الثناء الحسن من العلماء على دور الحديث السلفية في اليمن - الشيخ نور الدين السدعي

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

الثناء الحسن من العلماء على دور الحديث السلفية في اليمن - الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الثناء الحسن من العلماء على دور الحديث السلفية في اليمن

رد على ياسين العدني في طعنه في دور الحديث السلفية في اليمن


الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد:

فمن أعظم النعم التي أكرم الله بها أهل السنة في اليمن إنشاء دور الحديث السلفية التي تعد مفخرة اليمن الكبرى في هذا العصر وزاد الدعوة السلفية الأعظم في اليمن، وقرة عينها، وغذاؤها الروحي الذي تقوم عليه، وأكبر عون وقوة ونصير لها بعد الله سبحانه وتعالى.

هذه الدّور العلمية التي تخرج منها العلماء الربانيون، والآلاف من طلبة العلم البارزين، والخطباء المصقعين، والمؤلفين والمحققين، الذين نشروا السنة في أرجاء اليمن بل وتعدى ذلك إلى أصقاع شتى من أصقاع الأرض.

هذه الدّور السلفية التي تقام فيها عشرات الدروس العلمية في شتى فنون العلم من عقيدة وفقه وتفسير وحديث ولغة وأصول وغير ذلك.

هذه الدّور التي تعقد فيها الاجتماعات الكبرى لأهل السنة ومدارسة أحوالهم التي نصر الله بها السنة غاية النصر.

هذه الدور التي حطم الله عن طريقها الكثير من القباب والمشاهد التي تعبد وينذر ويذبح لها من دون الله.

هذه الدور العملاقة التي كانت سببا عظيما في نشر التوحيد في ربوع البلاد وانجفال كثير من الناس عن السحرة والمشعوذين والتعلق بالرفات والعظام.

هذه الدور السلفية التي كانت سببا عظيما في انتشار السنة في أنحاء البلاد وقمع البدع والخرافات في أماكن شتى.

هذه الدور التي تخرج منها الآلاف من الدعاة إلى الله وسلمت لهم المساجد في كثير من البلدان.

هذه الدور التي أحيا الله بها في هذا العصر الرحلة في طلب الحديث من أنحاء العالم.

هذه الدّور التي تعد مأوى وزادا لمن يريد التفرغ لطلب العلم وأن يصير هاديا مهديا ينفع الله به الإسلام والمسلمين.

هذه الدّور التي يضج منها أعداء السنة والحاقدون والحاسدون أيما ضجيج ويصيحون منها غاية الصياح وينفرون عنها غاية التنفير لما فيها من الخير العظيم الذي كشف الله به عوارهم وهتك أستارهم وأقض مضاجعهم.

هذه الدّور التي لا تعرف الانقطاع عن الدروس العامة كل يوم ثلاث مرات على مدار السنة حتى في الأعياد والمناسبات!
إضافة إلى عشرات الدروس الخاصة المستمرة في شتى الفنون!

إضافة إلى ما يقوم به شيخ الدار من الفتوى والتصنيف، وحَلِّ كثير من مشاكل الناس والقضايا المتعلقة بالدعوة إلى الله، واستقبال الزائرين وحَلِّ ما قد يطرحونه من القضايا والمشاكل، ومتابعة طلاب الدار وتحضير الدروس.
إلى غير ذلك من الأعمال الجليلة التي كما قال مؤسس هذه الدور الإمام الوادعي رحمه الله: «وأعتقد أن المجتمع الذي نحن فيه ”دار الحديث“ لو كان تبع حكومة لاحتاج إلى نحو مائة موظف، لكن أكثرها تُدَارُ علينا إلا التدريس فإخواننا يقومون بالتدريس في جميع المستويات». ”آخر فتاوى الوادعي“ (ص52).

هذه الدّور الأثرية التي جعل الله فيها من الخير والنفع والبركة ما لا يحصيه إلا الله، وما ذاك إلا لصفائها ونقائها، وصِدْق القائمين عليها فيما نحسبهم والله حسيبهم.

