلًا - عسى أنْ يوفقهُ الله - سبحانه وتعالى - لقبولها ، والعمل بها ، فنحن ناصحونَ لهُ ، ونحبُ لهُ الخير ، ومشفقونَ عليهِ ، وما أردنا إلا إعانته على الرجوع إلى الحق ، وحجزه ومنعه عن الظلم.

النصيحة الأولى

أنصح أخانا أبا علي - وفقهُ اللهُ لمرضاتهِ - بأنْ يتقي الله -سبحانهُ وتعالى - ويراقبه فيما يقولهُ ، ويكتبهُ فهوٌ محاسبٌ على كلامهِ ، وسيقف يوم القيامة بين يدي الله - تباركَ وتعالى - هو ، وخصومه الذين ظلمهم ، وبغى عليهم ، فليعد العدة لهذا اليوم العظيم ، وليراجع نفسه قبل فوات الأوان ، وقبل أن يأتي الأجل ، ويندم في وقت لا ينفع فيهِ الندم ، ولا تُقْبَل فيهِ التوبة.
فالإخلاص للهِ ، والعدل ، والإنصاف في نقد الأخطاء مطلوبٌ شرعًا حتى في نقدك للكافر ، حتى في نقدك للمبتدع ، حتى في نقدك للمسلم الفاسق ، ما بالك بإخوانك السلفيين السنيين ، ما بالك بالعلماء العاملينَ بالكتابِ ، والسنة على فهمِ سلفِ الأمة ، والدعاة إلى الله على بصيرة.
قال الإمام الحافظ ابن كثيرٍ - رحمهُ اللهُ - : (وقوله : {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [المائدة : 8] ، وكذا التي تشبهها في سورة النساء [الآية : 135] ، يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال ، على القريب والبعيد ، والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد ، في كل وقت ، وفي كل حال).
‘‘ تفسيرُ القرآن العظيم ‘‘.
فعلى أخينا هاني أن يبادر ، ويسارع بالتوبة إلى اللهِ - سبحانهُ وتعالى - من ظلمهِ وبغيهِ على علماء أهل السنة والجماعة ، وطلبة العلم ، والدعاة إلى اللهِ في اليمن ، ويُعْلِن توبته ، ويطلب العفو ، والمسامحة منهم ، فما قالهُ أخونا هاني فيهم ليس بالأمرِ الهَيِّن بل يُعَد من كبائر الذنوب.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء).
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : « أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ » قَالُوا : " الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ " ، فَقَالَ : « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ ».
قال الإمام العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة " ، وفي رواية : " من يأتي بحسان مثل الجبال " أي يأتي بحسنات عظيمة ، فهو عنده ثروة من الحسنات لكنه يأتي وقد شتم هذا ، وضرب هذا ، وأخذ مال هذا، وسفك دم هذا ، أي اعتدى على الناس بأنواع الاعتداء ، والناس يريدون أخذ حقهم ، ما لا يأخذونه في الدنيا يأخذونه في الآخرة ، فيقتص لهم منه ؛ فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، وهذا من حسناته بالعدل والقصاص بالحق ، فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار ، والعياذ بالله.
تنقضي حسناته ، ثواب الصلاة ينتهي، وثواب الزكاة ينتهي، وثواب الصيام ينتهي ، كل ما عنده من حسنات ينتهي ، فيؤخذ من سيئاتهم ويطرح عليه، ثم يطرح في النار، العياذ بالله.
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذا هو المفلس حقاً ، أما مفلس الدنيا فإن الدنيا تأتي وتذهب ، ربما يكون الإنسان فقيراً فيمسي غنياً ، أو بالعكس، لكن الإفلاس كل الإفلاس أن يفلس الإنسان من حسناته التي تعب عليها ، وكانت أمامه يوم القيامة يشاهدها ، ثم تؤخذ منه لفلان وفلان.
وفي هذا تحذير من العدوان على الخلق ، وأنه يجب على الإنسان أن يؤدي ما للناس في حياته قبل مماته ، حتى يكون القصاص في الدنيا مما يستطيع ، أما في الآخرة فليس هناك درهم ولا دينارٌ حتي يفدي نفسه ، ليس فيه إلا الحسنات ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم ثم طرح عليه وطرح في النار").
‘‘ شرح رياض الصالحين ‘‘.

النصيحة الثانية

أنصح أخانا هاني - أرشدهُ اللهُ لطاعته - باستخدام الرفق ، واللين ، والحكمة في نقدهِ للأخطاء التي تصدر من أهل السنة والجماعة سواء من العلماء ، أو من طلاب العلم.
قال شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - :
(وقد يخطئ الإنسان كلنا نخطئ ، ولكن العالم إذا أخطأ ما يُحارب ، ما يُحارب ، يُنْصَح بالأدب والاحترام ما أحد إلا وهو عرضة للخطأ بارك الله فيكم كلنا نخطئ.
والمطلوب من السلفيين الناصحين المخلصين هو التواضع وتوجيه النصيحة بالأدب والاحترام ، وإذا أخطأ أحدٌ منكم سواء من الطلاب بارك الله فيكم الصغار أو الكبار فَيُنْصَح باللطف ، والأُخُوَّة ، والمودة ، والمحبة بارك الله فيكم ، ما تقوم الصراعات ، والمهاترات فهي ليست طريقة أهل السنة.
طريقة أهل السنة فيها الحكمة فيها الحلم فيها التآخي فيها التلاحم.
عليكم بمنهج السلف والتزموه بارك الله فيكم في عقائدكم ، وأخلاقكم ، ومعاملاتكم ، ومنها احترام العلماء والاستفادة منهم).
‘‘ كلمة توجيهية لطلاب العلم بالرياض ‘‘ ألقاها الشيخ عبر الهاتف بعد صلاة العشاء ليلة الاثنين 4 صفر 1437 هـــــ.
قال الله - سبحانهُ وتعالى - : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
قال الإمام السعدي - رحمه الله - : (أي : برحمة الله لك ولأصحابك ، منَّ الله عليك أن ألنَتَ لهم جانبك ، وخفضت لهم جناحك ، وترققت عليهم ، وحسنت لهم خلقك ، فاجتمعوا عليك وأحبوك ، وامتثلوا أمرك.
{ولو كنت فظا} أي : سيئ الخلق {غليظ القلب} أي : قاسيه ، {لانفضوا من حولك} لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ.
فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين ، تجذب الناس إلى دين الله ، وترغبهم فيه ، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص ، والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين ، وتبغضهم إليه ، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص ، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول ، فكيف بغيره ؟!
أليس من أوجب الواجبات ، وأهم المهمات ، الاقتداء بأخلاقه الكريمة ، ومعاملة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم ، من اللين وحسن الخلق والتأليف ، امتثالا لأمر الله ، وجذبا لعباد الله لدين الله).
‘‘ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ‘‘.