هذه الدّور الأثرية التي أحيت طريقة السلف الصالح في التعليم في المساجد، وتأسيس دور الحديث.
فدور الحديث في الأصل هي عبارة عن مسجد يتسع لطلبة العلم الدارسين فيه، ومسجد للنساء، إلا أنه أقيمت حوله بعض الخدمات المهمة التي تعين على الاستمرار على طلب العلم فيه والرحلة إليه حيث بني بجواره مرافق تعين طالب العلم على الاستمرار على طلب العلم فيه والرحلة إليه والتزود من العلم والتصنيف وما شابه ذلك.
كمكتبة يستفيد منها طلبة العلم ويجدون فيها بغيتهم.
وغُرف يسكنون فيها. ومطبخ للقيام بإصلاح الأكل، وما إلى ذلك من الاحتياجات المعينة لطالب العلم على التفرغ لطلب العلم والتزود منه والاستمرار فيه.

وبهذا تضاعف نفع مساجد دور الحديث وكثر خيرها وعظم نفعها وصار واسع الأرجاء مترامي الأطراف بما لم يكن في الحسبان.


ثم بعد هذه المنافع الجليلة والثمار العظيمة لدور الحديث يأتي بعض المخذولين الحاقدين الذين تربوا في هذه الدور كياسين العدني فيطعن في هذه المنارات الكبرى من منارات الإسلام بأنه ليس من ورائها إلا الفتن والتعصبات!!! (سبحانك هذا بهتان عظيم)

وليس تأسيس الإمام المجدد الوادعي رحمه الله وطلابه الأشبال لدور الحديث وليد اليوم بل هي طريقة للسلف من زمن قديم.
ومن أشهرها دار الحديث بالأشرفية التي أسسها الإمام ابن الصلاح رحمه الله.

قال شيخنا الجليل عبد العزيز البرعي حفظه الله: «مراكز أهل السنة والجماعة في اليمن -بحمد الله جلَّ وعلا- نفع الله بها السنة في اليمن أيما نفع، وقمع الله عزَّ وجلَّ بها المبتدعة غاية القمع، وأذلهم غاية الذلة.
فَرْقٌ بين درس يُلقى في حارة وبين مركز، المراكز نعمة والدروس فيها متواصلة صباحًا وضحىً وظهرًا وعصرًا وبعد العصر ومغرب وعشاء وبعد العشاء دروس.
إضافة إلى سَدِّ الفراغ بالمجهود الشخصي في غير هذه الأوقات بالتفرغ التام، ومن تَفرَّغ وجد وأحسَّ بالفائدة بإذن الله عَزَّ وَجَلَّ.
فهذه نعمة مِنَ الله تبارك وتعالى، أنعم بها علينا معشر أهل السنة في اليمن، وانتشر هذا الخير إلى مشارق الأرض ومغاربها. اهـ من شريط بصوته حفظه الله.

ودور حديث بهذه المكانة العالية في رفع راية التوحيد والسنة ليس غريبا أن يحصل الطعن فيها والتحذير من الزنادقة والمنحرفين وأهل البدع والأهواء!
إنما الغريب أن يحصل الغمز والطعن في دور السنة ممن ينتسب إلى السنة ممن تربى في أحضانها! ونهل من معينها! وعاش فيها دهرا!
سبحان مقلب القلوب والأبصار!!!
(ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا)
وإن من البلاء أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف وإياكم والتلون.

وثمرة هذه الدّور السلفية التي بلغت المشارق والمغارب، وعَشراتُ الآلاف من طلاب العلم والدعاة إلى الله والمؤلفين والمحققين الذين قَلَّ أن تخلو منهم بلدة أو دولة مهما شرقت أو غربت الذين تخرجوا من هذه الدّور، حجة قاهرة دامغة كافية شافية على عظيم فضل هذه الدّور، وأنها من أعظم منارات السنة والإسلام في هذا العصر.

وأن الطعن فيها لا يصدر إلا من بدعي خبيث أو حقود حاسد مزق الحسد والحقد قلبه بسبب لفظ هذه الدور لهم، التي تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد.
وبسبب فشلهم الذريع في تأسيس دار حديث بعد سعيهم الجاد في ذلك!
في ازدياد العلم إرغام العدا *** وجمال العلم إصلاح العمل.


وقد أحببت أن أورد هاهنا شيئا من ثناء بعض العلماء على هذه الدّور المباركة أدام الله نفعها من باب زيادة التعريف بفضلها وعظيم خيرها.

أو لا: كان مؤسس هذه الدور العلمية العلامة المجدد الوادعي رحمه الله حريصا على إنشاء دور الحديث حاثا على طلب العلم فيها ساعيا في ذلك ما أمكن.
ويرسل بعض طلابه البارزين لإقامة دور الحديث وتأسيسها.
وإذا خرج دعوة إلى الله زارها وحط رحله فيها.