النصيحة الثالثة

أنصح أخانا هاني بن بريك - مَنَّ اللهُ عليهِ بالتوبة - بأنْ ينقاد للحق ، ويعمل بهِ ، ويقبل نصح الناصحينَ لهُ بالتراجع عن ما وقع فيهِ من الأخطاء ، ولا ينتصر لنفسه ، فإنَّ عدم قبول الحق من الكِبر.
قال سماحة الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
(أما بطر الحق : فهو رده ، وألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتدادًا بنفسه ورأيه ، فيرى - والعياذ بالله - أنه أكبر من الحق ، وعلامة ذلك أنَّ الإنسان يؤتى إليه بالأدلة من الكتاب والسنة ، ويقال : هذا كتاب الله ، هذه سنة رسول الله ، ولكنه لا يقبل ، بل يستمر على رأيه ، فهذا رد الحق والعياذ بالله.
وكثير من الناس ينتصر لنفسه ، فإذا قال قولًا لا يمكن أن يتزحزح عنه ، ولو رأى الصواب في خلافه ، ولكن هذا خلاف العقل ، وخلاف الشرع.
والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده ، حتى لو خالف قوله فليرجع إليه ، فإنَّ هذا أعز له عند الله ، وأعز له عند الناس ، وأسلم لذمتهِ وأبرأ.
فلا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أنَّ ذلك يضع منزلتك عند الناس ، بل هذا يرفع منزلتك ، ويعرف الناس أنك لا تتبع إلا الحق ، أما الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرد الحق ، فهذا متكبر والعياذ بالله.
وهذا يقع من بعض الناس والعياذ بالله حتى من طلبة العلم ، يتبين له بعد المناقشة وجه الصواب وأنَّ الصواب خلاف ما قاله بالأمس ، ولكنه يبقى على رأيه ، يملي عليه الشيطان أنه إذا رجع استهان الناس به ، وقالوا عنه إمعة كل يوم له قول ، وهذا لا يضر إذا رجعت إلى الصواب ، فليكن قولك اليوم خلاف قولك بالأمس ، فالأئمة الأجلة كان يكون لهم في المسألة الواحدة أقوال متعددة.
فهذا هو الإمام أحمد رحمه الله إمام أهل السنة ، وأرفع الأئمة من حيث اتباع الدليل وسعة الاطلاع نجد أنَّ له في المسألة الواحدة في بعض الأحيان أكثر من أربعة أقوال ، لماذا ؟ لأنه إذا تبين له الدليل رجع إليه ، وهكذا شأن كل إنسان منصف عليه أن يتبع الدليل حيثما كان).
‘‘ شرح رياض الصالحين ‘‘ المجلد الثاني صــــ 330.

النصيحة الرابعة

أنصح أخانا أبا علي هاني بن بريك - أصلحهُ اللهُ - بالتزود من العلم الشرعي النافع ، والجلوس بين يدي العلماء السلفيين لتلقي العلم ، والتتلمذ عليهم ، فهذا خيرٌ له من التصدر مع وجود الضعف العلمي الذي ظهرَ جليًا في محاضراته ، وخطبه ، ومقالاته ، فعند أخينا هاني ضعف علمي في علم العقيدة ، وفي علم النحو ، وفي غيرهما من العلوم الشرعية.
فأخونا هاني يعتقد بأنه يستطيع صناعة المستحيل ! ، وقد صنعه ! ، وأنه حقق ملحمة أسطورية ! ، ولجهلهِ بمعتقد أهل السنة والجماعة أخذ يدعو على ولاة الأمر في خطبة جمعة ، ويقول بجواز الخروج على الحاكم المسلم الفاسد مع وجود القدرة ! ، ويقرر بدعة حمل المجمل على المفصل في غير كتابِ الله ، وسنة نبيه !
فأنصح أخانا أبا علي بالتزود من العلم الشرعي ، وبمذاكرة ما نساه من معلومات في علم العقيدة ، وعلم النحو ، وفي غيرهما من العلوم الشرعية.
وربما حصل لهُ ذلك بسبب وقيعته في العلماء السلفيين ، وتجهيز الملفات عليهم التي عمرها خمسة وعشرون عامًا ! وانشغاله عن العلم الشرعي بكثرة السفريات ، وأمور الدنيا.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - في ترجمة الحافظ ابن سند :
(ونسي غالب محفوظاته حتى القرآن ! ويُقَال إنَّ ذلك كان عقوبة له لكثرة وقيعته في الناس).
‘‘ الدرر الكامنة ‘‘ 6/24.
وأذكرك يا أبا علي بما قلته أنت في شريط ‘‘ للهِ وحده ‘‘ : (اتقِ الله خَافَ الله ! واللهِ لو كانَ عبد الرحمن صاحب الفيوش على ...) فهُنا نَسَبَ الأخ هاني الخوفَ إلى الله من حيث لا يقصد ولا يشعر ، فـــ : (خَافَ) فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح ، ولو كانَ هاني ملمًا بالنحو لأتى بفعل أمرٍ هنا ، وليسَ بفعلٍ ماضٍ وإنما وقعَ هاني في هذهِ الزلة لفقدانهِ المعلومات كما أخذ يبرر بعد أنْ نبههُ أحد الحضور ، فقال أخونا هاني - ألهمهُ اللهُ رشده - : (ها النحو جزاك الله خير الأخ لا أنا ما عندي نحو يا شيخ ضَيَّعْت النحو ، وضَيَّعْت الصرف الله يغفر لك عرفت ؟ جزاك الله خير على كل حال).
وقبل التزود من العلم الشرعي أنصح أخانا هاني بن بريك بتعلم الأدب فما أحوجه لذلك.