وفي آخر توسعة في عهده لدار الحديث بدماج ذكر أن بعض الناس استنكر تلك التوسعة معللا ذلك بقوله: أين ستذهب بعد موت الشيخ مقبل؟ فرد عليه شيخنا بقوله: لو لم يكن من هذه البنايات كلها إلا اجتماع واحد لأهل السنة لما كان في ذلك خسارة!

ثانيا: قال الوالد العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله مثنيا ثناء عطرا على هذه الدّور السلفية وعلى القائمين عليها: «وتخرَّج على يديه –يعني الإمام الوادعي- علماء أنشئوا مدارس في عدد من مناطق اليمن نفع الله بهم كثيرًا والدعوة السلفية عندهم قوية.

ومدارسهم تمثل مدارس السلف في النزاهة والعفة والزهد في الدنيا، متوكلين هم وطلابهم الكثيرون على الله.
ولا يُدنسُون أنفسهم وأيديهم بأخذ الأموال من المؤسسات الحزبية؛ لأنهم يدركون أهداف هذه المؤسسات، ومنها صرف من يستطيعون صرفه عن منهج السلف أهل الحديث والسنة، وربطهم برؤوس الأحزاب الضالة ومناهجهم.
وسَنَّ لهم هذه السنة الحسنة ذلكم الجبل النزيه العفيف الزاهد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي الذي يُذكِّرُنا بسيرة السلف الصالح ولا سيما الإمام أحمد رحمه الله». ”تذكير النابهين“ (390-391).

ثالثا: قال الوالد العلامة مفتي جنوب المملكة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله في زيارته لـ”دار الحديث بدماج“: «من خلَّف مثل هذا لا يُعتَبرُ مات، فإنه أسس وإنه قد أصلح وإنه قد دعا وإنه قد بذل جهدًا نغبطه عليه، ونحسب أنه عند الله من فضلاء الأتقياء ومن علية الأولياء.
نحسبه كذلك والله حسيبنا جميعًا، ولكننا نرى هذا نراه بأعيننا ونلمسه بحواسنا، ونعرف والحمد لله أنه عمل خيرًا كثيرًا قَلَّ أن يصل إليه أحد.

وما هذه المراكز التي انبثقت في اليمن جميعًا إلا حسنة من حسناته إلا من بعض حسناته، وكل أصحاب المراكز من تلاميذه وكلهم اقتدوا به.
ولا شك أن من أسس خيرًا أو عمل حسنة فإن من اقتدى به فله أجره وأجر من عمل بعمله ذلك». إلخ كلامه رحمه الله.

رابعا: قال مشايخ أهل السنة في اليمن حفظهم الله في بيانهم الصادر بتاريخ (10/6/1430هـ): «...وقد مَنَّ الله على أهل اليمن في هذا العصر بانتشار دعوة أهل السنة والقبول لها وإقبال الناس عليها إقبالا عديم النظير، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وقد جعل الله لهذه الدعوة أسبابًا ومقومات من أجَلِّها: إقامة دُوْرِ الحديث التي بدأ تأسيسَها شيخُنا ووالدُنا الإمام المحدث العلامة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى، فقد أسس ”دار الحديث بدماج“ حرسها الله ومنها تفرعت بقية دُوْرِ الحديث في اليمن على أيدي طلابه وقد نفع الله بها نفعًا عظيمًا؛ إذ قد تخرج منها علماء ودعاة وطلبة علم وحفاظ للقرآن رجالا ونساء داخل اليمن وخارجها، وقمع الله بها الكثير من الخرافات والشرك والبدع والمعاصي، وقد نفع الله بها كثيرا من عامة الناس وخاصتهم...».
كتبه ووقع عليه: الشيخ محمد الإمام، والشيخ عبد العزيز البرعي، والشيخ عبد الله بن عثمان الذماري، والشيخ محمد الصوملي.

وأخيرا: لا تزال –بفضل الله- دور الحديث السلفية في اليمن كل حين في ازدياد متماسكة كالجسد الواحد تحتضن الآلاف من طلبة العلم رافعة رأسها شامخة أنفسها في عزة قعساء ومكانة سامية علياء تؤتي أُكُلها وتنشر خيراتها في العالم كل حين بإذن ربها، فليمت الحاقدون والمتربصون بغيظهم.

دعهم يعضوا على صم الحصى كمدا *** من مات من قولتي عندي له كفن.

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عمرو نور الدين بن علي السدعي.
(١٤٣٧/١٢/١١)

أضف رد جديد