النصيحة الخامسة والأخيرة

أنصح أخانا هاني بن بريك ألا يحتج بتزكية الشيخين العلامتين ربيعٍ المدخلي ، وعبيدٍ الجابري - حفظهما الله - ، وكذا الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري - وفقهُ الله - لهُ ، فهذهِ التزكيات غير نافعة له مع مخالفته لأصول أهل السنة والجماعة ، وعدوانه على علماء أهل السنة ، وطلاب العلم ، والدعاة إلى الله.
والمرء يزكيه عمله الصالح ويرفعهُ الله وإنْ حاولَ جميع الناس إسقاطه ، والمرء تسقطه ذنوبه ومعاصيه وضلالاته وبدعه عقوبة لهُ من الله ، وإن زكاه الأئمة.
فالله - سبحانهُ وتعالى - يعز من يشاء ويذل من يشاء ، ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء.
واقرأ قولَ شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - :
(وقد يزكي الرجل - وهو فاضل - بناء على الظاهر ولا يعرف حقيقة ما عليه القوم ، فيأتي إنسان يدرس كتبهم ويدرس واقعهم فيجد أنَّ هذا الذي زَكَّاهم قد وقعَ في خطأ من حيث لا يدري فَزَكَّاهم بناء على الظاهر.
هذا شيء حصل للأئمة الكبار ، فكم من إنسان عَدَّلَهُ الإمام أحمد فقال تلاميذه الذين لا يصلون إلى مرتبته ، عرفوا ما عند هؤلاء وما فيهم من قدح وما فيهم من جرح فأسقطوهم وإن كان قد زكاهم أحمد رحمه الله.
وزَكَّى الشافعي أناسًا وجرحهم آخرون ، وقدم جرح هؤلاء المفسر القائم على معرفة الحقيقة على أقوال الأئمة الذين زكوا بناء على ما ظهر لهم ، فاليوم يعني قد يأتي إنسان يدعي أنه طلب العلم ويتظاهر بالدين والنسك والأخلاق الطيبة ويجلس ويمكث عندك أيامًا فتبني على الظاهر.
أنا واللهِ زكيت أناسًا في هذا العام ، واللهِ لازموني وما شاء الله تنسك وكذا وكذا وكذا ثم ظهر لي جرحهم.
أنا إذا صلى معي وزكى وذكر الله وسافر معي وإلخ أشهد بما رأيت ولا أزكي على الله أحدًا ، لكن يأتي إنسان آخر عرفه أكثر مني ، واكتشف عليه أخطاء واكتشف عليه أشياء تقدح في عدالته ، فيجرحه بعلم ويبرهن على جرحه بالأدلة ويفسر جرحه ، فَيُقَدَّم جرحه على تعديلي ، وأنا استسلمت ، قَدَّمَ الأدلة على جرح هذا الإنسان ، في الواقع الحق معه).
‘‘ فتاوى الشيخ ربيع المدخلي ‘‘ الجزء الأول صــــــ 250.

وفي الأخير أقول لمن سيقول : وأنتَ يا أبا قتادة بردك هذا على هاني بن بريك ألستَ قد مَزَّقتَ الصف ، وشَتَّتَ الكلمة ، ولم تحرص على تحقيق أصل الاجتماع والائتلاف ، ونبذ الفرقة والاختلاف ؟!
والجواب : "لا" كلامك غير صحيح ، لأنَّ الاجتماع لا يكون إلا على الحق ، على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، وليس على بدعٍ وضلالاتٍ وانحرافات ، ولا على السكوت عن الباطل على طريقة حزب الإخوان المسلمين ، وقاعدتهم البدعية : (نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيهِ).
وتنبيه الأخ هاني - أعانهُ الله على التوبة ، ووفقهُ إليها - هو طريق موصل لتحقيق أصل الاجتماع والائتلاف ، ونبذ الفرقة والاختلاف ، لا سيما ونحن قد بَيَّنا ما وقعَ فيهِ الأخ هاني - أصلحهُ الله - من مخالفاتٍ عقدية ، ومنهجية ، وسلوكية بالأدلة الموثقة ، وبَيَّنا بطلانها بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ، ونقلنا أقوال كبار العلم في بيان ذلك ، فعلى أخينا هاني أن يقبل الحق ، وينقاد له ، ولا يكابر.
وأنْ يعرف أننا كُنَّا أنصح لهُ من ياسين بن علي العدني ، وصلاح كنتوش ، وزكريا بن شعيب ، وكل من تابعه على فتنتهِ ، وبغيه ، وعدوانه فهم قد غَشَّوْهُ ، وناصروه بالباطل ، ولم يأخذوا على يديهِ.
ونسألُ اللهَ - سبحانهُ وتعالى - أنْ يَجْمَعَ كلمة أهل السنة على الحق ، وأنْ يُلْهِمَ الجميعَ رشدهم ، ويرزقهم السداد في الأقوال والأفعال.
كما نسألهُ - سبحانهُ - أنْ يَمُنَّ على من أخطأ بالتوبة الصادقة ، وترك الباطل.
هذا ما أردتُ بيانه ، وتوضيحه من باب الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر بحسب ما نستطيع ، وبحدود ما نعلم [1].
وطلبًا لرحمةِ الله - عزَّ وجل - حيث قال في كتابهِ الكريم : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
وطلبًا للفلاح كما جاء في قولهِ - تباركَ وتعالى - : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ونسألُ اللهَ الإخلاصَ في القولِ ، والعمل.
وصل اللهم على نبينا محمدٍ ، وعلى آلهِ وصحبهِ وسلم.

كتبهُ الفقيرُ إلى عفوِ ربهِ راجي مغفرته وثوابه :
أَبُوْ قَتَادَة حُسَام بِن أَحْمَد المغْرَمِي الْعَدَنِي
غَفَرَ اللهُ لهُ ، ولِوَالِدَيْهِ ، ولِجَمِيْعِ المسلِمِيْنَ ، والمسْلِمَات.
دَار الحَدِيْثِ بِالْفِيُوشِ - حَرَسَهَا اللهُ ، وحَمَاها ، ودَفَعَ عَنْهَا وعَنْ أَهْلِها الشُّرور -
يوم الاثنين 11 صَفَر 1437 هــــــ.

----------------------------------------------------
[1] وترقبوا - بإذن الله - صدور هذهِ المقالات وبها نختم :
1/ الإيضاح والبيان لما عند زكريا بن شعيب العدني من الظلم ، والبغي ، والبهتان.
2/ فتحُ القديرِ العلي بكشفِ شبهات علي الحُذَيْفِي العَدَنِي.
3/ (التجلية لحقيقة الفتنة اليمنية) ، وهي آخر المقالات - بإذن الله - .
آخر تعديل بواسطة أبوعبدالله الحضرمي في الأحد 17 صفر 1437هـ (29-11-2015م) 8:50 am، تم التعديل مرة واحدة.



أبوعبدالرحمن
مشاركات: 1
اشترك في: صفر 1437

Re: البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية /أبو قتادة حسام بن أحمد العدني

مشاركة بواسطة أبوعبدالرحمن »

جزا الله خيرا الاخ حسام على هذا الرد الموفق

أضف رد جديد